ائتلاف دعم مصر يوصل عبد العال لرئاسة البرلمان في أولى جلساته
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
في أول برلمان تستقبله مصر عقب ثورة 30 حزيران، وقبل انعقاد أولي جلساته العادية عقد مجلس النواب المصري جلسة إجرائية أدى فيها النواب اليمين الدستورية إضافة إلى انتخابهم رئيس المجلس ووكيليه.
وقد نجح ائتلاف دعم مصر في إيصال علي عبد العال رئيساً لمجلس النواب، الذي انتخب بعد ثلاث سنوات من حلّ المجلس السابق الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون.
وفاز عبد العال 67 سنة وهو أستاذ في القانون الدستوري والإداري بجامعة عين شمس بعد حصوله على 401 صوت. وكان ينافسه خمسة مرشحين آخرين.
وعبد العال عضو في ائتلاف «دعم مصر» الذي يضم نحو 370 نائباً بالبرلمان المؤلف من 596 عضواً ويعد أبرز الائتلافات التي بدأت العمل على قدم وساق منذ أقرت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر، والائتلاف يتبناه النائب واللواء السابق في المخابرات سامح سيف اليزل، مقرر قائمة في حب مصر صاحبة الـ 120 مقعد المخصصين للقوائم داخل المجلس، وقد أعلن اليزل تشكيل الائتلاف بقوام يتجاوز ثلثي عدد النواب أي أكثر من 400 نائب من الأحزاب والمستقلين، ليشكل هؤلاء تياراً داعماً بشكل تام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبعد طرح فكرة الائتلاف وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، أعلنت أحزاب انضمامها للائتلاف أمثال «مستقبل وطن» و«حماة الوطن». فيما صرح المستشار بهجت الحسامي، المتحدث الرسمي لحزب الوفد، بأن السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، أصدر توجيهاته إلى النواب أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب، بضرورة الالتزام بنصوص اللائحة الداخلية وإعمال الثوابت البرلمانية للوفد والالتزام الحزبى في ما يتعلق بقرار الوفد برفض الانضمام لائتلاف دعم مصر والحفاظ على استقلال الوفد بهيئته البرلمانية.
يأتي هذا في الوقت الذي ظهر فيه تيار مناهض للفكرة من أساسها من الأحزاب مثل «المصريين الأحرار»، ومن المستقلين مثل المستشار «مرتضي منصور» ونجله.
ولا ينتمي عبد العال 67 سنة إلى أي حزب سياسي، وليست له أي توجهات أو آراء سياسية معينة معلنة سابقاً، وشارك في إعداد أهم القوانين الحالية وهي قانون مجلس النواب وقانون الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية وقانون تقسيم الدوائر الانتخابية.
وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شعب بلاده لمناسبة انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب، الذي تم تشكيله عقب إنجاز الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل، التي توافقت عليها القوى الوطنية المصرية ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية.
وأعرب السيسي في بيان، عن تمنياته بالنجاح للمجلس في اضطلاعه بأعماله الرقابية والتشريعية، مؤكداً أنه سيجد «كل الدعم من السلطة التنفيذية فيما هو منوط بها من مهام، وفي إطار من الاحترام الكامل لمبدأ الفصل بين السلطات الذي نص عليه الدستور، بما يكفل لنواب البرلمان ممارسة مهامهم في حرية تامة».
واعتبر السيسي أن انعقاد مجلس النواب «يعكس حجم الإنجاز الذي حققته مصر بإرادة شعبها الذي تكاتف صفاً واحداً من أجل مصلحة الوطن».
من جهته قال أحمد سامي، المتحدث باسم حزب «مستقبل وطن»: «إن الحزب يرحب بأي ائتلافات داخل البرلمان بشرط أن تتفق مع مبادئ الحزب وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو».
وفي السياق نفسه ظهرت بعض الأصوات البرلمانية المعارضة لائتلاف دعم مصر أبرزها المستشار مرتضي منصور، رئيس نادي الزمالك، والعضو البرلماني عن دائرة ميت غمر،الذي شن هجوماً حاداً على اللواء سامح سيف اليزل.
وحذر «منصور»، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من دعم قائمة «في حب مصر»، قائلاً: «لو النظام وقع هيبقي السبب سامح سيف الليزل، لم الراجل ده وخليه يسكت البلد مش مستحملة حاجة»، بحسب تعبيره.
من جانبه، قال يسري عزباوي، المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريح خاص لـ «البناء»، أن «الائتلاف جاء بشكل مؤقت لأن الدستور الحالي ينصّ على أن من يشكل الحكومة، حزب أو ائتلاف، وبالتالي التشكيل المقبل للائتلاف مبني على خيارات سياسية، وهي تشكيل الحكومة المقبلة، خاصة في عدم استطاعة أي حزب تشكيل الحكومة منفرداً».
واستبعد «عزباوي» أن يشكل الائتلاف حزب أغلبية حاكم جديد في المستقبل، قائلاً: «هذا الائتلاف مختلف تماماً، فهو سيشكل خيارات تشريعية وسياسية داخل البرلمان وليس خيارات حزبية».
وعن إمكاينة استمرار هذا الائتلاف مستقبلاً، قال عزباوي إن «هذا الائتلاف ربما يتعرض للانهيار مستقبلاً،خاصة لكونه مألفاً من أحزاب ومستقلين مختلفي الرؤى والأهداف».