العبادي يتفقد الرمادي بعد تحريرها
خلعت الرمادي أول من أمس رداء تنظيم داعش الإرهابي، وأنعشت الآمال بتحرير بقية المناطق العراقية من ربقة التنظيم الإرهابي، بإعلان العراق رسمياً تحرير المدينة ورفع العلم العراقي فوق مبنى المجمع الحكومي فيها، فيما تواصل القوات الأمنية التعامل مع العبوات الناسفة والمفخخات التي تركها التنظيم خلفه إلى جانب بعض العناصر المتفرقين الذين يختبئون من دون مقاومة في أنحاء منها. في حين أفادت المصادر العراقية عن مئات القتلى في صفوف الإرهابيين خلال معارك تحرير عاصمة الأنبار، فيما تتجه الأنظار إلى تحرير بعض الأسرى الذين اختطفهم عناصر التنظيم الهاربون، وموعد ومكان عملية التحرير التالية.
ويرى محللون أن استرجاع عاصمة محافظة الأنبار سيكون له أثر كبير على هزيمة التنظيم في مناطق أخرى كالموصل في حال استمرار الاستراتيجية الحالية للقوات العراقية وحلحلة الوضع السياسي في البلاد.
وأمس حل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في مدينة الرمادي بعد إعلان تحريرها من تنظيم «داعش».
وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار في حديث لـ «السومرية نيوز»، إن العبادي وصل الى مدينة الرمادي برفقة قائد القوات البرية الفريق رياض جلال وقائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي وقائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج وعدد من الضباط الكبار في وزارة الدفاع.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «زيارة العبادي تأتي لغرض تفقد المناطق المحررة في مدينة الرمادي».
وهنأ العبادي، بتحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما أكد التوجه الى مدينة الموصل لتحريرها.
واستطاع الجيش العراقي رفع العلم الوطني في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غربي البلاد، لينهي بذلك، بمساعدة رجال العشائر، احتلال «داعش» الذي بدأ في أيار من العام الحالي.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة العراقية أن الهدف المقبل هو تحرير مدينة الموصل التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، واتخذها «داعش» عاصمة لـ «دولة الخلافة».
من جانب آخر، قال وزير المالية العراقي، هوشيار زيباري إن الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وتوقع الوزير العراقي أن تكون معركة الموصل في غاية الصعوبة. وأشار إلى أن «الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسية» وشدد زيباري على أن «البيشمركة قوة رئيسية ولا يمكنك استعادة الموصل من دون قواتها».
وأضاف أن الجيش ربما يحتاج إلى الاستعانة بقوى سنية محلية في أدوار معاونة وربما قوات الحشد الشعبي وذلك في ضوء مساحة المنطقة التي تحتاج لتأمينها حول الموصل خلال الهجوم.
وقال زيباري إن استعادة الموصل ستمثل نهاية لـ «داعش»
ويعد استرداد الجيش العراقي لمدينة الرمادي أول نجاح كبير للقوات العراقية بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية قبل 18 شهراً على المدينة.
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم المكتب الإعلامي، سعد الحديثي أن القوات العراقية حررت نحو نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها «داعش» في العراق.
وأضاف المسؤول العراقي: «القوات العراقية في هذا العام استطاعت تحرير 48 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش منذ صيف 2014».
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن أول من أمس أن عام 2016 سيكون عام الانتصار الكبير على التنظيم، مشيراً إلى أن المقاتلين العراقيين لن يتوقفوا حتى تحقيق كامل الأهداف بتحرير كل مدينة وقرية وقصبة.
وقال العبادي في كلمة لمناسبة إعلان تحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم «داعش» بثها التلفزيون الرسمي «ها قد تحقق الوعد وانهزم «داعش» في الرمادي. لقد عادت مدينة الرمادي إلى حضن العراق وستعود كل مدينة عراقية إلى حضن الوطن الكبير».
وكان الجيش العراقي عانى من انتكاسات كبيرة لدى سيطرة التنظيم على المدن العراقية، وشكك المراقبون في قدرة الجيش الذي أشرفت على تدريبه الولايات المتحدة على استعادة المدن وذلك لخلافات داخلية في البلاد، لكن استرجاع الرمادي ومناطق أخرى من البلاد أعاد الثقة للقوات وحكومة العبادي وغير قواعد اللعبة على الأرض.
ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق اعتقال ما يسمى بوزير مالية داعش في مدينة الرمادي.
وذكرت القيادة في بيان صحافي أن أهالي مدينة الرمادي أبلغوا القوات الأمنية بوجود أحد أعضاء داعش البارزين متخفياً في المدينة ويحاول الهرب، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلته على الفور وأحالته على الجهات المختصة.
وأفادت مواقع إعلامية عراقية نقلاً عن مسؤول أمني رفيع المستوى لم تذكر اسمه بأن «4 مطلوبين اعتقلوا بينهم أبو صفاء الدمشقي وهو سوري الجنسية ويشغل مهمة ما يسمى بوزير المالية في تنظيم داعش»، كما أكدت أن السلطات تلقت بلاغات عدة من مواطنين عن اختبائه بين السكان.
وأكد المسؤول أن «العمليات النوعية مستمرة لملاحقة عناصر التنظيم في مدينة الرمادي».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل مسؤول المجلس العسكري لـ»داعش» المدعو أبو أحمد العلواني إلى جانب العشرات من الإرهابيين في الأنبار.
وقالت خلية الصقور ا ستخبارية التابعة للداخلية في بيان إنها زودت «صقور الجو» بمعلومات دقيقة عن اجتماع قيادات «داعش» ليتم على إثرها تصفية أتباع التنظيم الإرهابي.