أحزاب وشخصيات ندّدت ببيان الجامعة العربية ونوّهت باعتراض باسيل عليه: محاولة لتشويه صورة المقاومة التي قدّمت تضحيات كبيرة في مواجهة العدو الصهيوني
صدرت أمس مواقف ندّدت بوصف مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية حزب الله بـ»الإرهاب» منوّهة بموقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي اعترض على مضمون البيان ورفض تأييده .
صالح
وفي السياق، قال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان: «إنّ إطلاق صفة الإرهاب على حزب الله في البيان الصادر عن مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية في اجتماعه المنعقد في القاهرة بناءً على الاستدعاء السعودي، يشكّل سابقة خطرة وخدمة جليلة للولايات المتحدة الأميركية وللعدو الصهيوني صانعي الإرهاب في أمّتنا وفي العالم أجمع، ومحاولة لتشويه وإدانة واضحة لقوى المقاومة وشيطنتها والإساءة إلى شهدائها الذين قدّموا دماءهم لتحرير أرضهم من رجس الاحتلال، وحفاظاً على كرامة الأمة وعزّتها، وما يُثير الاستغراب والإدانة هو التغاضي الفاضح عن الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني اللذين يشكّلان وحدهما الخطر الحقيقي على الأمة ويستهدفان وحدتها وحضارتها وعناصر القوة فيها، وحرف الصراع عن بوصلته فلسطين عبر خلق أعداء وهميّين للأمة.
وأضاف: «أنّ الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية إذ تستنكر وتُدين هذا البيان الظالم بحق حزب الله ومقاومته المظفّرة التي حقّقت النصر تلوَ النصر على الصهاينة وحرَّرت الأرض من احتلاله وألحقت به الهزائم التي أسقطت أسطورته وحطّمتها على صخرة بطولات مجاهديه البواسل، فإنّها تدعو أحزاب وقوى الأمة الحيّة إلى وعي مخاطر هذا البيان الجائر والتصدّي لهذه المحاولات التي تتماهى مع المشروع الصهيوني وأن تقف سدّاً منيعاً مع المقاومة في لبنان ومع انتفاضة السكاكين في فلسطين من أجل استعادة الحقوق القومية والوطنية للأمة وللحفاظ على المقدسات التي تدنّس من قبل الصهاينة. كما تدعو إلى تشكيل جبهة شعبية موحّدة لمواجهة الإرهاب الحقيقي لإنقاذ الأمة من أخطاره المُحدقة لأنّه يستهدف تدمير أمتنا وإسقاطها».
لقاء الأحزاب
ودانت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، «بيان وزراء خارجية الدول العربية الذي اتّهم فيه حزب الله بالإرهاب، في محاولة يائسة لتشويه صورة المقاومة الشريفة، والتي قدّمت التضحيات الكبيرة في مواجهة العدو الصهيوني على مدى العقود الأخيرة حتى استطاعت دحره عن أرضنا اللبنانية، حاملاً خيبته وهزيمته المُذلّة».
ورأت أنّ «هذا الاتّهام الظالم والذي جاء بناء لطلب دولة تدعم الإرهاب وأخرى تمارسه في مواجهة شعبها المسالم، لن يؤثّر على معنويات وقناعات المقاومة وأهلها بأنّ جولة الظلم أوشكت على الزوال، وأنّ الحق وأهله والمدافعين عنه مقبلون حتماً على انتصار كبير بعد الصمود التاريخي في مواجهة أعتى جيش في المنطقة، وبعد إفشال المشروع الصهيوني الأميركي التكفيري».
واستنكرت «استدعاء السعودية لوزراء الخارجية في الجامعة العربية بهدف تجييش المواقف ضدّ الجمهورية الإسلامية في إيران، على خلفية الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، والذي دانته الحكومة الإيرانية و فتحت تحقيقاً بشأنه»، لافتةً إلى أنّ «هذه المواقف لن تستطيع التغطية على الجريمة بحق الشيخ نمر باقر النمر، والتي تُعتبر جريمة ضدّ الإنسانية استهدفت عالماً كان يتسلّح بالموقف من خلال قوة كلمة الحق في وجه السلطان الجائر والظالم».
ورأت أنّ «إيران لا تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بل وقفت مع قضاياهم العادلة والمُحقّة على رأسها قضية فلسطين، كما دعمت حركات المقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني لتحرير الأراضي العربية المحتلة، فضلاً عن دعم الشعب السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية التكفيرية».
وأشارت إلى أنّ «بيان وزراء خارجية الدول العربية اتّهم إيران بالتدخّل في شؤون الدول العربية، في الوقت الذي تُدمِّر فيه السعودية اليمن وترتكب المجازر بحق شعبه المقهور، والمؤسف أيضاً أنّ الجامعة العربية لم تسمع بالمآسي التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني على أيدي الصهاينة يومياً، من قتل وتهجير وتدمير للمنازل ومصادرة الأراضي».
وثمّنت الهيئة موقف باسيل «برفض الموافقة على بيان وزراء الخارجية العرب، لأنّ هذا الموقف يُعبّر عن حسّ وطني يقدّر تضحيات الشهداء ويميِّز بين الحقيقة والافتراء».
«الشغيلة» و«تيار العروبة»
ودانت قيادتا «رابطة الشغيلة» و»تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» بشدّة البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وأشارت القيادتان إلى أنّ «وزراء الخارجية العرب تراصفوا خلف نظام حكام آل سعود في إطلاق الموقف العدائي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله، لأنّهما يواجهان العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ويدعمان سورية العروبة والمقاومة في مواجهة قوى الإرهاب التكفيري المدعومة من آل سعود».
ورأت القيادتان أنّ «محاولة البيان اتّهام إيران بالتدخّل في الشؤون العربية وإثارة الفتنة المذهبية في المنطقة إنّما هي لذرِّ الرماد في العيون والتغطية على الأهداف الحقيقية لمثل هذا الاتهام الذي ينطبق فعلاً على نظام آل سعود الذي يقف وراء تمويل، ودعم وتصدير قوى الإرهاب التكفيري إلى الدول العربية، ويتدخّل في شؤون لبنان الداخلية، وتدأب وسائله الإعلامية ليل نهار على النّفخ في بوق الفتنة».
وأكّدت القيادتان، أنّ «الصراع بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام السعودي والمتحالفين معه، إنّما هو صراع بين مشروعين، مشروع تحرّري عبّرت عنه الثورة الإيرانية، يرفض الهيمنة الاستعمارية الغربية، وينصر المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني ويدعم الأنظمة الوطنية التحررية في المنطقة، ومشروع تابع للاستعمار باشكاله كافه بقيادة نظام آل سعود الذي يتآمر على الأنظمة الوطنية وقوى التحرر منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى اليوم. وما إشهار عدائه لحزب الله وسعيه الدائم مع الأنظمة التابعة له لمحاولة تشويه صورة المقاومة، وإلصاق تهمة الإرهاب بها إلّا دليل على الدور التآمري الخطير الذي يقوم به والمنسجم مع المشروع الأميركي الصهيوني».
كما أكّدت القيادتان، أنّ «تراصف وزراء الخارجية العرب خلف نظام حكام آل سعود ليس جديداً، وهو مستمر منذ بدايات الأزمة السورية، وسببه ارتهان العديد من الأنظمة العربية للمال السعودي الذي يوظّف للتآمر على قضايا العرب، وقوى المقاومة للاحتلال، ولتدمير اليمن وسورية، ولهذا لم يكن مستغرباً ما صدر من بيان».
ونوّهت القيادتان بموقف الوزير باسيل الذي اعترض على مضمون البيان ورفض تأييده .
واعتبر الأمين العام لـ»حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود أنّ باسيل «تميّز بالعقلانية والحكمة، ولم ترفضه غالبية الدول العربية التي تفهّمت موقف لبنان، الذي يحاول منع حرائق المنطقة من الوصول إليه، من خلال الحوار، الذي نشجّع عليه، واستمراره بين تيار المستقبل وحزب الله، بالرغم من التوتر العالي بين السعودية وإيران، الذي نأمل أن ينخفض لمصلحة الطرفين، والأمن القومي في الخليج والمنطقة».
«الإسلامي الوحدوي»
وقال «اللقاء الإسلامي الوحدوي» في بيان إثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الحاج عمر غندور: «جامعة العجز العربي، المسمّاة جامعة الدول العربية، والتي طلّقت الحياء من زمان، عقدت اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة وتداولت في «الاعتداء السافر» على مقرّ البعثة الدبلوماسية للسعودية في طهران ومشهد، والذي استنكرته الحكومة الإيرانية في بيان وزّعته على أعضاء مجلس الأمن وما زالت تلاحق المشتركين فيه، هذا الاعتداء المُدان، استدعى اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية الأعراب، وإجماعاً عربياً على إدانته، لم نرَ مثيله غيرة على دماء الفلسطينيين ولا على ما يزيد السبعين عاماً من الاحتلال الصهيوني لفلسطين أولى القبلتين، أو حتى تصوّر إجماعاً على مشروع استراتيجي لتحرير فلسطين يكون إلهاماً وهدفاً للأجيال القادمة!
أمّا تحطيم الزجاج وإشعال بعض المكاتب في مقرّ البعثة السعودية في طهران، فهذا يستدعي «قيامة» العرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاضنة القضية الفلسطينية واعتبارها العدو والمستفز والمهدّد والمثير للاضطرابات! أمّا يوم كانت إيران الشاه صديقة لـ»إسرائيل»، فقد كانت محجّة لملوك العرب ورؤسائهم يقدّمون لشاهها الطاعة وأنفس الهداية».
كذلك استعرض اللقاء، بيان «الضرورة» للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ووجد فيه تناقضاً لتبنّيه رواية نظام مملكة آل سعود من حيث أنّ الأزمة الدبلوماسية كانت بسبب مهاجمة السفارة السعودية، وهذا غير صحيح لأنّ الأزمة كانت بسبب إعدام الشيخ نمر باقر النمر بهدف إشعال الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة بدليل ما قاله الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية، «إن الشيخ النمر انتمى إلى مذهب الروافض خلافا للكتاب والسنة»، ما يعني أنّ الإعدام في توقيته جاء لإشعال الفتنة واستنهاض المسلمين وضرورة وقوفهم إلى جانب الاندفاعة المتهورة للنظام السعودي في اليمن والعراق وسورية، وهو ما يفرض وقفات وبيانات كالذي أصدره مجلس وزراء خارجية دول العجز العربي. أمّا الحديث عن تجنّب الفتنة والحفاظ على الوحدة الإسلامية فيبقى كلاماً، لأنّ من يؤيّد الظالم طويل العمر ويشدّ على يديه ويسوّقه راعياً للمسلمين، ليس حريصاً على وحدة المسلمين».