هل تغامر تل أبيب بشنّ حرب جديدة رداً على الانتقام للقنطار؟
حميدي العبدالله
هل تغامر تل أبيب بشنّ حرب جديدة، إذا ما قام حزب الله بالانتقام للشهيد سمير القنطار؟
قادة الكيان الصهيوني أطلقوا تهديدات تفيد بأنّ تل أبيب سوف لن تقبل هذه المرة بقواعد اللعبة، التي أعقبت الردّ على استهداف مقاومين في القنيطرة بينهم جهاد عماد مغنية، في عملية مزارع شبعا.
لكن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّ بوضوح وحزم على هذه التصريحات التي أدلى بها قادة العدو، وأكد أنّ المقاومة جاهزة للردّ وستقوم بالردّ مهما كانت التداعيات، ووجه رسائل للصديق قبل العدو أنّ دماء شهداء المقاومة خطٌّ أحمر ولن يتمّ قبول أيّ محاولة لمنع المقاومة من الردّ الحازم الذي يردع العدو ويمنعه من مواصلة حرب الاغتيالات.
لكن في حال ردّ حزب الله، والردّ حتميّ وآتٍ، وكان الردّ قوياً وموجعاً هل تلجأ تل أبيب إلى شنّ حرب واسعة، متوهّمة أنّ حزب الله والمقاومة مستنزفة الآن في الحرب على سورية؟
من حيث المبدأ لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال، لا سيما أنّ حكومة العدو تواجه مآزق كبيرة، بعد تفجّر الانتفاضة الثالثة، انتفاضة السكاكين والدهس وعجزها عن وضع حدّ لهذه الانتفاضة، ولكن في المقابل على الكيان الصهيوني وحكومة العدو أن تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل والمعطيات:
أولاً، أنّ قدرات المقاومة وحلفاءها، ولا سيما القدرات الصاروخية هي أقوى مما كانت عليه في أيّ وقت سابق، ولم تتأثر بالحرب الدائرة في سورية، ومن شأن توسيع العدوان على المقاومة أن يجابَه بردّ مزلزل لم تعتد على مثله حكومة العدو لما لدى المقاومة من قدرات على هذا الصعيد.
ثانياً، إذا حاول العدو الصهيوني الهروب من الحرب الصاروخية إلى القتال البري سيجد أمامه مقاومة حازت على خبرات كبيرة في الحرب الدائرة في سورية، وسوف تكبّده خسائر أعلى بكثير من الخسائر التي خسرها في حرب عام 2006 أو في حروبه ضدّ المقاومة على جبهة قطاع غزة.
ثالثاً، من شأن أيّ مغامرة عسكرية بتوسيع العدوان ضدّ لبنان وسورية أن يجهض ما سعت إليه واشنطن وتل أبيب من إشعال فتن الاقتتال بين العرب أنفسهم، وأيّ عدوان واسع على سورية ولبنان يعيد الصراع إلى صورته التي حاولت واشنطن وتل أبيب طمسها، ومن شأن ذلك أن يترك آثاراً وتداعيات في غير مصلحة الكيان الصهيوني، الذي يقف الآن متفرّجاً على الاقتتال في سورية ومن دون أن يدفع أيّ ثمن على الرغم من أنه هو المستفيد الرئيسي، بل الوحيد من هذا الاقتتال الذي استنزف قدرات كثيرة، كان يمكن أن توظف في مواجهته، ودعماً للشعب الفلسطيني.