روحاني: إضعاف سورية يصبّ في مصلحة «إسرائيل»
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إضعاف سورية يصب في مصلحة «إسرائيل»، وتساءل: «هل إضعاف سورية هو لمصلحة الأمة الإسلامية؟ وهل تدميرها يمهد لإعمار الدول الأخرى؟»، داعياً إلى التصدي للعنف الحواري والفكري وذلك بغية محو «الفكرة السلبية التي نُشرت عن الإسلام».
الرئيس الإيراني وفي كلمة خلال افتتاح مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران، أكد أنه يمكن حل المشاكل الكبرى عبر التفاوض وتجب الاستفادة من مفاوضات إيران النووية في ذلك، وقال: «ليس هناك هلال شيعي ولا هلال سني بل يجب أن يكون هناك بدر إسلامي».
جاء ذلك في وقت، أكد نائب رئيس «الائتلاف المعارض»، هشام مروة، أن موعد المفاوضات المرتقبة بين المعارضة السورية والحكومة لم يحدد رسمياً بعد ولم يخطر الائتلاف بأي موعد بعد، فيما رأى أن اغتيال زهران علوش «سيؤثر سلباً في المفاوضات».
وأضاف مروة أن «كل جهة أرسلت أسماء ممثليها في فريق التفاوض للهيئة العليا للمفاوضات، ولكن لم يعلن بعد عن أسماء فريق التفاوض رسمياً»، مشيراً إلى أن «مسألة تصنيف المنظمات الإرهابية لم تناقش ضمن تشكيل الوفد»، وأن «التصنيف متروك للأمم المتحدة».
وفي سياق متصل، رأى مروة، أن «اغتيال قائد جيش الإسلام، المدعو زهران علوش سيؤثر سلباً في المفاوضات، لأن وجود الفصائل المسلحة في المفاوضات مهم، وحجم التأثير سيظهر على أرض الواقع»، مضيفاً أن «المعلومات المتوافرة، بحسب شهود عيان وناشطين، تفيد بأن طائرات روسية نفذت عملية اغتيال علوش».
تصريحات مروة جاءت بعد تأكيد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أول من أمس أنه من المخطط إطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في 25 كانون الثاني بجنيف.
وفي السياق، أكدت رسالة صادرة عن اللجنة التنفيذية لـ «مبادرة أستانا» للمعارضة السورية، أن المبادرة تتوافق بشكل كبير مع نقاط عديدة وردت في البيان الختامي لاجتماع فيينا وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي اتخذ بالإجماع، والسعودية «لم تتبع المعايير والاتفاقات المبرمة في فيينا من قبل المجتمع الدولي».
وجاء في نص الرسالة الموجهة إلى كل من، المبعوث الأممي إلى سورية، ووزارة الخارجية الروسي، والمبعوث الأميركي الخاص الى سورية مايكل راتني، «نحن نعتقد أن المملكة العربية السعودية لم تتبع المعايير والاتفاقات المبرمة في فيينا من قبل المجتمع الدولي، عندما نظمت مؤتمراً مع مجموعة من المعارضين السوريين في الرياض، تم اختيارهم بغموض».
وأشارت الرسالة إلى أن «موقف المملكة العربية السعودية منذ بداية الصراع السوري ، قد أثار التوترات بين المجتمعات وشجع ظهور مجموعات من المقاتلين المتطرفين، الذين يجب حرمانهم من المشاركة في المفاوضات، التي من شأنها أن تؤدي إلى السلام في سورية».
وكانت «مبادرة أستانا» جاءت بعد مؤتمرين عقدا في العاصمة الكازاخية أستانا، حضرهما 70 مشاركاً يمثلون تنوع المعارضة السورية، بهدف تسهيل العملية السياسية في سورية وإيجاد حلّ سياسي للأزمة في البلاد.
وأكدت المبادرة أهمية وضرورة إشراك جميع ممثلي المعارضة السورية الذين يقفون ضد الإرهاب في أي مفاوضات على قدم المساواة، من دون استثناءات التعسفية، ومن دون منح وضع خاص لأي جماعة سياسية.
في غضون ذلك، أكد أمين سر تحالف القوى الفلسطينية، خالد عبد المجيد، تعثر وتأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من أجلاء مسلحي «داعش» و»جبهة النصرة» من جنوب دمشق، إلى إغلاق عناصر «جيش الإسلام» للطريق الذي كانت ستمر منه الحافلات، مع احتمال تغيير الطريق إلى الشمال.
وأضاف عبد المجيد: «تم تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق انسحاب داعش وجبهة النصرة من جنوب دمشق، حتى يتم توفير ممراً آمناً لخروج أربعة آلاف مسلحاً ومدنياً، بينهم أكثر من 2000 مسلح كانوا يتحصنون في أحياء تسيطر عليها الجماعات المسلحة في أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم، وكذلك في مخيم اليرموك بجنوب دمشق.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أنه تم نقل نحو 20 حافلة محملة بمسلحي تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» وعوائلهم، كانوا غادروا مناطق جنوب دمشق مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بين المسلحين والحكومة السورية.
وكان الاتفاق قضى بأن تمر القافلة إلى بئر القصب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ومنها إلى مناطق توجه المسلحين إلى شمال وشرق سورية، علماً بأنه توقف خروج المسلحين من «داعش» والفصائل الأخرى، بعد مقتل زهران علوش، يوم الجمعة الماضي.
الى ذلك، أكد فيكتور بونداريف قائد القوات الجوية الفضائية الروسية أن نشر روسيا صواريخ «إس- 400» قد ضبط الأجواء السورية، وأن الطائرات الروسية لم تخطئ هدفها منذ انطلاق العملية الجوية في سورية.
وفي تعليق على اتهامات تكال لروسيا باستهداف مواقع مدنية في سورية، شدد على أن جميع العمليات العسكرية الروسية تستهدف الإرهابيين حصراً. وأضاف: «قواتنا الجوية الفضائية لم تستهدف أبداً المواقع المدنية في سورية»، مشيراً إلى أن «الطيارين الروس لم يخطئوا أهدافهم ولم يستهدفوا مدرسة أو مسجداً أو مستشفى»، مؤكداً أن خطة العملية الجوية في سورية خضعت قبل تطبيقها لدراسة دقيقة، كما تم التنسيق بشأنها مع القيادة السورية.
ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على بلدة حوارين في ريف حمص الجنوبي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، كما تمكنت وحدات الجيش من السيطرة على الجبل الكبير شمال مهين، وسط اشتباكات عنيفة على مدخلها الغربي.