المطارنة الموارنة: لبنان بحاجة لحوار عميق مدخله انتخاب رأس للدولة

أكّد مجلس المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعه الشهري في بكركي أمس برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، «حاجة لبنان إلى حوار عميق، بسبب من الأزمة السياسية التي تفكّك الدولة، والتي لم يعد ينطلي على أحد ما يعتمل فيها من عناصر هي امتداد للصراع القائم في المنطقة».

واعتبر أنّ «المدخل إلى هذا الحوار يكون في التقيّد بأحكام الدستور والميثاق الوطني في انتخاب رأس للدولة، ما يحصّنها في وجه الانهيار الذي يهدّدها»، مشيراً إلى أنّ «استمرار الإبطاء في إتمام هذا الواجب الدستوري، يفسح في المجال لتفسيرات لا تقف عند حدّ التأزم السياسي والصراع بين فريقين، بل تصل إلى حدود التساؤل عن مرامي هذه الأزمة، في ما يتعلّق بمستقبل الجمهورية ومصيرها».

كما حثّ المجلس على «قيام حوار جدّي على مستوى القضية الفلسطينية، لعل دماء الأبرياء التي تُسفك كل يوم، تكون صوتاً صارخاً في ضمائر المسؤولين»، داعياً إلى «قيام حوار جدّي يستكمل المساعي السابقة، حول حق الفلسطينيين في دولة تجمع شمل العائلة الفلسطينية المبعثرة، وتوفّر حيّزاً من الثقة لدى مواطنيها، وتعزّز الكرامة الإنسانية وحقوقها. علماً أنّ حلّ القضية الفلسطينية هو المدخل إلى حل كل أزمات المنطقة».

ورأى أنّ «الحوار لا بدّ من أن يعلو صوته على صوت المدفع في سورية والعراق واليمن، وغيرها من البلدان العربية المهدّدة بانتشار الفوضى فيها، والتي تعيش صراعات مفتوحة إلى أجلٍ غير محدّد».

وكان الراعي ترأّس في بكركي قدّاس عيد الدنح أو الغطاس، وألقى عِظة جدّد فيها «النداء إلى الجماعة السياسية في لبنان للخروج من دائرة المصالح الذاتية والفئوية، ومن حالة «لحس المبرد»، وتقوم بالواجب المبرِّر لوجودها، وهو بناء دولة المؤسسات التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، والتفاني في توفير الخير العام الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والأمني. فنقول للكتل السياسية والنيابية أنّ الشعب اللبناني يرفض بالمطلق هذا النوع من العمل السياسي الهدّام للدولة ولمصالح المواطنين، ويرفض طيّ سنة ثانية من دون رئيس للبلاد. فأمام انتخاب رئيسٍ للجمهورية تسقط جميع الاعتبارات، والترفيهات والتسليات السياسية. وينبغي أن تتفكّك أغلال الأسر داخل قضبان المواقف المتحجّرة والمصالح الضيّقة. ويجب أن يتوقّف الرهان السرابي على الخارج أو التلطّي وراءه في أحداثه القديمة، وتلك المستجدة. فهذا دليل عجز عن القرار من جهة، ودليل حسابات ضيقة من جهةٍ أخرى».

وناشد حكّام الدول في العالم العربي والأسرة الدولية «العمل الجدّي على إيقاف الحروب الدائرة في فلسطين والعراق وسورية واليمن، وتجنّب حرب جديدة بين المملكة العربية السعودية وإيران، رحمة بالمواطنين الآمنين في هذه البلدان، وإدراكاً وإيقافاً لمشروع «الشرق الأوسط الجديد».

إلى ذلك، استقبل الراعي رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء وليد سلمان يرافقه العميد أنطوان أنطون، في زيارة نوه خلالها الراعي بـ«دور الجيش اللبناني قيادة وأفراداً»، ومثنياً على «الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني على الحدود وفي الداخل حماية للمواطنين، بالتعاون مع كل الأجهزة الأمنية الأخرى».

كما استقبل الراعي مهنئين بالأعياد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى