صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
صمت «إسرائيلي» مُطبِق
في الأسبوع الماضي، عندما هدّد أمين عام حزب الله اللبناني بالانتقام لاغتيال سمير القنطار، حاولت «إسرائيل» استيعاب التهديد وتوجيه رسالة طمأنة للجمهور في الدولة العبرية، عندما أعلنت عن أنّ منظومة الدفاع من طراز «الصولجان السحري» صارت جاهزةً وحاضرةً للدفاع عن «إسرائيل» من مختلف الصواريخ التي يملكها حزب الله. وأمس، قبل كلمة نصر الله دأبت وسائل الإعلام العبرية على إبراز نبأ تشكيل وحدة الكوماندوز الجديدة بسبب التهديدات المتتالية من قبل حزب الله.
وبحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت، فإنّ القائد العام لهيئة الأركان في الجيش «الإسرائيلي» الجنرال غادي آيزنكوت، قال خلال الاحتفال الذي أقيم عند بحيرة طبريا، أن لا حاجة لفهم استخباري أو استراتيجي واسع لفهم حساسية الفترة التي نعيش فيها.
وتابع قائلاً: إذا نظرنا إلى الشمال، واستمعنا إلى التهديدات التي تطلق من هناك من قبل حزب الله، وأيضاً من قبل «داعش» وإضافة إلى ذلك الموجة الإرهابية التي نتعرّض لها في القدس والضفّة الغربية، فنفهم أنّ التهديدات محدقة بنا من كلّ حدبٍ وصوب.
والوحدة الجديدة ستكون رأس الحربة في الدفاع عن «إسرائيل» براً وبحراً وجواً، على حدّ تعبيره. ولا يمكن الفصل بين تهديدات نصر الله وبين الردود «الإسرائيلية» عليه، ويسود الاعتقاد بأنّ الدولة العبرية تعمل على ذلك بهدف طمأنة المواطنين الذين يعانون من التوتّر والقلق، والهلع والفزع من الردّ المتوقّع من حزب الله على اغتيال سمير القنطار.
بعد كلمة نصر الله أمس، كان الجامع المشترك لدى وسائل الإعلام العبرية ومعلقيها، وسط صمت رسمي، خطأ التقديرات الابتدائية لـ«تل أبيب» التي يبقى عليها أن تنكفئ وتمنع جنودها ومستوطنيها من الظهور العلني على الحدود، علّها تحدّ من خسائرها المرتقبة، لأن الردّ آت وحتمي، ومهما كانت التبعات.
وهكذا بدت «إسرائيل»، أمس، بعد كلمة نصر الله في ذكرى أسبوع سمير القنطار، في حالة صدمة وإرباك. إعادة التأكيد على الالتزام بالرد مهما كانت التبعات، كانت كافية لدفع المسؤولين «الإسرائيليين» إلى الانكفاء، بعد يومين من التهديد والوعيد.
الصمت الرسمي قابلته تغطية إعلامية «إسرائيلية» لافتة، إذ تسابق المحللون والمعلقون في مختلف وسائل الإعلام على تحليل مضمون الكلمة وأبعادها، مع شبه إقرار بأنّ «إسرائيل» أخطأت في تقدير ردّ فعل حزب الله. وكان التشديد لافتاً على عبارتَي مهما كانت التبعات، وأنّ على «إسرائيل» أن تقلق على الحدود وفي الداخل والخارج، كما قال السيد نصر الله. وفي هذا السياق.
وتحت عنوان «إسرائيل تستعد ونصر الله يهدّد»، لفتت القناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي» إلى أنّه للمرّة الثانية في أقل من أسبوع، يعود نصر الله ويؤكّد على الرد، وفي ذلك رسالة إلى «إسرائيل» بأنّ كلّ التحذيرات والتهديدات لا تجدي نفعاً. وأشارت إلى أنّه سواء أحبّت «إسرائيل» ذلك أو لا، فإنّ نصر الله يعرف كيف يخطب وكيف يهدّد. والسؤال هو: ما الذي سيفعله عملياً؟ التقديرات تشير إلى أنّه سيرد، بل ويمكن أن يكون الردّ في الجولان نفسه. لافتةً إلى أنّه في «إسرائيل» لم يفهموا أهمية سمير القنطار من ناحية حزب الله. نصر الله ألزم نفسه بالرد، والرد سيأتي، على حدّ تعبير محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، آلون بن دافيد.
