«الزعيم» تبيح التطبيع مع العدوّ الصهيوني من باب… الحبّ!

أحمد طيّ

مَن منّا لا يذكر الصهباء مايا ترّو؟ تلك الشابة التي فازت بلقب «الزعيم» في البرنامج الذي حمل الاسم ذاته، والذي أعدّته وعرضته قناة الجديد، إبان «معمعة» انتخاب مجلس نيابيّ جديد، الذي بدوره مدّد لنفسه.

تنافست ترّو ماجيستير في الصحة العامة، وماجستير في التنمية الاقتصادية، وبكالوريوس في علم الأحياء ، آنذاك مع مرشّحين ومرشحات كثر، ونذكر أيضاً أنّ لجنة التحكيم كانت مؤلّفةً من مديرة قسم الأخبار والبرامج السياسية في «الجديد» الزميلة مريم البسام فضل الله، ورئيس تحرير جريدة «الأخبار» الزميل ابراهيم الأمين، ومديرة مكتب صحيفة «الحياة» و في نيويورك وعضو مكتب مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك الإعلامية راغدة درغام، ورسام الكاريكاتور والمساهم في تأسيس موقع «Now» الإلكتروني إيلي خوري.

المقال طبعاً ليس عن برنامج «الزعيم» الذي طواه الزمن منذ لفظ حلقاته الأخيرة، ولا للتذكير به، إنما عاد هذا البرنامج إلى الواجهة أمس من بوابة «فايسبوك» العريضة، وتحديداً من صفحة «الزعيم» مايا ترو، التي كانت حتّى أمس القريب مليئةً بأخبار الطبخ وصور «السيلفي» وغير ذلك ممّا يشغل بال شباب اليوم، إذ قفزت ترّو قفزة «لا نوعية» فوق الصحون والطناجر والموائد، ليحطّ رحالها في فلسطين المحتلة، في عزّ ما يتعرّض له شعبنا في فلسطين، من خلال صورة، للأسف، تبيح التطبيع مع الصهاينة والاحتلال، تحت شعار… الحبّ!!!

نعم، فقد نشرت مايا ترّو صورةً يبدو أنّها مركّبة والجدال ليس هنا ، لشاب «إسرائيليّ» يحمل علم الكيان الغاصب، يقبّل فتاةً فلسطينية وتحمل علم فلسطين، وذلك من فوق الجدار العنصريّ.

وكتبت ترّو معلّقةً بالانكليزية:

«جميل،

ملاحظة: قد تكون هذه الصورة مركّبة، ويمكنكم اعتبارها صحيحة، وعموماً، المسألة ليست هنا.

قد يفكر بعضكم سلبياً، ولكن السلام ممكنٌ من خلال الحب المتبادل.

الحب هو العلاج

«أحب جارك»

وإذا كان لا بدّ من الإشارة إلى ارتكاب أحدهم خطأً ما، فمن الجيّد أيضاً الإشارة إلى الأعمال الحسنة أيضاً».

«والنِعم»… كلمة يردّدها أهل الريف في موقعين: إمّا لدى التعرّف إلى أحدهم، أو عندما يريدون انتقاد موقف ما. ولكن عفواً، أليست مايا ترّو هي التي تحدّثت مطوّلاً عن المقاومة وعن فلسطين في حلقات برنامج الزعيم؟ ألم تكن هي هي مرشّحة إبراهيم الأمين والتي قال عنها مراراً أنه يراهن عليها؟

ما تُراكِ تفعلين يا مايا؟

ربما نعذرك إن لم تعرفي يوماً بمجازر كفرقاسم ودير ياسين واللد والمجدل، وربما نعذرك إن لم تعرفي محمد الدرة ولا إيمان حاجو، ولكن هل يعقل أنك لم تشاهدي ماذا فعلت «إسرائيل» بغزّة عام 2007؟ وأكثر، ألا تشاهدين التلفاز هذه الأيام؟ هل يعني لك اسم الطفل محمد أبو خضير شيئاً؟ آه تذكرت، لقد «أحبه» الصهاينة كثيراً، لدرجة أنهم ضربوه من الحب، وأحرقوه من الحب، وقتلوه… من كثرة الحبّ!!!

يا «فخامة الزعيم»، هل تعني لك الطفلة سنابل الطوس شيئاً؟ فهذه الفتاة الفلسطينية، أحبّتها مستوطنة «إسرائيلية» لدرجة أنّها دهستها عمداً بسيارتها في بيت لحم.

هذا هو الحبّ الذي يكنّه الصهاينة لنا يا مايا، تماماً كما الأطفال الذين وقّعوا على الصواريخ الهدايا لأطفال لبنان في عدوان تموز 2006، تماماً كما عقيدتهم المبنية على الكره والقتل والذبح وبقر بطون الحوامل، ووصفنا بـ«الغوييم»، أهذا هو الحب العلاج؟

تقولين في تعليقك على الصورة إنّ المسألة ليست في كون الصورة مفبركة أو حقيقية، ونحن نقول لك إنّ المسألة كلّها في كون هذه الصورة «حقيقة أو كذب»، لأنّ الترويج للتطبيع يا عزيزتي أشدّ أذىً من العمالة نفسها، خصوصاً إن أتى من «زعيم»، وحتّى لو أزالت الصورة في اللحظات الأخيرة!!!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى