اشتعال المواجهات في الـ48 مسوغ إضافي يمنع نتنياهو من توسيع المعركة والدعوة إلى الهدوء
حسن حردان
بات من الواضح أن اشتعال المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلة عام 48، إضافة إلى التي احتلت عام 67 في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، عنصراً أساسياً يجبر حكومة العدو الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو على الامتناع عن توسيع المعركة وصب الزيت على النار خوفاً من تدحرج الأمور نحو تفجر انتفاضة فلسطينية ثالثة.
فالحريق المشتعل في منطقة المثلث في المناطق المحتلة عام 48، أضحى مسوغاً إضافياً يتزود به رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو في قراره عدم الذهاب إلى شن عدوان واسع على قطاع غزة، على رغم استمرار انهمار صواريخ المقاومة على المستوطنات الصهيونية في النقب.
وهكذا ازداد القلق الصهيوني من عدم القدرة على حماية أمن مناطقه الحساسة من تساقط الصواريخ عليها، والخوف من يقود أي تصعيد في الحرب ضد الفلسطينيين إلى إحداث تحول راديكالي في الشارع الفلسطيني يؤدي إلى إضعاف الخط البراغماتي المتمثل بالسلطة الفلسطينية، لا سيما أن تفجر انتفاضة شاملة في هذه المرة يأتي بعد وصول الوضع الفلسطيني إلى مرحلة انسداد الأفق أمام إمكان تحقيق تسوية سياسية للصراع، وسيادة مناخ عام يؤيد اللجوء إلى المقاومة والانتفاضة ضد الاحتلال.
فـ»إسرائيل» تفضّل الحفاظ على السلطة الفلسطينية والتعامل مع حركة حماس في قطاع غزة لضبط الوضع والتهدئة. بينما أي تغيير يقود إلى إضعاف السلطة وحماس سوف يؤدي إلى انفلات الوضع الفلسطيني من أي كوابح لضبطه، وبالتالي نشوء تنظيمات راديكالية مقاومة لا يملك أحد السيطرة على قرارها.
على أن هذه العوامل التي تفسر تغلب خطاب التهدئة «إسرائيلياً» على خطاب التصعيد، تعزز منها مصلحة نتنياهو في الذهاب إلى الانتخابات المقبلة بعد شهرين وهو في وضع غير ضعيف، خصوصاً أن أي معركة يخوضها ويخرج منها بخسارة سوف تؤدي إلى التأثير سلباً في شعبيته وبالتالي في نتيجة الانتخابات. ولهذا فإن نتنياهو خاطب الوزراء الذين طالبوا بعملية كبيرة ضد قطاع غزة بدعوتهم إلى «التصرف بمسؤولية مع الحفاظ على الهدوء وبذل كل ما هو ضروري لاستعادة السلام والأمن».
ويرى المراقبون أن المتشددين الصهاينة الذين يقفون وراء جريمة حرق الفتى الفلسطيني وهو حي، قد وضعوا الحكومة «الإسرائيلية» في مأزق وجعلوها في حالة دفاع غير قادرة على الذهاب إلى تهيئة الرأي العام المحلي والدولي لشن عدوان على غزة تحت عنوان الثأر لقتل المجندين الصهاينة الثلاثة في الخليل بعد خطفهم.
«هآرتس»: الحريق المشتعل لدى عرب 48 يزود نتنياهو بمسوغ إضافي لعدم توسيع المعركة
رأى عاموس هارئيل في تقرير لصحيفة «هآرتس الإسرائيلة» أن «الحريق المشتعل لدى عرب 48 يزود نتنياهو بتسويغ إضافي حول وجوب الامتناع في هذه المرحلة، عن توسيع المعركة ضد حماس إلى قطاع غزة. على رغم استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه النقب». وتابع: «تتعالى مجدداً في «إسرائيل» مصطلحات مثل «مسافة الفرملة» في وقف إطلاق النار، ويفسر رجال الاستخبارات مرة أخرى أن الهرمية في الجانب الفلسطيني معقدة أكثر مما هي عليه في الجانب «الإسرائيلي»».
وعدد هارئيل أسباباً أخرى لامتناع نتنياهو عن تصعيد العدوان «الإسرائيلي» ضد غزة، على «رغم أنه تعرض لضغوط من أجل شن عملية عسكرية برية عشية عدوان «عمود السحاب» في تشرين الثاني من 2012». والفرق هو أنه لا يتعين على نتنياهو هذه المرة المنافسة في الانتخابات بعد شهرين»، إذ أجريت الانتخابات العامة الأخيرة في «إسرائيل»، في شهر كانون الثاني من عام 2013 وبعد شهرين من عدوان «عمود السحاب».
أما السبب الثالث بحسب هارئيل، «هو تخوفه من أن تحطيم حماس سيؤدي إلى حدوث فوضى على غرار الصومال أو العراق ويؤدي إلى أن تسيطر على القطاع تنظيمات مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش سابقاً، والقاعدة». وأضاف أن «السبب الرابع هو أن «إسرائيل»، وعلى رغم أنها لا تقول ذلك بصوت مرتفع، تفضل أن تبقى مع حماس في غزة. فحماس ضعيفة ومرتدعة، ولكنها قادرة على السيطرة وكبح الفصائل الأخرى». أما السبب خامس فهو «موعد انتهاء المفاوضات بين الدول العظمى وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة في 20 تموز الحالي».
