تنفيذ المرحلة الثانية من اتّفاق الهدنة الأممي: نقل 336 شخصاً من كفريا والفوعة و123 من الزبداني
انطلقت أمس عملية تنفيذ المرحلة الثانية من اتّفاق الهدنة الأممي في مدينة الزبداني في ريف دمشق والفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، الذي تمّ التوصّل إليه في 24 أيلول الفائت وهو يقضي بنقل 450 شخصاً، بينهم مقاتلون وجرحى ومرافقون لهم: 336 من بلدتي كفريا والفوعة عبر طائرةٍ مدنية إلى مطار بيروت ومنه إلى الحدودِ اللبنانية السورية ثمّ الداخلِ السوري. مقابل 123 جريحاً مع عائلاتهم من الزبداني إلى مطار هاتاي في تركيا.
بدأت عملية إخلاء الجرحى بخطوات لوجستية تمثّلت بعبور سيارات منظمات إنسانية دولية إلى المدن الثلاث، فإلى مدينتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، دخلت 6 سيارات للهلال الأحمر السوري ترافقها 9 حافلات وأقلّت 379 شخصاً نحو الأراضي التركية، حيث تسلّمهم الهلال الأحمر التركي لنقلهم عبر أحد المطارات بعد أخذ الضوء الأخضر من الأمن العام اللبناني للانطلاق إلى مطار بيروت على أن يعودوا إلى دمشق في وقت لاحق.
وتزامن ذلك مع عبور موكب للأمن العام اللبناني مع قافلة للصليب الأحمر تضمّ 13 سيارة إسعاف و4 حافلات نقطة المصنع، حيث توجّهت إلى مدينة الزبداني، وأخلت 129 شخصاً ونقلتهم إلى مطار بيروت ومنه إلى مطار هاتاي على متن رحلة للخطوط الجوية التركية.
وفي هذا السياق، وصلت طائرة «إيرباص» إلى مطار بيروت عصراً آتية من تركيا، وسط تدابير أمنية مشدّدة، لنقل المخليّين إلى تركيا.
وأوضح الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة، أنّ صفقة التبادل المُزمع عقدها هذا اليوم أمس بين الدولة السورية والمسلحين، «هي عملية تقوم بها الأمم المتحدة ونحن نسهّل هذه العملية مع الدولة اللبنانية»، لافتاً إلى أنّ «هناك 123 حالة ستأتي إلى لبنان، سيجري مسح لأوضاعها». وقال: سنقوم واللجنة الدولية بعملية نقل الجرحى إلى مطار بيروت الدولي ومنه إلى تركيا، ومن المفروض أن تنتهي العملية اليوم أمس ، لكن القرار يعود للأمم المتحدة».
السفير السوري
وفي هذا الإطار، أشار السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حديث متلفز إلى حصول تنسيق بين الجيشين السوري واللبناني في ما خصّ اتفاق الزبداني كفريا والفوعة. وقال: «هناك حدود من التنسيق ونتمنّى أن يكون أكبر وأكثر فاعلية، وفي تقديري فإنّ الجهات الرسمية تبادلت المعلومات ونسّقت مع الجهات المعنية».
وأعلن أنّ الاتفاق يعمل عليه منذ فترة، وسورية بمؤسساتها وجيشها تابعت تنفيذه، آملاً «التوصّل إلى النتائج التي يكون فيها جميع الذين يحملون السلاح وصلوا إلى قناعة بأن لا مجال للوصول إلى الغايات التي كانوا يرسمونها»، مشدّداً على أنّ «إلقاء السلاح ووقف الأعمال الإجرامية هو في مصلحة البلد أولاً، وثانياً في مصلحة من يريد أن يدّخر المغامرة التي ترتدّ عليه خسارة».
وأكّد أنّ نتائج الاتفاق إيجابية، وقال: «إنّ سورية من منطق الوثوق وقوتها على الأرض ترى أنّ حاجة المسلحين وداعمي المجموعات إلى إجراء مثل هذا الاتفاق، وبالتالي هم من أتوا وليس هم من فرض الاتفاق، ونحن كل ما يوقف سفك الدماء لنا مصلحة فيه».