دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
خطر لي، في تصوّر افتراضي، أن أسأل نزار قباني:
ـ ماذا يمكنك أن تقول لو طلب منك أن تكتب دردشة هذا الصباح؟
قال: لن أزيد عمّا قلته للعرب قبل نصف قرن، يوم دافعت عن قصيدة «هوامش على دفتر النكسة».
ـ هاتِ… أسمعنا بعضاً منها.
ـ قلت الكثير، وأهمّ ما قلت:
«هل أرفع قبّعتي لهذه الدويلات العربيّات المتناحرة كالديكة، الغارقة في … نرجسيتها، وعبادة ذاتها؟
«أنا لا أستطيع أن أتحدّث على طريقة عمرو بن كلثوم:
إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ
تخرّ له الجبابرُ ساجدينا
«إن الأطفال في عصر عمرو بن كلثوم كانوا بخير، وكان لهم وطن وقبيلة، أما أطفال القدس، وحيفا، ويافا، ونابلس، والناصرة، فما زالوا يبحثون عن وطن… ويبحثون عن قبيلة».
ترى ماذا يمكن أن يقول نزار اليوم بعد أن انضمّ أطفال سورية، وقد تقطّعت سبلهم، إلى لائحة المشرّدين؟