«ليبراسيون»: نتنياهو يدعو إلى الهدوء في مواجهة خطر العنف الموسع
نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية تقريراً تحت عنوان «نتنياهو يدعو للهدوء في مواجهة خطر العنف الموسع»، مشيرة إلى أن «رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتياهو دعا إلى التهدئة لمواجهة تصاعد أعمال العنف في غزة والاشتباكات التي امتدت إلى بلدات عربية في «إسرائيل» بعد مقتل الشاب الفلسطيني الذي قتل حرقًاً على أيدي متطرفين يهود». ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله: «لقد أثبتت التجربة أنه في أوقات مثل هذا اليوم يجب علينا أن نتصرف بمسؤولية مع الحفاظ على الهدوء». موجهاً كلامه لبعض الوزراء الذين دعوا إلى عملية كبيرة ضد قطاع غزة. ووعد نتنياهو في جلسة افتتاح مجلس الوزراء ببذل كل ما هو ضروري لاستعادة السلام والأمن. وطالب رئيس الوزراء «الإسرائيلى» قادة المجتمع العربي في «إسرائيل» بالتدخل لمنع الاضطرابات وحذر أولئك الذين لا يحترمون القانون من «اعتقالهم ومعاقبتهم بشدة».
«اندبندنت»: المتشددون «الإسرائيليون» وراء حالات الاعتداء على العرب
أعد دانييل إسيترين تقريراً في صحيفة «إندبندنت» البريطانية بعنوان «وجوه الكراهية «الإسرائيلية»» قال فيه: «إن عائلة الفتى محمد أبو خضير الذي اعتقله ستة مستوطنين يشتبه بأنهم قاموا بحرقه حياً، لا تأمل كثيراً من اعتقالهم»، وقال الكاتب: «إن المتشددين «الإسرائيليين» المدفوعين بالحماس الديني هم من يعتقد أنهم يقفون وراء حالات الاعتداء على العرب، في حملات يطلقون عليها اسم «تدفيع الثمن»، في إشارة على اعتقادهم أن حكومتهم «متساهلة مع العرب». وأشار الكاتب إلى «حادث دموي ارتكبه مستوطن يدعى باروخ غولدمان عام 1994، حين اقتحم مسجداً في الخليل وأطلق النار على المصلين وأردى 29 منهم قتلى قبل أن يجهز من نجوا عليه». وينسب إلى الرئيس شيمون بيريز قوله أمام صحافيين أجانب في مدينة سيديروت: «إن من يرتكب جريمة القتل هو قاتل، وإن من قتلوا أبو خضير سيقدمون إلى العدالة».
«ديلي تليغراف»: الدولة الإسلامية هي طالبان الجديدة
نشر روب كريلي في صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية مقالاً بعنوان «هل الدولة الإسلامية هي طالبان الجديدة؟»، قال فيه: «في أول حديث علني لأبي بكر البغدادي، قائد داعش الذي أعلن الخلافة الإسلامية في العراق ونصب نفسه خليفة للمسلمين، كانت رسالته واضحة. دعا جميع مسلمي العالم إلى مبايعته على الخلافة. في عام 1996 وقف الملا عمر على سطح أحد المساجد مرتدياً عباءة عرف عنها أن كان يرتديها الرسول، وبعد ستة أشهر غزت قوات طالبان كابول. والسؤال الذي يطرحه المحللون هو ما إذا كان العراق يتجه نحو دولة ملامحها شبيهة بدولة طالبان في أفغانستان».
«تايمز»: داعش يستعد لخلق فرص عمل وتوفير الأمن لمن يبايعون البغدادي
قالت صحيفة «تايمز» البريطانية: «إن مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام يستعدون لخلق فرص عمل وتوفير الأمن لمن يبايعون الخليفة، محاولين بذلك تجنب الأخطاء التي ارتكبها تنظيم القاعدة في السابق. وقد نشر التنظيم مجموعة من الوعود على موقع على الانترنت كفيلة بكسب المواطنين الذين همشهم النظام. وتضمنت الوعود: «إعادة الحقوق والممتلكات إلى أصحابها وضخ ملايين الدولارات في أجهزة الخدمات المهمة للمسلمين وتحسين الأمن وتوزيع الطعام وجباية الجزية وتوزيع المساعدات على الأرامل واليتامى والمحتاجين».
«لوموند»: الاحتلال الأميركي دمّر أجهزة الدولة العراقية… وهيّأ لإعادة ولادة القاعدة
«حرب الثلاثين عاماً العراقية وما بعدها» هو عنوان مقال نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية لآلان فراشون تناول فيه حالة الحرب الحاصلة في العراق، مشيراً إلى «أن العراق قد عرف الحرب والصراع في الداخل والخارج منذ عام 1979. ومع تقدم الأصوليين الإسلاميين نحو بغداد، يبدو مستقبل البلاد قاتماً كالعادة».
