همزة وصل إعدام النمر.. فائض الإجرام
نظام مارديني
من يتابع نهج وسياسات وإجراءات آل سعود، منذ سنوات، يقتنع بأنّ هذه العائلة بداخلها فائض من الإجرام وفائض من السقوط من عالم الأخلاق، وهي فقدت الحسّ بالتغيّرات الداخلية الجارية وفي الواقع الإقليمي والدولي، وهم يهربون إلى الأمام، بدلاً من الإسهام في معالجة مشكلاتهم الداخلية وفي المنطقة.
يوماً بعد يوم تنهار أحلامهم بإعادة الحياة لسلطتهم الإقليمية التي انهارت في اليمن وماتت في العراق ودُفنت في سورية، من دون أن تُدرك العواقب الوخيمة المرتبطة بسياساتها التآمرية العدوانية إزاء جزء كبير من شعبها، وقد جاء إعدام الشيخ نمر النمر.
والسؤال هنا: ما هو هدف هذا التخبّط لآل سعود؟
يبدو للمتتبّع أنّ هذه العائلة قد فقدت البصر والبصيرة منذ اعتنقت الفكر الوهابي، وهي مصابة بجنون العظمة والنرجسية المرضية والرّغبة في القتل. فهي من جانب ساهمت بدعم التنظيمات الإرهابية، كـ«داعش» و«النصرة» وغيرهما، ووفّرت الأمور اللوجستية لهم عبر تركيا، وعزّزت من دور الأخيرة في التوسّع بالأراضي العراقية بعد سقوط حلمها في شمال سورية، ثم احتضنت بعض قوى ما يُسمّى بالمعارضة السورية المدنية كميشيل كيلو وبرهان غليون وغيرهم بالتعاون مع قطر، ممّا ساهم في تعقيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع روسيا وفي إمكانية تشكيل تحالف دولي واسع النطاق لمواجهة التنظيمات الإرهابية المجرمة. وبسبب الانهيارات والمشكلات التي أصيبت بها في المنطقة استدارت نحو الداخل ونفّذت الحكم بإعدام الشيخ النمر، ولكن الأخطر هو ربط اسم هذا الشيخ الجليل بأسماء إرهابيين في محاولة قميئة وساقطة لربط اسمه بالإرهاب، ما يشير إلى أنّ إعدامه قضيةٌ لها أهمية؛ لما ستَنتجهُ من تداعيات ناجِمة عنها على الصعيد الداخلي والخارجي. وهي قد تكون انعِطافَة تَحمُل في طيّاتِها تَغيّرات جديدة أو قد تكون بدايةً لفتح صَفحات جَديدة سلبية أو إيجابية، سواء بالنسبة للسعودية وداخلها، أو لباقي البلدان الخليجية الأخرى، والبحرين قد تكون في قائمة تلك البلدان.
أبتْ السعودية إلّا أن تترك هدايا لشعبها في العام الجديد من خلال إعدام أحد أهم رموزها الدينية، ولكن دمه الزكي سوف يجرف ما بقي من هذه العائلة التي أصبحت في عمرها الأخير. وهي ستمضي أكثر في التخبّط، لا سيّما وأنّها أخذت تحفر قبرها بأيديها من خلال السياسات الوحشية التي تنفّذها بحقِّ السعوديين بشكل خاص.
ونختتم بدرة من درر «عمر بن معد يكرب الزبيدي» عندما قال:
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً .. ولكن لا حياةَ لمن تنادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءتْ .. ولكن أنت تنفخ في الرمادِ