الجيش السوري يحاصر الرستن ويصدُّ هجوماً على الشيخ مسكين
جددت وزارة الخارجية الصينية دعوتها إلى حل الأزمة في سورية عبر الحوار السياسي باعتبار ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق مصالح الشعب السوري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية هوا تشانيينغ في مؤتمر صحافي أمس «إن مستقبل سورية يجب أن يقرره الشعب السوري ولذلك فإن الصين تفعل كل شيء الآن لوضع الحل على المسار الصحيح بأسرع ما يمكن»، مشيرة إلى أن وفد من «الائتلاف المعارض» سيزور بكين هذا الأسبوع.
وأضافت تشانيينغ: «عندما يناقش مجلس الأمن القضايا المرتبطة بسورية لا يهم إن صوتت الصين مع أو ضد فنحن نصوت من أجل السلام ولأننا متمسكون بأن الأزمة يجب حلها من خلال الحوار السياسي».
وقالت المتحدثة الصينية: «إن الخطوة التالية هي العمل مع جميع الأطراف المعنية سواء كانت الدول المجاورة لسورية أو الدول الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن ونحن نأمل من تلك الدول لعب دور بناء في حل الأزمة في سورية بطريقة سياسية وبأقرب وقت ممكن من خلال بذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب ودفع جميع الاطراف السورية لوقف العنف وإطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار بهدف التوصل إلى حل سلمي سهل ومقبول بالسرعة الممكنة».
جاء ذلك في وقت أكدت مصادر متابعة طلب روسيا مناقشة الوضع على الحدود السورية التركية في جلسة مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل، في حين دعت الخارجية الروسية كل من طهران والرياض إلى ضبط النفس لتجنب أية خطوات تزيد من تعقيد الوضع وتؤدي إلى تفاقم التوتر بما فيه الطائفي، ودعت لمواصلة المحادثات بصيغة فيينا حول سورية بمشاركة كل من الدولتين.
الى ذلك، قال مسؤولون في المعارضة السورية أمس إنها ستطلب خطوات لبناء الثقة من الحكومة تشمل إطلاق سراح سجناء على أن تسبق انعقاد المفاوضات بين الطرفين هذا الشهر.
وقال ثلاثة مسؤولين على دراية بالتحضيرات للمفاوضات، إن قادة المعارضة وبينهم ممثلو جماعات مسلحة يخططون لإبلاغ هذه الرسالة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا لدى لقائهم به في الرياض اليوم الثلاثاء.
ويلتقي دي ميستورا اليوم الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر المعارضة لمناقشة الترتيبات قبيل مؤتمر «جنيف 3» المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري.
وبدأت الهيئة اجتماعاتها منذ أول من أمس لتحديد وفد المفاوضات وآلية التفاوض، وتثبيت السقف السياسي المطلوب، في وقت يحاول فيه المبعوث الأممي إجراء تعديل في مقررات الهيئة، الأمر الذي ربما دفع رئيس الهيئة رياض حجاب إلى التصريح بأن «المعارضة لن تقبل أن يفرض عليها أي اسم من خارجها».
ميدانياً، شنت وحدات من الجيش السوري والمجموعات الشعبية عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الجنوبي، حيث سيطرت على عدد من القرى والتلال المهمة، والتي تعتبر من المعاقل الهامة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بعد أن خاضت معها اشتباكات عنيفة، بمساندة الطيران الحربي.
وقال مصدر ميداني أمس إن «الجيش السوري، بمساندة من الطيران الحربي، بدأ عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الجنوبي، من زور سريحين باتجاه
الرعبرون والصرامية، التي دخلتها وحدات الاقتحام بعد أن سيطرت على عدد من التلال الحاكمة المشرفة على تلك القرى، وقامت بتثبيت الوسائط النارية الثقيلة. وهذا ما أجبر المسلحين على الفرار منها بعد أن أصبحوا في مصيدة النيران الكثيفة».
وأضاف المصدر: «القوة النارية وعنصر المباغتة ساهما في استمرار وتيرة التقدم إلى قرى الزيادة والشيخ عبدلله والسيطرة عليها، بعد أن فر معظم المسلحين منها، لتتقدم بعدها وحدات المشاة إلى قرى زور حنيفية والرملية، والتي تعد من المعاقل البارزة لجبهة النصرة».
وبدأ الجيش عملية الاقتحام برمايات نارية كثيفة من الوسائط الصاروخية والمدفعية الثقيلة، ما مهد لدخول المشاة من محوري الكافات في ريف السلمية باتجاه الرملية، ومن قرية جرنية العاصي إلى قرية زور حنيفية، وقتل عدد كبير من المسلحين، كما تم مصادرة أسلحتهم وبعض العربات المجهزة برشاشات من عيارات مختلفة.
ويهدف الجيش السوري من عملياته العسكرية في ريف حماة الجنوبي إلى قطع طرق الإمداد بين المسلحين في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، ومحاصرة مدينتي الرستن وتلبيسة وقطع وريد الإمداد الأخير عنهما، إضافة إلى تأمين طريق السلمية – حماة.
وأكد مصدر عسكري سوري أن «إن طرق قرى جنان والقنطرة والرملية كانت أحد أهم وآخر شريان للإمداد بالأسلحة والذخائر لمسلحي «النصرة» في الريف الغربي لمدينة السلمية والمحاذي للريف الشمالي لحمص، والتي تتواجد فيها بؤر للمسلحين في قرى دلاك وعيدون وتول الحمر، وصولاً إلى الرستن».
وأوضح أنه «بذلك تكون مدينة الرستن بمسلحيها قد حوصرت من جميع جهات الإمداد الحقيقية، بانتظار حملة عسكرية موسعة للجيش فيها لفتح الطريق الدولي دمشق – حماة – حمص».
وفي ريف اللاذقية الشمالي، سيطرت وحدات الجيش السوري على قرية رويسة قبيب وتلتها الاستراتيجية المشرفة على عقدة طرق في منطقة خان الجوز القريبة إلى أوتستراد اللاذقية حلب، والمطلة على سد برادون.
في غضون ذلك، صدّ الجيش السوري هجوماً لـ 14 فصيلاً مسلحاً على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي على محورين، الأول باتجاه تل الهش و»اللواء 82»، والثاني، باتجاه «الدوار» في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المسلحين أغلبهم من تنظيم «جبهة النصرة».
كما تصدت وحدات الجيش السوري لهجوم مسلحي «داعش» على غرب تدمر باتجاه منطقة المقالع و دارت على إثره اشتباكات أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي التنظيم الإرهابي.