لقاء ثلاثي يسبق جنيف في 13 الجاري وفرنسا تعود للتصعيد
كشف مصدر دبلوماسي أمس لوكالة «تاس» الروسية أن الاجتماع الثلاثي المقرر بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سورية سيعقد يوم الأربعاء المقبل 13 كانون الثاني الحالي في جنيف، حيث من المتوقع أن يمثل روسيا في الاجتماع نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف.
جاء ذلك في وقت التقى نائب وزير الخارجية الروسي، الممثل الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سفيري فرنسا وسورية في موسكو كل على حدة وبحث معهما آفاق انطلاق العملية السياسية في سورية.
وفي السياق، قالت الخارجية الأميركية أمس إن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا تحدثا عبر الهاتف بشأن قضايا بينها العملية السياسية السورية والحرب على تنظيم «داعش» وقضايا الشرق الأوسط وأوكرانيا والتجربة النووية التي أجرتها في الآونة الأخيرة كوريا الشمالية فضلاً عن العلاقات الأميركية ـ الروسية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الوزارة في وصف موجز للحديث بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف: «اتفقا على البقاء على اتصال وثيق والبحث عن فرصة للاجتماع في الأيام المقبلة»، لكنه لم يذكر لماذا قد يجتمعان.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن على سورية وروسيا وقف ما سماه بالعمليات العسكرية ضد المدنيين لا سيما وضع حد لمحنة بلدة مضايا المحاصرة.
وأضاف الوزير الفرنسي: «إن الصور التي تخرج من مضايا تظهر أنه لا يمكن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة»، مشيراً إلى أن باريس ستتشاور مع مجلس الأمن الدولي للضغط على سورية لإنهاء ما وصفه بهجمات من دون تمييز.
وقال فابيوس للصحافيين بعد الاجتماع مع منسق المعارضة السورية رياض حجاب: «ناقشنا ضرورة أن تنهي سورية وروسيا بشكل مطلق عملياتهما العسكرية ضد المدنيين لا سيما المحنة في مضايا ومدن أخرى يحاصرها النظام»، وأضاف: «يُظهر هذا كيف أن نظام بشار الأسد… لا يمكن أن يكون موجوداً في مستقبل سورية لأسباب تتعلق بالأخلاق والكفاءة وفي الوقت ذاته ألا تشارك روسيا في مثل هذه الأفعال غير المقبولة».
وأضاف فابيوس: «لا بد أن يتوفر عنصران لهذه المحادثات . من ناحية ينبغي إنهاء القصف على الفور ومن ناحية أخرى ينبغي أن يكون جدول أعمال المحادثات محدداً بشكل كاف وألا يكون هناك شك تحديداً في من سيحكم».
من جانبه، اتهم حجاب روسيا بقتل عشرات الأطفال بعد غارة جوية يوم الاثنين وقال إن المعارضة لا يمكنها التفاوض مع الحكومة السورية في ظل هذه الأفعال، وقال: «نريد التفاوض ولكن يتعين توفر الظروف المناسبة لذلك… لا يمكننا التفاوض مع الحكومة في الوقت الذي تقصف فيه قوات أجنبية الشعب السوري».
حجاب أضاف أن الطائرات الحربية الروسية نفذت مذبحة في عنجارة في حلب شمال غرب سورية حيث أصاب القصف مدارس ما أسفر عن مقتل 35 طفلاً وإصابة العشرات، بحسب وصفه.
وكانت مصادر صحافية قد كشفت في وقت سابق أن «الهيئة العليا للمفاوضات»، أبلغت الرياض بأسماء الوفد الذي سيلتقي وفد الحكومة السورية في 25 من كانون الثاني في جنيف، إضافة إلى فريق مساند.
ونقل عن مصادر معارضة مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن أعضاء الفريق الذين تم إرسال أسمائهم إلى السعودية للعمل على إنجاز الترتيبات اللوجستية وسمات الدخول إلى جنيف، هم: «نشأت طعيمة، طارق أبو الحسن، يحيى عزيز، محمد زكي الهويدي، هيثم المالح، نذير الحكيم، عبد الأحد اصطيفو، نورا الأمير، أنس العبدة، هادي البحرة، بدر جاموس، سمير نشار، سمير تقي، نواف الفارس، خالد محاميد، يحيى العريضي، تيسير رداوي، عبد اللطيف دباغ، أسامة غالي، حسن حمادة، تامر الجهماني، علي شحادة، أسعد الزعبي، زياد فهد، عبد الكريم أحمد، يعرب الشرع، علي شحادة».
وقالت المصادر إن الهيئة اختارت 29 شخصاً، ليخضعوا في الـ 11 من الشهر الحالي لدورة تدريبية في فن التفاوض، لمساندة الفريق الأساسي، وتضم القائمة: «عبد المجيد حمو، وخلف داهود، ادوارد حشوة، نورا جيزازي، نصر الحريري، فؤاد عليكو، هشام مروة، نغم الغادري، موفق تيربيه، مصطفى أوسو، عبد الرحمن مصطفى، جمال سليمان، فرح الاتاسي، محمود عطور، عبدو حسام الدين، محمد صبرا، خالد شهاب الدين، محمد حاج علي، عبد الباسط الطويل، أحمد الحريري، محمد عبدو، عبد الجبار العكيدي، أسامة أبو زيد، عصام الريس، محمد نور خلوف، مصطفى كيلاني، خالد محاميد، اليس مفرج».
الى ذلك، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده لا تنوي الكشف عن قائمة المنظمات الإرهابية التي قدمتها للأمم المتحدة.
وقال المومني: «في ما يخص المنظمات الإرهابية في سورية وتحديد صنفها فإن المؤتمرات المقبلة حول الأزمة السورية ستكشف كل شيء».
وأكدت السلطات الأردنية أن هذه القائمة تراعي مواقف مختلف الدول فيما قامت هي بتنسيقها، مشيرة إلى أن بعض مشاركي صيغة فيينا للمحادثات حول سورية قدموا «10 أو 15 أو 20 اسماً» وبعضهم قدم أكثر.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر مقرب من سير المحادثات أن القائمة تضم نحو 167 اسماً للمنظمات الإرهابية.
وفي شأن متصل، دخلت أمس قوافل المساعدات الإنسانية إلى بلدات مضايا والفوعة وكفريا في إطار تنفيذ اتفاق ترعاه الأمم المتحدة.
وكانت قافلة المساعدات الإنسانية انطلقت من دمشق باتجاه بلدة مضايا في ريف دمشق، بالتزامن مع تحرك قافلة أخرى من السقلبية باتجاه كفرنبودة، قلعة المضيق، وصولاً إلى كفريا والفوعة في ريف إدلب.
ميدانياً، بدأ الجيش السوري أمس عملية عسكرية واسعة في الريف الغربي لمدينة حلب، حيث انطلقت الوحدات من محاور عدة باتجاه منطقة خان العسل، وتمكنت من السطيرة على مرتفع الزيتون وتلول حزمر.
وفي السياق، فتح الجيش السوري جبهة حيي الراشدين 4 و 5 في الجزء الغربي من مدينة حلب، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين، في حين سيطرت وحدات الجيش ناريا على المدخل الجنوبي لمدينة حلب، كما سيطرت على قرية عيشة في ريف حلب الشرقي.
وسيطر الجيش على مساحات واسعة من بلدة البلالية في غوطة دمشق الشرقية وسط انهيار في صفوف المجموعات الإرهابية هناك، فيما دارت اشتباكات عنيفة مع المسلحين في محيط منطقة الشاعر والبيارات في ريف تدمر.
الى ذلك، ذكر الفريق سيرغي رودسكوي رئيس مديرية العمليات لهيئة الأركان الروسية أن إمدادات الأسلحة للمسلحين في منطقة اللاذقية السورية مستمرة في التدفق من تركيا.
وأضاف: «بالرغم من كل الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي للحد من تقديم المساعدات العسكرية للمسلحين، فإن هناك إمدادات تدخل عبر الحدود التركية للمسلحين في محافظة اللاذقية السورية وبشكل مستمر».
وأكد رودسكوي أن الجيش السوري تمكن من تحرير 134 بلدة وقرية سورية من أيدي الإرهابيين في كانون الأول الماضي، كما تم تحرير 19 بلدة أخرى منذ بداية السنة الجديدة، مشيراً إلى أن أبرز النجاحات في المعارك ضد الإرهابيين تم تحقيقها في محافظات حلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن الطائرات الحربية الروسية في سورية نفذت منذ بداية العام 311 طلعة قتالية في 10 محافظات ودمرت خلالها نحو 1100 موقع للإرهابيين، في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق ودير الزور والحسكة ودرعا والرقة.
في سياق آخر، أكد رودسكوي ازدياد عدد كتائب المعارضة المسلحة الجاهزة للانضمام الى محاربة الإرهاب، و قال إن كتيبتي «أسود الشرق» و«القلمون» تقدمتا خلال هجومهما باتجاه تدمر، وبمساندة سلاح الجو الروسي الى أكثر من 50 كلم مسيطرة على مدينة محسية وبلدتي زازا وكسارة.
كما أعلن الجنرال الروسي، أنه «بمؤازرة القوات الجوية الروسية تستمر كتائب الجيش الديمقراطي السوري بقيادة أيمن فليات الغنيمة بالتقدم إلى عاصمة داعش مدينة الرقة مسيطرة خلال الأيام الأخيرة على بلدات عدة».
وكشف أن الطائرات الروسية في سورية تدعم حالياً 11 فصيلاً من المعارضة الديمقراطية تضم ما يربو عن 7 آلاف فرد، مشيراً إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية وجه سلاح الجو الروسي 19 ضربة جوية لمساندة فصائل «جيش أحرار العشائر» المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر.