حزب الله: لن نسمح لمن يعيش الإفلاس في ملاذه بنهب البلاد مرة جديدة
شدّد حزب الله على «أنّ من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة»، لافتاً إلى «أنّ الذي يعطل التسوية في لبنان هو هذا النهج السعودي العدواني الإجرامي الذي استفحل مع النظام السعودي الجديد».
رعد
وفي السياق، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنه «لا يمكن لنا أن نقوم بما يؤدي إلى إعادة الهيمنة الأميركية على هذه المنطقة»، لافتاً إلى «أنّ الأميركيين وأعوانهم وحراسهم والأنظمة التابعة لهم وأدواتهم الإسرائيلية والتكفيرية، يريدون إخضاع إرادة هؤلاء الناس الشرفاء الأحرار، ويريدون إنهاء قضية فلسطين على حساب شعب فلسطين، ويريدون إثارة الفتنة حتى داخل شعب يعاني من الاحتلال والاضطهاد والقهر والتشرد، ويريدون حجب المساعدات العربية عن دعم القضية الفلسطينية حتى لا يستطيع الشعب الفلسطيني أن يقول: «لا للاحتلال»، ويرغموه على الدخول في مسار التسوية المذلة كتسوية «كامب ديفيد» «ووادي عربة».
وقال رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة قلاويه الجنوبية: «يريدون في لبنان أن يصادروا الدولة بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية، لمصلحة وكيل عائلة خليجية أو لمصلحة سياسة أميركية أو غربية، وإزاء ذلك نقول: كفانا عهراً وإفساداً وفساداً وسرقة، فمن يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة، وبالتالي فإنّ كلّ ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد، إنما هدفها رسم مسار إخضاع هذا البلد لسياسات هذه المملكة أو تلك الدولة الكبرى، وعليه فإنه يجب أن نكون عارفين بما يجري من حولنا، فالمسألة ليست مسألة شخص نسلمه موقعاً في رئاسة الجمهورية، ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها البلاد، لأن كلّ الصلاحيات مصادرة من قبل الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة».
قاووق
ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، من جهته، أنّ «سبب استمرار الأزمة في سورية، وعاصفة التكفير وناره التي تحرق الأمة، هو لأنّ السعودية لا تزال تدعم وتمول وأخيراً تُسلح بشكل مباشر الجماعات التكفيرية، فبعد أن كانت تسلح من قبل عبر أوكرانيا ودول شرقية سابقة، ومنها إلى تركيا فسورية أو العراق، نجدها اليوم تفتح مخازن السلاح وترسله مباشرة إلى المسلحين في سورية، لذلك فإنّ الأمة لا تزال تنزف نتيجة السياسة الإرهابية العدائية والإجرامية السعودية، فشعب البحرين ينزف نتيجة الاحتلال السعودي، وفي اليمن قد فاقت المجازر هناك كل مجازر عدوان تموز 2006»، معتبراً أنه «لم يعد سراً أنّ مصدر الإرهاب التكفيري ومنبعه وتمويله وتسليحه حالياً هو من السعودية».
كلام قاووق جاء خلال احتفال تكريمي أقامته جمعية «الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي» بالتعاون مع بلدية دير قانون النهر، للراحل العلامة الشيخ أحمد قصير العاملي في حسينية بلدة دير قانون النهر.
وأكد قاووق أنّ «حقيقة الوجه السعودي أصبحت واضحة، فبعد أن كانت السعودية تدفع ملايين الدولارات في محاولة لتقديم صورتها على أنها مملكة الاعتدال والمكرمات بجرائمها وإعداماتها، فهي اليوم دولة الإعدامات وليس المكرمات»، معتبراً أنّ «الأمة اليوم لا زالت تواجه خطر سم التكفير الذي يُسمِّم كلّ الشعوب والمناخات، طالما أنّ السعودية ترفض إقفال مدارس وفضائيات التكفير وتصرُّ على تمويله، لذلك فهي المسؤولة الأولى عن إطالة عمر الأزمة في سورية واليمن والعراق».
وشدّد على أنّ «المقاومة اليوم هي عنوان منعة وقوة الوطن والحصن الحصين له، وأنه من دواعي الفخر لحزب الله أنّ إسرائيل تقول في اليوم الأول من عام 2016: «إن الذي يهدِّدها على امتداد العالم العربي ليس إلا حزب الله في لبنان».
الموسوي
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي: «إنّ إرادتنا السياسية في حزب الله وفي فريقنا السياسي هي إرادة مستقلة تخولنا القدرة على عقد تفاهمات سياسية بحيث لا يبقى لبنان مرتبطا بأزمته بالأزمات التي تحصل في المنطقة، ولدينا القدرة الكاملة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، على إنجاز تفاهم شامل للأزمة اللبنانية يقدم الإجابات على المعضلات القائمة جميعا بدءاً من شغور سدة رئاسة الجمهورية إلى تفعيل العمل الحكومي إلى الاتفاق على حكومة جديدة، وعلى قانون انتخابي جديد، وعلى رؤية ومقاربة جديدتين تمكنان اللبنانيين من تنظيم شؤونهم بمعزل عن حالات اللااستقرار التي تصيب المنطقة».
وأضاف: «إنّ ما يؤخر التسوية في لبنان وسورية واليمن وفي غيرها من مناطق التوتر هو السياسة السعودية الإجرامية العدوانية، وفي المقابل فإنّ فريقنا بدءاً من سورية وصولاً إلى لبنان هو الآن وقبل الآن مستعد للتوصل إلى تفاهم شامل في كل بلد ببلده»، لافتاً إلى «أنّ الذي يعطل التسوية في لبنان هو هذا النهج السعودي العدواني الإجرامي الذي استفحل مع النظام السعودي الجديد، ومن هنا فإنّ الذي يؤدي إلى منع تحقق التسوية في لبنان، هو أن الفريق المتحالف مع النظام السعودي لا يملك حرية قراره السياسي، بل هو مرتهن بالكامل لإرادة الأمراء السعوديين».