باعتراف الأميركان… الأسد حليف ضروريّ في مواجهة الإرهاب
احتاج الأمر مع الأميركيين إلى أكثر من أربع سنوات من الحرب والقتل والدمار والخراب وقطع الرؤوس واغتصاب الطفولة وسرقة النفط وتدمير الآثار، ليقتنعوا أنّ الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط لن تكون مجدية بتحالفٍ مع داعمي هذا الإرهاب الوهابيين والعثمانيين، إنما تكون ناجعة عند التحالف مع أبناء الأرض، مع المكتوين يومياً من هذا الإرهاب، مع الذين يقاومونه يومياً باللحم الحيّ.
احتاج الأميركيون إلى أكثر من أربع سنوات ليدركوا أنّ هزيمة «داعش» وأخواته من الجماعات الإرهابية التي فقّستها «القرقة» الوهابية بالتعاون والتحالف مع الصهيونية والمحافظين الجدد، لا بدّ ـ بغية تحقيقها ـ من التحالف مع سورية. سورية الدولة… سورية الأسد.
هذا ما تطرّقت إليه مؤخراً صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، التي اعتبرت أن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح حليفاً ضرورياً لمواجهة الإرهاب الذي يتغلغل في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في ما يتعلق بمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. وأشارت الصحيفة في التقرير ذاته إلى أن مجلس الأمن، قد يتمكّن من تخليص نفسه أخلاقياً، من مسؤولية العدد الكبير من ضحايا الأقليات في العراق وسورية، الذين سقطوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك عبر إحالة هذا التنظيم وقياداته إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي تقريرنا التالي مرورٌ على عدد من الصحف والدوريات الأجنبية. بدءاً من صحيفة «إندبندنت» البريطانية بمقال للكاتب الصحافي باتريك كوبيرن بعنوان «الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار»، مروراً بـ«نيويورك تايمز» الأميركية التي اعتبرت أنّ مدينة الرمادي العراقية تحوّلت إلى أنقاض وحطام. فيما أشارت «غارديان» البريطانية إلى أنّ الرياض مستنفرة وغاضبة بعد أسبوع من المشاكل مع إيران، أما «برس تراست أوف إنديا» الهندية فنشرت مقالاً عن زيارة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي قاعدة جوّية تعرّضت لهجوم على الحدود مع باكستان.
«نيويورك تايمز»: الأسد جزء من الحل في سورية وحليف ضروريّ في مواجهة الإرهاب
اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح حليفاً ضرورياً لمواجهة الإرهاب الذي يتغلغل في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في ما يتعلق بمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي. وأشارت الصحيفة في التقرير ذاته إلى أن مجلس الأمن، قد يتمكّن من تخليص نفسه أخلاقياً، من مسؤولية العدد الكبير من ضحايا الأقليات في العراق وسورية، الذين سقطوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك عبر إحالة هذا التنظيم وقياداته إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن هناك إجماعاً دولياً كبيراً على وجوب محاكمة تنظيم «داعش» الإرهابي على الجرائم التي اقترفها، وأن الأمم المتحدة وجّهت الشهر الماضي نداءً إلى مجلس الأمن دعته فيه إلى إحالة ممارسات التنظيم المتشدّد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتوثيق انتهاكاته المستمرة بحق المدنيين والآثار في العراق وسورية، ليصار لاحقاً إلى محاكمة قياداته وعناصره.
ويترافق التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية مع سلسلة من التصريحات الغربية التي شكلت وفقاً لوجهة نظر كثيرين من المحللين، تحوّلاً جديداً في الفكرة التي كانت سائدة لدى الغرب خلال السنوات الأربع السابقة من عمر الحرب على سورية، والقائمة على اعتبار الرئيس السوري جزءاً من المشكلة في سورية، وبالتالي يجب عليه التخلي عن الحكم. ويرى المتابعون أن الغرب عموماً بدأ بالتوجّه بوسائل إعلامه نحو ترسيخ فكرة جديدة، فرضها الواقع على الغرب، وهي أن الرئيس الأسد جزء أساس من الحلّ في سورية.
«نيويورك تايمز»: الرمادي تحوّلت إلى أنقاض وحطام
رغم أن محاولة القوات العراقية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي تلقى ترحيباً على المستوى الدولي، فإن الدمار الذي لحق بها يشهد على ضخامة تكلفة انتزاع تنظيم «داعش» الذي غرز نفسه في نسيج مجتمع مدينة تعاني ندبات الحرب.
ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الرمادي بأنها أشبه بمدينة الأشباح، في ظل الدمار الذي حلّ بها جراء القصف الجوي الذي نفذته طائرت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وعلى إثر التفجيرات التي قام بها مقاتلو تنظيم «داعش»، حتى غدت المدينة أنقاضاً وحطاماً.
وأضافت الصحيفة أن الرمادي تندب ما لحق بها من دمار وأهوال من جرّاء الحرب، وذلك كحال غيرها من المدن والمناطق الأخرى التي واجه فيها التحالف الدولي تنظيم «داعش» في كل من العراق وسورية، مثل سنجار في شمال العراق ومدينة عين العرب في شمال سورية، والتي آل حالها إلى خراب.
ونسبت «نيويورك تايمز» إلى الفريق في الجيش العراقي عبد الغني الأسدي قوله إن مقاتلي تنظيم «داعش» يتخذون من زرع المتفجرات على جنبات الطرق وفي الأبنية وسيلة دفاعية، وإنهم يعتمدون على عمليات التفجير الانتحاري. وأضاف القائد العسكري العراقي: مقاتلو تنظيم «داعش» لا يستسلمون، إنما يعمدون إلى تفجير أنفسهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» يتطلب انتزاع مقاتليه من مدن ومناطق كبرى مثل الرقة في شمال وسط سورية والموصل في شمال العراق، إضافة إلى عددٍ من المدن والمناطق الأخرى.
من جانبها، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مقالاً للكاتب وايتني كاسل قال فيه إن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» يتطلب ما هو أكثر من القصف الجوي الذي ينفّذه التحالف الدولي أو الغارات التي تشنها قوات أميركية خاصة أو قوات محلية.
وقال أيضاً: مقاتلون أجانب سرعان ما يتدفقون للانضمام إلى تنظيم «داعش» من أنحاء العالم، حيث يتمكن من تعويض مقاتليه الذين فقدهم بالقصف الجوي أو عن طريق وسائل أخرى، وأضاف أن مسؤولين سياسيين وعسكريين سبقوه إلى التشكيك بإمكانية إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» عبر القصف الجوي.
ونسب الكاتب إلى المدّعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو إشارته إلى ضرورة تحميل قيادات تنظيم «داعش» ومقاتليه مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها، بمن فيهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
«إندبندنت»: الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب الصحافي باتريك كوبيرن بعنوان «الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار». ويشير فيه إلى أن الاستخبارات الألمانية نشرت مذكّرة نهاية السنة الماضية، توضّح الخطر من وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف كوبيرن أن المذكرة ورد فيها أن السعودية تعتمد سياسة متهوّرة في الآونة الأخيرة. ووصفت المذكرة وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ـ البالغ من العمر 29 سنة والذي يتمتع بنفوذ عال، والمعروف أنه الابن المفضّل لدى الملك سلمان الذي يعاني من داء الخرف ـ بأنه سياسي مقامر يعمل على شلّ العالم العربي من خلال تورّطه بحروب بالوكالة في سورية وإيران.
وقال كوبيرن إن وكالات التجسّس لا تقوم بالعادة بالكشف عن مثل هذه المعلومات والوثائق لوسائل الإعلام وتنتقد فيها حليفاً قوياً ومقرّباً لها كالسعودية.
وأوضح كوبيرن أن تحذيرات وكالة الاستخبارات الألمانية تعدّ إشارة على زيادة المخاوف من أن السعودية أضحت ورقة غير مضمونة.
وفي مقابلة أجراها كوبيرن مع وزير سابق في الشرق الأوسط ـ طلب عدم الكشف عن اسمه ـ قال إن السعودية كانت تعمد في السابق إلى إبقاء جميع اختيارتها مفتوحة، وكانت حذرة.
وقال تقرير وكالة الاستخبارات الألمانية إن السعودية أضحت تنتهج خيارات أكثر عدوانية وسياسة محبّة للحروب، كالحرب في سورية واليمن.
وختم كوبيرن بالقول إن المغامرات الخارجية التي بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة وليس هناك أي بوادر تشير إلى نجاحها لاحقاً.
«غارديان»: الرياض مستنفرة وغاضبة بعد أسبوع من المشاكل مع إيران
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية موضوعاً عنوانه «السعودية ضدّ إيران: الرياض مستنفرة وغاضبة بعد أسبوع من المشاكل».
الموضوع الذي أعدّه إيان بلاك محرّر شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة يقول إن المملكة العربية السعودية على السطح تبدو هادئة حيث ينتشر رجال الأمن في كل مكان بينما يجلس العمال الآسيويون القرفصاء بين النخيل يحدّقون في الأبراج العالية اللامعة التي تحوي مكاتب الحكومة السعودية.
ويضيف بلاك أن مقر السفارة الإيرانية قد بني بشكل يعكس الشعور الوطني حيث بني بأحجار صفراء وأحيط بجدار مرتفع وكاميرات مراقبة مثبتة فوقه بينما يرتفع العلم الإيراني بما يضمّ من ألوان فوق المبنى، لكن المبنى حالياً يقبع فارغاً بعد أسبوع من المشاكل بين البلدين بعدما أمرت الرياض الدبلوماسيين الإيرانيين بمغادرة البلاد سريعاً وبشكل جماعي على إثر الهجوم على السفارة السعودية في طهران احتجاجاً على إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
ويوضح بلاك أن الأزمة بين البلدين تعمقت على إثر ذلك بعدما اتهمت طهران الرياض بقصف سفارتها في اليمن والتي تشن فيها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها حرباً واسعة ضد الحوثيين في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دولياً.
ويضيف بلاك أن لا أحد يتوقع أنّ هذه هي نهاية الصراع الاستراتيجي الطويل بين الطرفين وما يحوي من كراهية طائفية. إذ اتهمت إيران عادل الجبير وزير الخارجية السعودي المغرم بالمواجهات بأنه يفلت من العقاب مما يفعل من جرائم منذ 30 سنة ولو كانت القتل.
ويقول بلاك إن وسائل الاعلام الرسمية في السعودية تكيل الاتهامات العدائية لطهران، إذ تراها داعمة لكلّ القلاقل والأزمات في المنطقة.
ويوضح أن المملكة تشعر بالسعادة بسبب الدعم الذي يلقاه موقفها في خصوص إغلاق السفارة الإيرانية والذي تبعه قيام عدد من الدول العربية بإغلاق سفاراتها في طهران أيضاً بينما جاء الموقف الغربي مختلفاً.
ويقول بلاك إن السفير البريطاني في الرياض قرأ بياناً باللغة العربية بحرص عبّر فيه عن قلق بلاده من تزايد التوتر في المنطقة بينما تبقى الولايات المتحدة عرضة لعداء بالكاد يمكن إخفاؤه، إذ يتهمها السعوديون بأنها تميل ناحية إيران منذ توقيع الاتفاق النووي الصيف الماضي.
«برس تراست أوف إنديا»: مودي يزور قاعدة جوّية تعرّضت لهجوم على الحدود مع باكستان
وصل رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي السبت لمعاينة الوضع في قاعدة بتنخوت الجوية بعد أسبوع على هجوم دامٍ أوقع سبعة قتلى، حسبما أوردت صحيفة «برس تراست أوف إنديا» الهندية.
وتوجّه مودي جوّاً إلى القاعدة الواقعة في ولاية البنجاب شمال البلاد للقيام بجولة تفقدية فوق المنطقة القريبة من الحدود مع باكستان، بعد الهجوم الذي نفّذته مجموعة تشتبه الحكومة بأنها تنتمي إلى جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان.
وكانت الجماعة قد هاجمت في كانون الاول 2001 البرلمان الهندي ما أدّى إلى تصعيد عسكري على الحدود بين الهند وباكستان.
وتأتي زيارة مودي بعد انتقادات وجّهها «حزب المؤتمر» المعارض لجهة تساهل في الأمن استغله المهاجمون من أجل التسلل إلى القاعدة المهمة.
وتابعت الصحيفة أن قوات الأمن أعلنت الجمعة أنها قامت بعملية تفتيش على نطاق واسع في القاعدة المترامية الأطراف.
وكان مودي قد دعا باكستان في كانون الأول إلى التحرك بشكل حازم وفوريّ ضدّ المسؤولين عن الهجوم الدامي. وجاء هذا الهجوم بعد عشرة أيام من زيارة مفاجئة قام بها مودي إلى باكستان حيث أجرى محادثات مع نظيره الباكستاني، ما عزّز الآمال في تحسّن العلاقات بين البلدين.
وتبنّى الهجوم «المجلس الموحّد للجهاد»، وهو تحالف مجموعات إسلامية موالية لباكستان تقاتل في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.