أمّا القناة الثانية في التلفزيون «الإسرائيلي» فقد أشارت إلى أنّ نصر الله لا يريد أن يسمع التهديدات والتحذيرات والتلميحات «الإسرائيلية» بأنّه سيدفع ثمناً باهظاً إذا قام بالانتقام. وأضافت: نصر الله ردّ على وزير الأمن موشيه يعالون، وعلى تهديدات أخرى سمعها من «إسرائيل»، ولسان حاله يقول: أنا ألزم نفسي بشكلٍ علنيّ بالرد. والسؤال يبقى فقط حول كيف وأين؟ علاوة على ذلك، أشارت القناة إلى أنّ حزب الله يتابع كل ما يحدث في «إسرائيل»، ولديهم منظومة كاملة متكاملة لرصد الوضع في «إسرائيل» وتصريحات المسؤولين فيها ومواقفهم، وصولاً إلى تتبع مواقع التواصل الاجتماعي ورصد شبكات المحادثة مثل «واتس آب» وغيره. ونصر الله يطّلع يومياً، وربما كل نصف يوم، على ما يقال ويحدث في «إسرائيل»، قال التلفزيون «الإسرائيلي».
وحذّر يعالون في حديث إلى القناة الثانية من الرد وتبعاته، وقال: أنا لا أريد أن أتحدث عمّن اغتاله، أي القنطار، أو لم يغتله. لكن من فعل ذلك عرف جيداً من هو سمير القنطار. وأكّد «أننّا نتعامل بجدية مع مسألة الرد. لكن آمل أن يكون حزب الله قد تعلم من حرب لبنان الثانية، وأنّه لم يقدّر في حينه ردّنا بشكل جيد».
وساق يعالون قائلاً: لقد تبنّى نصر الله القنطار، وهو بذلك يتبنّى المسؤولية عن خمس عمليات ضدّ «إسرائيل» في الجولان، ولهذا السبب فليعد حساباته، وليعد الإيرانيون أيضاً حساباتهم، وهم الذين يحاولون فتح جبهة في الجولان.
وسبقت كلام يعالون تصريحات لرئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» الجنرال غادي آيزنكوت، أكّد فيها أنّ «إسرائيل» قادرة على مواجهة التهديدات المقبلة من الشمال وأيّ تهديدات أخرى.
إعادة إحياء مخطّط بناء «منطقة E1»
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية، عن إحياء الحكومة «الإسرائيلية» مخطّطَ بناء المنطقة المسماة «E1» شرق القدس، التي تقلل فرص حدوث تواصل جغرافي مستقبلي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها حال قيام دولة فلسطينية.
وقالت الصحيفة إن وزارة البناء والإسكان «الإسرائيلية» حوّلت 3.6 مليون «شيكل» نهاية عام 2014 لمصلحة بلدية مستوطنة «معاليه أدوميم» بهدف الشروع في التخطيط لبناء 3200 وحدة في المنطقة الاستراتيجية الواقعة ما بين القدس والمستوطنة.
وبيّنت الوثائق التي سلمتها وزارة البناء والإسكان لمنظمة «السلام الآن الإسرائيلية» تمويلها ما بين عامي 2012-2015 مخططات بعيدة المدى لبناء 55 ألف وحدة معدّة لتحويل المستوطنات الصغيرة في المنطقة إلى بلديات، منها «آدام» ، «جفعات عيتام» شرق القدس حيث تشمل الخطة زيادة عدد الوحدات بمستوطنة «آدام» لتصل إلى 5000 وحدة.
كما تشمل الخطة بناء 3800 وحدة في المستوطنات القريبة من الحدود الشرقية للقدس، الأمر الذي من شأنه فرض وقائع جديدة على الأرض يستحيل معها وجود تواصل طبيعي ما بين شمال الضفة وجنوبها.