اجتمعوا ليدينوا تركيا… فتهجّموا على إيران!

لا عجب، إنها جامعة الدول العربية التي اجتمعت ذات مرّة لتتآمر على دولة عربية هي سورية. إنّها جامعة الدول العربية ذاتها التي باعت القيم والأخلاق العربية بدرهم من فضّة، كي تُرضي الغرب المتآمر عرّاب «الربيع العربي» الذي لم يجلب للمنطقة العربية إلا الويلات والدمار والقتل والإرهاب وأصحاب اللحى والسيوف. إنّها جامعة الدول العربية ذاتها التي اجتمعت منذ أيام لمناقشة شكوى تقدّم بها العراق ضدّ تركيا بسبب توغّل جنود أتراك في الأراضي العراقية، فإذ بها تنسى أنقرة، وتخرج بتهجّمات جديدة ضدّ طهران.

هذا ما تطرّقت إليه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، التي قالت في تقرير نشرته أول من أمس، إنّ جامعة الدول العربية عقدت اجتماعاً طارئاً في القاهرة مكرّساً لمناقشة طلب بغداد في شأن الغزو التركي للأراضي العراقية. ولكن تم في اللحظة الأخيرة تغيير جدول عمل الاجتماع ليصبح مضادّاً لإيران. مضيفة أنّه قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ في القاهرة، حصل توسيع جوهري في جدول أعماله. فمثلاً، وبمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ناقش الوزراء موضوع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية خصوصاً في العراق. إضافة إلى هذا، ناقش الاجتماع بطلب من قطر مسألة اختطاف مواطنين قطريين في العراق بينهم أحد افراد العائلة الحاكمة. تمخض الاجتماع في النهاية عن إصدار بيان يستنكر الغزو التركي للأراضي العراقية والتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية.

وفي سياق منفصل، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن الولايات المتحدة ليست قادرة على تحييد روسيا في سوق التسلح الهندية. وأضافت أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس الماضي حول التوريد والصناعة المشتركة للأسلحة تدل على أن موسكو لا تزال أحد الشركاء الاستراتيجيين الأساسيين لنيو دلهي. مشيرة إلى أن التوريد المحتمل لمنظومة الدفاع الجوي الروسية «أس 400» إلى الهند سيعزّز موقع روسيا في السوق الهندية.

«واشنطن بوست»: واشنطن غير قادرة على تحييد موسكو في سوق التسلح الهندية

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن الولايات المتحدة ليست قادرة على تحييد روسيا في سوق التسلح الهندية. وأضافت أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس الماضي حول التوريد والصناعة المشتركة للأسلحة تدل على أن موسكو لا تزال أحد الشركاء الاستراتيجيين الأساسيين لنيو دلهي. مشيرة إلى أن التوريد المحتمل لمنظومة الدفاع الجوي الروسية «أس 400» إلى الهند سيعزّز موقع روسيا في السوق الهندية.

وتتوقع الصحيفة أن الجانب الهندي سيطلق استيراد «أس 400»، وذلك على رغم عدم التأكيد الرسمي للجانبين الروسي والهندي على ذلك.

وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى إعلان الشركة الهندية للأسلحة «ريلايانس ديفينس»، الخميس الماضي، التوقيع مع الشركة الروسية «ألماز أنتي» على اتفاقية بمبلغ 6 مليارات دولار في ما يخص مسائل تصليح المعدّات العسكرية وإنتاجها.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشركة الروسية المذكورة هي المسؤولة عن تصنيع منظومة الصواريخ «أس 400»، في إشارة إلى أن الهند قد تكون أجرت معها مشاورات في شأن هذه المنظومة.

كما تشدّد الصحيفة على أن تصدير السلاح الروسي إلى الخارج يزداد سنوياً.

يذكر أن مباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أجريت في موسكو يوم الخميس الماضي، حيث بحث الجانبان ملفات عدّة، من ضمنها تسهيل نظام التأشيرات «فيزا» بين البلدين وإطلاق التعاون حول إنشاء شركة لصناعة مروحيات عسكرية روسية على الأراضي الهندية، واستمرار بناء مفاعلات نووية جديدة في الهند بمساعدة روسيا.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: اجتماع جامعة الدول العربية يتحوّل من تركيا إلى إيران

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى اجتماع جامعة الدول العربية المخصّص لدراسة شكوى العراق ضدّ تركيا، مشيرة إلى أنه تحوّل ضدّ إيران.

