عناصر داعش يتساقطون على أسوار المطار
دير الزور- مالك الجاسم:
تمكنت وحدات الجيش السوري من صد أكثر من هجوم شنه عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محيط مطار ديرالزور الذي لم تهدأ الأمور به منذ أسابيع رغم كل المحاولات اليائسة لعناصر»داعش» بالتقدم باتجاه النقاط العسكرية المتقدمة أو فتح خرق من أحد جهاته الحصينة.
الهجوم الجديد الذي شنه عناصر تنظيم «داعش» كان من جهة حويجة المريعية ومزارعها ومن جهة مزارع الدغيم وحويجة صكر وعلى إثر ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت بها أنواع الأسلحة كافة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة مترافقة بقصف مدفعي مكثف لتحركات «داعش» واستمرت الاشتباكات لتسع ساعات متواصلة حاول من خلالها عناصر التنظيم من اختراق تحصينات الجيش معتمدين على سوء الحالة الجوية والضباب الكثيف الذي لف المنطقة، لكن وحدات الجيش والقوى المؤازرة وحامية المطار تمكنت من صد الهجوم واستيعاب الموقف والتعامل معه وقلب الموازين على الأرض وإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف الإرهابيين حيث تجاوز عدد القتلى العشرين وإصابة العشرات حيث أكدت بعض المصادر أن أكثر من مئة إرهابي أصيبوا في الاشتباكات الأخيرة والاستهداف المدفعي والجوي.
حالة تخبط وفرار
بعد أن وضح حجم الخسائر التي تكبدها عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي نتيجة القصف المدفعي المكثف إضافة للغارات الجوية التي ضربت تحصينات ومواقع الإرهابيين بدأت حالة من التخبط والرعب تصيب عناصر «داعش» بل تجاوز الأمر إلى حالات فرار كثيرة شهدها جسم التنظيم خلال اليوميين الأخيرين نتيجة تكثيف الضربات الجوية من قبل سلاح الجو السوري والقصف المدفعي يضاف إليها الضربات الروسية الموجعة التي ينفذها الطيران الحربي الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية، وهذا كله جعل حالة رعب تصيب عناصر»داعش» الذي نقل جام غضبه إلى قرى ريف ديرالزور الشرقي التي تخضع لسيطرته وبدأ بتوسيع حملات الاعتقال التي تطال الشباب والأطفال لتعويض حالة النقص التي أصابت صفوفه وكذلك قام الإرهابيون بنصب الحواجز على الطرق الرئيسية في قرية الحريجي والشحيل شرق ديرالزور.
جبهات جديدة
وعلى امتداد الأيام الماضية حاول عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي فتح جبهات جديدة للتخفيف عن جبهة المطار بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم فكانت جبهة حي الصناعة التي حاول الإرهابيون التقدم في هذا الحي عبر الاعتماد على المفخخات فكانت ست سيارات مفخخة تمكنت وحدات الجيش من التعامل مع الموقف وتدمير السيارات قبل وصولها إلى أهدافها وشهدت جبهة الصناعة اشتباكات وصفت بالعنيفة وبمختلف أصناف الأسلحة مع قصف مدفعي وجوي مكثف لتحركات الإرهابيين، فقلبت حسابات عناصر «داعش» بعد الخسائر الكبيرة التي تلقوها في هذه الجبهة وكانت محاولاتهم واسعة عبر الانترنت بنشر أخبار عن انتصارات وهمية لا أساس لها من الصحة ولا توجد إلا في مخيلتهم، وهي معروفة الهدف مسبقاً لرفع الحالة المعنوية لمقاتلي داعش على الأرض. وفي أرض المعركة كانت الأمور تسير لكفة الجيش السوري الذي تعامل مع الموقف وأوقع عدد كبير من القتلى في صفوف «داعش» وتدمير عدد كبير من آلياته وكان لسلاح الجو السوري دور في هذه المعركة ونفذ عشرات الغارات على أوكار وتحركات الإرهابيين موقعاً في صفوفهم الخسائر الكبيرة.
وحاول الإرهابيون من جديد فتح جبهة الرصافة التي شهد اشتباكات لكن بوتيرة أخف عن جبهة الصناعة واستطاعت وحدات الجيش السوري والقوى المؤازرة من صد كل الهجمات ومحاولات التسلل للإرهابيين وإيقاع الخسائر في صفوفهم.
أما جبهات المدينة الرشدية والحويقة فبقيت جبهات ساخنة يسودها الهدوء الحذر مرة وتشتعل مرات لكن بقيت وحدات الجيش تحركات الإرهابيين وتتعامل معها كيفما تريد إن كانت بالاستهداف المدفعي والجوي والصاروخي أو عبر رمايات نارية مركزة على تحركاتهم.
وفتح «داعش» لهذه الجبهات أي جبهة الرصافة والصناعة ومن قبلها العمال هدفها في الدرجة الأولى التخفيف عن جبهة المطار من جهة ومن جهة أخرى يسعى إلى فصل هذه الأحياء عن المطار لكن كل محاولاته باءت بالفشل الذريع بل خسر الكثير من مقاتليه دون أن ينجح في إحداث أي خرق على أي جبهة من جبهات القتال كما واستطاعت وحدات الجيش صد أكثر من هجوم في محيط حقل التيم وأطراف قرية الجفرة.
أما على محور جبل الثردة وتلة كروم جنوب شرق المطار فاستطاعت وحدات الجيش أن تحرز تقدم على هذه المحاور لتوسيع طوق الأمان حول المطار بعد أن كبدو الإرهابيين خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
ونتيجة الضربات الموجعة والخسائر الكبيرة التي تلقاها عناصر تنظيم « داعش « الإرهابي قاموا باستهداف الأحياء السكنية الآمنة في أحياء الجورة والقصور بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية وارتقى على إثر هذه القذائف عدد من المواطنين الأبرياء شهداء وأصيب عدد آخر.