هواءٌ … وأنت!

لا يحتاج الهواء إلى جسر عبور

يعرف تفاصيل المدينة

من ألف أحلامها إلى ياء يأسها

من غرور أبراجها

لتواضع أفقر أحيائها

هو ضيفها الدائم

ورغم هذا ما زال يرمقها

بعين اللهفة

كعاشق يكتشف كلّ يوم

صفةً في حبيبته

فيراها بعين الدهشة

ويصمت أحياناً كي يُشعِرها بدفئه

هي لا تراه

لكنّها تشعر بنبضه

حيّاً في خلاياها

يزوها تارةً

حاملاً قصائده المعاتبة

ورياح غيرته الصاخبة

وجنونه إذا ما فاض بشتائه

غيم البوح

وأنتَ؟ هل أدركت معنى

أن تكونَ الهواء

وأن أكونَ المدينة

فلا أحيا إلا بك

وتخونني مع ألف مدينةٍ

ورغم هذا

إلى عينيَّ تعود!

رشا مكي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى