بغداد: تحرير الرمادي مسمار جديد في نعش «داعش»
يعّد تحرير الرمادي أهم إنجاز للجيش العراقي منذ نحو عام ونصف العام. ويدق الانتصار مسماراً في نعش «داعش»، ويؤسس لدحره في غرب العراق والموصل.
وتكمن أهمية الانتصار في الرمادي في عدد من النقاط أهمها:
– أن الإنجاز هو النصر الأول الكبير للجيش العراقي منذ اجتياح تنظيم «داعش» لمدينة الموصل وسيطرته على مساحات واسعة في العراق في حزيران 2014.
– ويفتح الانتصار في الرمادي عاصمة الأنبار على انحسار التنظيم الإرهابي في المناطق السنية غرب البلاد، ما يسهم لاحقاً في قطع خطوط إمداد «داعش» وتواصله الجغرافي مع مواقع التنظيم في سورية.
– وتنهي السيطرة على الرمادي عملياً التهديدات بأي إمكانية لتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد ومدن الجنوب.
– ومن المهم الإشارة إلى أن الانتصار على «داعش» في الرمادي تحقق بجهود الجيش العراقي، وعدم الاستعانة بقوات الحشد الشعبي التي كان لها الدور الرئيس في معارك سابقة ومنها استعادة تكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين، ما تسبب حينها في توترات طائفية.
– ومن المؤكد أن ارتفاع الروح المعنوية للجيش العراقي يفتح الطريق أمام الانطلاق إلى معركة الموصل المفصلية لمحو «دولة الخلافة» التي أعلنها أبو بكر البغدادي إثر انهيار القوات الحكومية العام الماضي.
وكانت القوات الحكومية رفعت العلم العراقي فوق المجمع الحكومي وسط الرمادي مع إعلان المتحدث باسم العمليات المشتركة استعادة المدينة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي وبشكل كامل.
وأظهرت لقطات فيديو بثها التلفزيون الرسمي أمس الجنود وهم يرفعون علم العراق فوق مبنى المجمع الحكومي الرئيسي في مدينة الرمادي بغرب البلاد.
وأعلن المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، الاثنين، عن تحرير مدينة الرمادي من سيطرة جماعة «داعش» الإرهابية بشكل كامل.
وقال رسول في بيان تلاه اليوم بحسب «السومرية نيوز»: «نزف نبأ انتصار أبناء القوات المسلحة وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية بانتزاع مدينة الرمادي من مخالب داعش البغيضة وتحرر أحياء المدينة حيا بعد آخر».
وأضاف رسول أنه «تم تحرير ناظم الثرثار وجسر البوعيثة وساحة الفتنة وجسر فلسطين والطاحونة والجمعيات وقيادة عمليات الأنبار السابقة ومناطق الطاش والمزرعة والملعب الأولمبي والبوجليب وتل مشيهيدية وشارع الأرامل والشراع وقصر الشامية والخمسة كيلو وحي الحرية ومعمل الزجاج والتأميم وحصيبة الشرقية والانتقال الى الصفحة الثالثة من التحرير بعد العبور الى منطقة الحميرة وتحرر حي البكر والضباط الثانية والحوز».
وتابع رسول أن «مدينة الرمادي تحررت ورفعت القوات المسلحة العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار»، مشيراً الى أن «الدفاع عن التراب العراقي وإعادة الأمن والأمان والقضاء على الجماعات الإرهابية وإعادة النازحين ستبقى هي هدفنا المقدس».
وكان قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أعلن، تطهير الطريق الرابط بين جسري الجرايشي وجزيرة الرمادي شمال المدينة.
من جهته، أعلن صهيب الراوي محافظ الأنبار أن القوات العراقية وحشد الأنبار تمكنت من تحرير مدينة الرمادي من سيطرة «داعش».
وبحسب صحيفة «القدس العربي» فقد قال الراوي في خطاب متلفز عبر محطة تلفزيون الأنبار الفضائية «نزف اليكم بشرى النصر برفع العام العراقي فوق مبنى المجمع الحكومي في الرمادي بعد تطهير أبنيته من براثن ومخلفات داعش».
وأضاف: «معارك تحرير الرمادي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 من عناصر داعش، وهذا الانتصار جاء بسواعد أبناء القوات المسلحة والحشد العشائري وخاصة بعد تحرير أحياء المدينة، على أن تستكمل القوات أهدافها المرسومة بتحرير كامل التراب».
وذكر أن «القوات العراقية والتحالف الدولي ستواصل ضرباتها الموجعة وملاحقة العصابات الإرهابية لتحرير جميع أراضي المحافظة وعودة السيادة الكاملة للمحافظة».
وفي سياق آخر، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون في العراق نوري المالكي، أمس، أن سيادة العراق والإرادة الوطنية «خط أحمر»، فيما شدد على عدم السماح لأي جهة بالتدخل في شؤون البلد الداخلية سواء أكانت تركيا أو من أي دولة أو جهة خارجية.
وبحسب «السومرية نيوز» فقد قال المالكي في كلمة ألقاها، في الحفل الذي أقيم لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لفك الحصار عن قضاء بلد من «داعش»، «نقف، اليوم، مع أهل بلد الكرام طلاب مدرسة أهل البيت عليهم السلام ضد من يدعو لسفك الدماء والحقد والطائفية»، مؤكداً أن «سيادة العراق والإرادة الوطنية خط أحمر».
وأضاف أن «البعض ومن يقف خلفهم اكتشفوا بأنهم لا يستطيعون تغيير التأريخ، وأدرك الأبرياء من الطرفين السنة والشيعة أنه لا بد من التعايش بينهم وعزل الأفاعي»، واصفاً التحالف العسكري الجديد الذي أعلنته السعودية مؤخراً بأنه «تحالف مشبوه طائفي حاقد ووهمي يهدف الى تمزيق العراق ويجب الوقوف بوجهه».
وشدد المالكي على «ضرورة انطلاق عملية المصالحة الوطنية، لكن ليس بالشعارات بل نريدها مصالحة حقيقية واقعية تؤمن بوحدة وسيادة العراق وبالموقف الحازم ضد داعش والطائفية».