وجاء في المقال: عقدت جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً في القاهرة مكرّساً لمناقشة طلب بغداد في شأن الغزو التركي للأراضي العراقية. ولكن تم في اللحظة الأخيرة تغيير جدول عمل الاجتماع ليصبح مضادّاً لإيران.

ويذكر أن وحدات من القوات التركية معززة بالآليات المدرعة انتهكت السيادة العراقية واستقرت قرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى. وقد برّرت أنقرة هذا العمل بأنه لحماية الخبراء العسكريين الأتراك الذين يدرّبون مقاتلي البيشمركة الأكراد على محاربة «داعش». أما بغداد فقد اعتبرته غزواً لأراضيها وقدّمت شكوى إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ما اضطر أنقرة إلى سحب هذه الوحدات إلى شمال العراق.

طالب وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري بانسحاب كامل للقوات التركية من الأراضي العراقية فوراً. كما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي إلى اتخاذ ما يلزم لتخفيف حدة التوتر.

يقول رئيس معهد دراسات الدين والسياسة آلكسندر إيغناتينكو حول هذا الموضوع: التوتر مستمر والمشكلة لم تحل. أما بالنسبة إلى الدول العربية، فهي تبني هياكل دفاعية ضدّ غير العرب وبالدرجة الأولى ضدّ إيران وتركيا.

ولكن قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ في القاهرة، حصل توسيع جوهري في جدول أعماله. فمثلاً، وبمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ناقش الوزراء موضوع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية خصوصاً في العراق. إضافة إلى هذا، ناقش الاجتماع بطلب من قطر مسألة اختطاف مواطنين قطريين في العراق بينهم أحد افراد العائلة الحاكمة. تمخض الاجتماع في النهاية عن إصدار بيان يستنكر الغزو التركي للأراضي العراقية والتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية.

كان موقف العراق صعباً في هذا الاجتماع منذ بدايته، لأن أعضاء جامعة الدول العربية لم يكن في نيّتهم الوقوف ضدّ تركيا. بل على العكس، أصبحت أنقرة أحد الحلفاء الأساسيين للعالم العربي بدعم من قطر والمملكة السعودية.

ما يدلّ على هذا بحسب رأي إيغناتينكو أولاً، الرياض قدمت عميلها رئيس اقليم كردستان ليدافع عن تركيا ضد اتهامات روسيا في شأن تجارة النفط المهرّب مع «داعش». أما قطر فقد وعدت تركيا بتزويدها بالغاز. هذه المسألة في ضوء فتور العلاقات الروسية التركية، بالنسبة إلى أردوغان لها أهمية خاصة وكبيرة، إضافة إلى أن تركيا تبني قاعدة عسكرية في قطر.

استناداً إلى هذه الأمور، لم يكن متوقعاً صدور اتهامات شديدة ضد تركيا في هذا الاجتماع، يقول إيغناتينكو: هذا الحلف يمكن نسميه الثلاثي موجود فعلاً ويضمّ تركيا والمملكة السعودية وقطر، حيث يُعزّز التعاون بينهم. ولكن يجب ألا ننسى أمراً مهماً، العلاقة بين الرياض ودوحة، اللتين تتنافسان في ما بينهما حتى درجة العداء، أي يجب أخذ هذه المسألة بالاعتبار قبل الحديث عن تحالف السعودية وقطر. من هذا يظهر ان الملكيات العربية ليست موحدة، بل هي متضادة وتتخذ مواقف مختلفة من القضايا السياسية.

تركيا لا تنوي سحب قواتها من العراق، لأنها تخطط لضمّ أجزاء من العراق وسورية. لذلك عزّزت من دعمها لمسعود البرزاني الذي ينوي إجراء استفتاء عام في شأن الانفصال عن العراق وإنشاء دولة كردية مستقلة. كما زادت المساعدات المالية لحكومة أربيل بعد انخفاض المبالغ التي تخصصها بغداد. في هذا الشأن يقول نائب رئيس حكومة كردستان قوباد طالباني: أكثر الأزمات التي تشكل خطراً على مستقبل كردستان هي الأزمات الاقتصادية.

يضيف إيغناتينكو: تركيا منذ زمن تتمنّى ضمّ أجزاء من العراق وسورية، لذلك كل ما تفعله هدفه تحقيق هذه الأمنية، ولكن هذا لا يمكن تحقيقه إلا في حال تفكك العراق وسورية، وهو ما تساعد عليه تركيا بالسبل والإمكانيات كافة.

«غارديان»: مهاجرون ضائعون في أدغال الصفيح

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً كتبه جوناثان فريلاند، عن مخيم المهاجرين واللاجئين في مدينة كاليه الفرنسية.

ويقول فريلاند إن اللاجئين في كاليه يعيشون ظروفاً قاسية، وفي غياب أيّ دور حكومي، بينما انبرى عدد من المتطوعين للمساعدة بجهود فردية وإمكانيات محدودة، لكنها ذات فاعلية.

هؤلاء المتطوّعون لم ينظروا إلى اللاجئين على أنهم مشكلة لا بد من معالجتها، أو التخلص منها، إنما رأوهم بشراً مثلهم. ومن بين هؤلاء المتطوعين الطاهي كيفن ميكايليان، الذي اتخذ من مخزن مهجور مطبخاً له، ويساعده في مهمة إعداد وجبات ساخنة للمهاجرين واللاجئين شباب لا خبرة لهم لا في الطهي ولا في العمل الإنساني.

ويصف الكاتب المخيم بأنه شبيه بأحياء الصفيح العشوائية، غير أنه في قلب أوروبا، وهو يؤوي ستة آلاف شخص يقيمون على أرض مهجورة، مليئة بالفضلات البشرية، ولا وجود فيها للماء ولا للطرق أو البنية التحيتة.

ويتعجب فيرلاند من أن لا أحد يشرف على المخيم، أو يهتم به، ويقول لو أن هذه الكارثة كانت من الكوارث التقليدية لاهتمت بها الأمم المتحدة وكبرى المنظمات الإنسانية، ولكنها تحدث في قلب أوروبا، التي هي في غنى عن المساعدة.

فلا وجود للأمم المتحدة أو منظمة غوث اللاجئين، بينما سجلت منظمة «أوكسفام» حضوراً بسيطاً مع الصليب الأحمر الدولي، وأطباء بلا حدود، التي تتدخل للمرة الأولى في فرنسا.

«إيكونومست»: كيف تمثّل «الإخوان المسلمين» معضلة لديفيد كاميرون؟

كتبت مجلة «إيكونومست» البريطانية: بحسب بيان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان البريطاني، فإن الحكومة البريطانية تعلمت الكثير مما لم تكن تعلمه من قبل عن جماعة «الإخوان المسلمين» خلال تحقيقات استمرت لمدة سنتين، إذ نُشر ملخّص هذه التحقيقات منذ أيام. ومن بين الاستنتاجات التي أشار إليها كاميرون أن جماعة «الإخوان المسلمين» تتعمد الغموض والسرّية. وهي كشبكة وكفكر كانت بداية لبعض الأفراد والجماعات التي شاركت في أعمال عنف في ما بعد. ونتيجة لذلك، فإن الحكومة ستتعامل مع أعضاء وقياديي «الإخوان المسلمين» على أنهم مؤشر محتمل للتطرّف.

هذا على رغم أن التقرير لم يقترح حظر جماعة «الإخوان» أو حتى تصنيفها كمنظمة إرهابية، ما قد يكون مخيباً لحكومتَي المملكة العربية السعودية، وبالأخص الإمارات العربية المتحدة التي مارست ضغوطاً قوية على بريطانيا للتحقيق في نشاط «الإخوان» وحظرهم.

يقدم التقرير الملخص ـ المؤلف من 11 صفحة ـ الذي نشرته الحكومة البريطانية بعض النقاط المثيرة، على رغم أن معظم محتوياته لا تبدو مفاجئة لأي شخص مطّلع على تاريخ السياسة الإسلامية، وبشكل خاص، سياسة المسلمين المغتربين طوال القرن الماضي. لذا، إذا كان هناك أيّ أفكار أو رؤى جدلية جديدة، فإنها بالتأكيد محفوظة بين الأجزاء التي لم يتم نشرها.

