عن غنى التي غنّت وبكت… فأبكتنا!

أحمد طيّ

قلّما أجد الوقت الكافي لمتابعة البرامج التلفزيونية، لا سيما الفنّية منها، وأحاول قدر الإمكان تعويض هذا النقص خلال العطل، أو من خلال اللجوء إلى «يوتيوب» بعد رواج فعالية ما، أو انتشار خبر بشكل غير مسبوق.

أول من أمس السبت، آليت أن أعوّض خير تعويض، عبر مشاهدة ما أمكن من البرامج والمسلسلات والأفلام. وفي خضمّ المشاهدة، ارتأت صديقة لي أن نشاهد الحلقة الأولى من برنامج «ذا فويس كيدز»، على شاشة «mbc»، والذي يشكّل كل من النجوم كاظم الساهر ونانسي عجرم وتامر حسني لجنة التحكيم فيه.

تعدّدت المواهب التي تقدّمت، وأبهرتنا الأصوات، لكنّ فتاةً دمشقية شكّلت وحدها المحور لهذه الحلقة، وربما للبرنامج ككلّ. إنها غنى بو حمدان، ابنة السنوات التسع، التي ارتأت أن تقدّم أغنية «اعطونا الطفولة» لريمي بندلي، والتي كتب كلماتها الشاعر الراحل جورج يمّين.

تميّز غنى لم يكن في أدائها الأغنية فقط، إنّما في اختيارها هذه الأغنية، ثمّ في عيشها، إذ فاضت بها المشاعر الطفولية ـ ربما لحظة تذكّرها ما يحلّ ببلدها ـ فأجهشت بالبكاء… وأبكتنا جميعاً.

أثّرت الطفلة السورية غنى بو حمدان في حكّام البرنامج، فضغطت نانسي عجرم على الزر الأحمر مع بداية الغناء، ثمّ لحقها تامر الذي ضغط على الزرّ أمامه ونهض وضغط على زرّ كاظم.

لم تكد غنى تنهي أغنيتها وفقرتها، حتّى نظرت إلى الجميع من حولي. منهم من كان يمسح دموعه، ومنهم من تركها لشدّة ذهوله، ومنهم من أنزل اللعنات على كل المتآمرين على سورية وأطفالها وناسها.

انتهت الحلقة الأولى من البرنامج، بعدما ضحكنا وأبدينا إعجابنا وبكينا. ولكن الحتميّ، أنّ صوت غنى الصدّاح بحقوق الطفولة سيبقى مدوّياً في فضاء هذه المعمورة، يشدو بِاسم أطفال سورية أجمعين: اعطونا الطفولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى