موسكو تأمل إدانة الاتحاد الأوروبي لسياسة كييف الإجرامية
أعلنت مجموعة الاتصال المعنية بأوكرانيا ضرورة اتخاذ إجراءات محددة لتسوية الأزمة الداخلية سلمياً في هذا البلد، وضرورة عقد جولة جديدة من المشاورات بأسرع وقت.
وعقدت المجموعة في العاصمة الأوكرانية كييف اجتماعاً ضم ممثلين عن السلطات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي بمشاركة مندوبين عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، إضافة إلى سفير روسيا في هذا البلد.
وجاء في بيان صادر عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن «المجموعة بحثت في كييف الوضع في مناطق جنوب شرقي أوكرانيا بما في ذلك خيارات ومكان المشاورات المقبلة بين الأطراف المعنية»، إضافة إلى أن «المجموعة شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات محددة لتسوية الأزمة بالطرق السلمية». وترى المجموعة أن الجولة التالية من المشاورات يجب أن تجري بأسرع وقت.
جاء ذلك في وقت، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن يدين الاتحاد الأوروبي سياسة كييف الإجرامية إزاء الأقاليم الأوكرانية الشرقية، بحسب بيان للخارجية الروسية صدر أمس، أشار إلى أن «مطالبة كييف من جديد بأن توقف قصف الأهداف المدنية أمر عديم الجدوى، على ما يبدو، إذ تتجاهل كييف الدعوة للحفاظ على حياة السكان».
وتابعت الخارجية قولها «ونظراً إلى ذلك نأمل رد فعل مناسب من بلدان الاتحاد الأوروبي، وبإدانة السياسة الإجرامية التي تتبعها سلطات كييف».
جاء ذلك في وقت، قال مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف إن وزارته ستواصل بذل جهودها لوقف العملية القمعية في جنوب شرقي أوكرانيا وبدء حوار شامل بين الطرفين. وأضاف في خطاب أمام جلسة الغرفة الاجتماعية الروسية أمس أن «ما نشهد في جنوب شرقي أوكرانيا أزمة هي الأكثر حدة. وعلى رغم كل الجهود، وفي المقام الأول الروسية، لا تزال العملية القمعية مستمرة. وقد حصلنا على أنباء أمس واليوم مفادها أن القوات الأوكرانية لا تزال تقصف المناطق التي غادرتها قوات الدفاع الشعبي». وتابع: «يعني ذلك أن كل هذه العملية منذ بدايتها إلى نهايتها هي محاولة للضغط على سكان أوكرانيا الذين لا يؤيدون موقف كييف».
وقال المسؤول الروسي: «نعبر عن قلقنا الكبير من وقوع ضحايا بين المدنيين… يزداد عدد القتلى، ولا تزال الذخائر تنفجر في الأراضي الروسية، الأمر الذي يثير قلقاً إضافياً»، مؤكداً أن بلاده ستعمل ما بوسعها «لوقف العملية العسكرية وإطلاق الحوار السياسي الشامل».
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية ألكسندر دروبيشيفسكي إنه خلال الساعات الـ24 الأخيرة فتح 7 مراكز موقتة جديدة في روسيا لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، موضحاً: «في الوقت الراهن يعمل 297 مركزاً للإقامة الموقتة يعيش فيها 18650 لاجئاً». وينقل اللاجئون الأوكرانيون من مقاطعة روستوف وشبه جزيرة القرم جواً وبراً إلى مناطق روسية أخرى جنوب ووسط البلاد، مشيراً أنه نقل أكثر من 7 آلاف من اللاجئين بهذه الصورة.
من جهة أخرى، أفاد نائب رئيس هيئة الهجرة الروسية أناتولي كوزنيتسوف أن أكثر من 20 ألفاً من المواطنين الأوكرانيين طلبوا اللجوء في روسيا منذ بدء الأزمة السياسية في أوكرانيا.
وأضاف أن العدد الحقيقي لللاجئين الأوكرانيين الذين هربوا من الأعمال القتالية في جنوب شرقي أوكرانيا أكبر بكثير، لكن عدداً قليلاً منهم يطلبون اللجوء خوفاً من الملاحقات بعد عودتهم إلى منازلهم.
أما نائب وزير الطوارئ الروسي فلاديمير ستيبانوف فقال إن الوزارة نقلت أكثر من 600 طن من المساعدات الإنسانية لللاجئين الأوكرانيين، مضيفاً أن العمل في هذا المجال لا يزال مستمراً.
وفي السياق، قالت جمهورية دونيتسك الشعبية إن مدينة سلافيانسك تشهد حالياً عمليات تطهير، والوضع فيها وفي غيرها من المدن التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني لا يزال صعباً للغاية، إذ نقل المصدر عن أقرباء السكان الذين بقوا في سلافيانسك أمس أن «العسكريين الأوكرانيين يعتقلون الرجال دون 35 سنة ومصيرهم مجهول».
وأفاد السكرتير الصحافي لمجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني أندريه ليسينكو أن الجيش الأوكراني يواصل المرحلة النشطة للعملية العسكرية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، مضيفاً أن الحياة في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش تعود إلى مجراها الطبيعي.
وأضاف في مؤتمر صحافي أمس أنه «جرى الأسبوع الماضي تحرير مدن سلافيانسك وكراماتورسك وكونتانتينوفكا وأرتيوموفسك ودروجكوفكا وبلدة نيكولايفكا ونقطة المرور دولجانسكي. والمهمة ذات الأولية في المرحلة الجارية هي تطبيع الحياة السلمية في الأراضي المحررة من الإرهابيين». وتابع: «الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو طرح مهمة القيام بما في وسعنا لتقليص الخطر ومنع وقوع ضحايا بين السكان المدنيين. لذلك من المستبعد شن غارات جوية واستخدام المدفعية الثقيلة في التجمعات السكنية».