واستهلت الصحيفة تقريرها بالتساؤل: من «فقد» العراق؟ وأكدت «أن الجميع يبحث عن الجناة في بريطانيا والولايات المتحدة»، مشيرة إلى «أن المسألة بالأحرى مجرد تصفية حسابات فاليسار واليمين المتطرف والمؤيدون للتدخل العسكري والبراغماتيون والمحافظون الجدد والمتحمسون للسياسة الواقعية، كلهم يمسكون برقاب بعضهم بعضاً». ورأت «أن الجدال حول المسؤول عن تفكك دولة كانت من أقوى الدول الحديثة في الشرق الأوسط يخفي حقيقة وحشية وهي أن العراق لم يعرف شيئاً سوى الحرب في السنوات الـ34 الماضية فالحروب الداخلية والخارجية والدينية والمدنية التي عانى منها أضعف شعور الشعب بالهوية الوطنية».
وأضافت الصحيفة: «وينقسم العراق اليوم إلى ثلاثة أجزاء: كردستان في شمال شرقي البلاد والشيعة في المنطقة من بغداد إلى الجنوب والسنّة في الغرب والشمال الغربي». وقالت: «على رغم الانقلابات المتوالية التي شهدتها البلاد منذ استقلالها، فإن أبواب الجحيم انفتحت فعلياً منذ عام 1979. فبعد أن كان الرجل الثاني منذ عام 1970، ترأس صدام حسين حزب البعث وأصبح قائداً للدولة. كان حكمه هجيناً بين القومية العربية المتشددة والتقدمية العلمانية، ولذا جمع نظامه بين الديكتاتورية السياسية التي لا ترحم والنجاح الاجتماعي والاقتصادي. وصرف من عائدات النفط على ما كان يوماً يُعد واحداً من أفضل النظم الصحية والتعليمية في العالم العربي، فضلاًً عن المشتريات الضخمة من الأسلحة. طبق حزب البعث نوعاً من القومية الطائفية فهمّش الغالبية الشيعية ونكّل بالأكراد».
وتابع الكاتب: «بعد خراب بلاده، دعا صدام دول الخليج لرد الجميل. وعندما رفضوا، قرر الانتقام وغزا الكويت في 2 آب 1990. وكان ذلك قراراً خاطئاً جرّ عليه التدخل العسكري الأميركي في كانون الثاني وشباط 1991. ولقي عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين العراقيين مصرعهم في حرب الخليج الأولى. وفرض المجتمع الدولي حظراً صارماً على العراق أجبر حاكمها على استنزاف آخر ما تبقى من مواردها وترك الناس يعيشون في فقر مدقع». وأوضح: «تحت هذا البلاء المزدوج – الحصار وانحطاط حزب البعث – توفت القومية العربية العلمانية. وبرز الجهاد الإسلامي المسلح وسجل دخوله القرن العشرين بهجمات 11/9 في الولايات المتحدة. وبعد شن الحرب على طالبان في أفغانستان، حيث كان تنظيم القاعدة مختبئاً، تحول جورج بوش إلى العراق في أوائل عام 2003».
ووفقاً للصحيفة، فإن «دوافع الحرب التي شنها جورج بوش الابن على العراق كانت كاذبة وبلا أساس، ولكنه أراد، تحت تأثير المحافظين الجدد، إثبات أنه يمكن أن يفعل أفضل من والده بإعادة تشكيل الشرق الأوسط ببناء ديمقراطية في بغداد».
ورأت الصحيفة: «أن الاحتلال الأميركي دمّر ما بقي من أجهزة الدولة في العراق، وأفسح مجالاًً لإعادة ولادة القاعدة، وثبّت أسوأ قادة شيعة متطرفين في السلطة».
«نيويورك تايمز»: التجسس الأميركي يوتر العلاقة بين واشنطن وبرلين
في ظل الغموض الذي يلف موضوع التجسس الأميركي على الحلفاء، واتهام أحد عملاء جهاز الاستخبارات الألماني بالتجسس لمصلحة وكالة الأمن القومي الأميركية. قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «إن العلاقة المضطربة بين واشنطن وبرلين قد تتدهور إلى مستوى منخفض جديد».
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بكين: «إذا كانت الادعاءات صحيحة، فسيكون هناك تناقض واضح في الثقة والتعاون بين الوكالات والشركات».
وتابعت الصحيفة: «العلامة اللافتة في العلاقة المتوترة هي استدعاء السفير الأميركي جون ب ايمرسون إلى وزارة الخارجية في الرابع من تموز. وذكرت دير شبيغل أن السفير كان مبتسماً واستقبل بحفاوة، إلّا أن التوتر كان لافتاً». وأضافت: «على مدى عقود من الصداقة منذ عام 1945- لم تكن العلاقة الأميركية -الالمانية حادة على هذا النحو. وحذر معلقون ألمان من المحادثات وأشياء أخرى كثيرة سوف تتعرض للخطر باعتقال الجاسوس».