دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
الطغاة لا يتّعظون، والتاريخ لا يعني لهم شيئاً لقد مرّ ألفان وخمسمئة عام على إعدام الفيلسوف اليوناني سقراط الذي ما زال، حتّى اليوم، يعتبر منارة للفكر الحرّ. وفي العصر العبّاسيّ لم تتوقف بغداد عن صلب العلماء على أبوابها، من أمثال الحلّاج وغيره ممّن تجرّأوا وقالوا: لا. وجميعهم انضمّوا إلى قافلة شهداء المعرفة.
وفي القرن العشرين، وقبل سبعة وستين عاماً تكرّر مشهد سقراط، فحوكم سعاده محاكمة صورية، واغتيل بقرار حكومي على رمال بيروت، بإحدى عشرة طلقة، مزّقت، قبل أن تمزّق جسده، القضاء اللبناني برمّته، وجعلت من أنطون سعاده وتلاميذه فكرةً وحركةً يستحيل القضاء عليهما، أو تجاوزهما.
واليوم يُستنسخ المشهد من جديد..
على رمال.. في مكان آخر..
في أرض الحجاز..
وفي وضح النهار..
ويقتل رجل اسمه
الشيخ نمر النمر الذي جرؤ وقال:
لا.