ومع ذلك، تلك الحقائق المألوفة التي نصّ عليها الملخص صادمة بما فيه الكفاية، كما تساعد في توضيح لماذا يشكل «الإخوان» لغزاً محيّراً للحكومات الغربية. كما تشير النتائج الرئيسة، أُسّست جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على يد حسن البنا، ومنذ بداية نشأتها وهي تمثل مفارقة. كان هدفها على المدى الطويل إعادة إقامة «دولة الخلافة الإسلامية» والعيش في تحت «حكم الشريعة الإسلامية». ولكنها كان يجب عليها البدء في العمل من القاع، عن طريق إقناع الأفراد بإصلاح حياتهم، وتدعيم الحركات الاجتماعية التي من شأنها أن تكون أحجار البناء لإقامة «دولة ومجتمع إسلاميين». كانت الجماعة شعبوية وديمقراطية في أساليبها، استبدادية في رؤيتها، هذا المزيج الاستثنائي عادة ما يكون علامة مميزة للمنظمات الموالية لـ«الإخوان».

أحد أعظم منظّري «الإخوان المسلمين» كان المفكر المصري سيد قطب، الذي أُعدِم عام 1966. أثّر فكره التكفيري في عدد من قادة الإرهاب العالمي، بمن فيهم قادة تنظيم «القاعدة». على رغم أن منظّري «الإخوان» أدانوا تنظيم «القاعدة» بشدّة وفي بعض الأحيان حصلوا على القبول من الغرب لقيامهم بذلك إلا أنهم لا يزالون ينتمون إلى سيد قطب بشكل كبير، كما يشير التقرير.

في حكم قاسٍ نسبياً، أشار السير جون جينكنز ـ أحد مؤلفي التقرير ـ إلى الآتي:

«في غالبية الأوقات، كان الإخوان المسلمون يفضلّون التغيير التدريجي غير العنيف على أساس المنفعة، غالباً من منطلق أن المعارضة السياسية ستختفي عندما تكتمل عملية الأسلمة. ولكنهم مستعدون لتأييد العنف ـ وأحيانًا الإرهاب ـ عندما يكون التدرّج غير فعّال».

ولكن أحد مؤلفي التقرير الآخرين وهو تشارلز فار قدّم وجهة نظر أكثر تساهلاً مع الجماعات المستوحاة من الإخوان التي تعمل في بريطانيا، ووجد أن مثل هذه الجماعات كانت تؤمن بإمكانية إقامة «دولة إسلامية» هنا في بريطانيا مثلها مثل أي بلد آخر، وكان لديهم الطموح لذلك في الماضي. ولكن ليس هناك ما يدلّ على أن «الإخوان المسلمين» لا يزالون يحملون هذه الرؤية أو على الأقل هم لا يقومون بالترويج علناً لإقامة «دولة إسلامية» في بريطانيا.

يترك الحكومة البريطانية وعدد من الحكومات الغربية في مأزق، فهي دائماً ما تحرص على إيجاد المحاورين المسلمين المنظمين الذين يمكن أن يكونوا بمثابة القناة بين السلطات الرسمية والمسلمين العاديين. ولكن من بين الجماعات الأكثر استعداداً للاستجابة لدعوة الحكومة هم منظمات موالية للإخوان، بعقيدتهم البراغماتية فهم يستخدمون جميع القنوات المتاحة بما في ذلك السياسة المجتمعية والمنافسة الانتخابية. هذه المنظمات دائماً ما تقول إنها تحترم سيادة القانون والنظام السياسي الديمقراطي، إلا إن هذه المزاعم من المستحيل إثباتها أو نفيها، نظراً إلى أنه يستحيل أن نتأكد من الأهداف بعيدة المدى لأيّ شخص أو جماعة.

في ظل هذا الوضع، من الخطأ التعامل مع الإخوان المسلمين والجماعات المشابهة لها على أنها مثل تنظيم «القاعدة». ولكن الصواب أن نتعامل مع هذه الجماعات بحذر لأننا لا نعلم أهدافهم الحقيقية، ولعل نشر هذا التقرير خطوة نحو التوصل إلى هذا التوازن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى