صحافة عبرية
بقي نتنياهو رئيساً لحزب «الليكود» اليميني الحاكم في «إسرائيل»، ما يتيح له أن يكون المرشح الوحيد للحزب لمنصب رئيس الحكومة في الانتخابات النيابية في 2019، كما أعلنت «الاذاعة الإسرائيلية العامة».
واعتُبر نتنياهو فائزاً بالتزكية، لأن أحداً لم يترشح ضده. ما يعني أن اسمه هو الذي سيقدّم لتشكيل حكومة جديدة في حال تمكن من تشكيل ائتلاف برلماني حول حزبه يتمتع بأكثرية بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. ويتولى نتنياهو منذ انتخابات السنة الماضية ولايته الرابعة، منها ثلاث متتالية، بصفته رئيساً للوزراء ورئيساً لـ«الليكود». وتفيد استطلاعات الرأي، أنه يتخطى بأشواط جميع منافسيه المحتملين في المعارضة وفي «الليكود» نفسه.
درعي … من السجن إلى الداخلية!
أعلنت مصادر رسمية في «إسرائيل» عن تولّي آرييه درعي زعيم حزب «شاس» الديني اليهودي المتشدّد منصب وزير الداخلية، بعدما قضى سنتين تقريباً في السجن بتهم الفساد، وذلك على إثر استقالة سيلفان شالوم لاتهامه بالتحرّش الجنسي. ووافقت الحكومة على تعيين درعي الذي يشغل حالياً منصب وزير تطوير الجليل والنقب، في وزارة الداخلية خلفاً لشالوم الذي استقال في 20 من كانون الأول الماضي.
وكان درعي 56 سنة قد شغل منصب وزير الداخلية في السابق بين 1988 و1993. وحكم عليه بالسجن عام 2000 لثلاث سنوات بتهم تلقّي رِشى بقيمة 155 ألف دولار والاحتيال، وقُلّصت مدّة سجنه بسبب «حسن السلوك».
وتحدثت وسائل الاعلام «الإسرائيلية» عن عودة درعي إلى وزارة الداخلية، وندّد بعض المعلّقين بعودة «فاسد»، بينما أشار البعض إلى أنه قام بالفعل «بدفع ديون توجبت عليه إلى المجتمع».
إنهاء الاستنفار «الإسرائيلي» في الجنوب
أنهت الشرطة «الإسرائيلية» حالة الاستنفار التي أعلنتها بين مدينتَي «سديروت» و«أسدود»، عقب ورود إنذار بنية شابة فلسطينية من محافظة رام الله تنفيذ عملية. ووفق الشرطة «الإسرائيلية»، فقد تم اعتقال فلسطيني في المنطقة، بينما الشابة التي ادّعت «إسرائيل» أنها تنوي تنفيذ عملية في «سديروت» لم تدخل أراضي 48.
أربعون دبلوماسياً برازيلياً يعارضون تعيين ديان سفيراً لـ«إسرائيل»
بعث أربعون دبلوماسياً برازيلياً برسالة علينة إلى حكومتهم يطالبون فيها بعدم المصادقة على تعيين المستوطن داني ديان سفيراً لـ«إسرائيل» في البرازيل، بسبب سلوك «إسرائيل» غير الدبلوماسي في مسألة التعيين.
وجاء في الرسالة ان «إسرائيل» لم تطلع البرازيل مسبقاً على رغبتها بتعيين ديان لمنصب السفير، وقد علمت البرازيل بذلك من وسائل الإعلام فقط، عندما نشر نتنياهو بياناً رسمياً في الموضوع، ومنذ ذلك الوقت ترفض الحكومة البرازيلية المصادقة على التعيين ولكنها تمتنع عن رفضه بشكل رسمي، على أمل ان تقوم «إسرائيل» بسحب التعيين بنفسها.
ونشر موقع «واللا» العبري نص الرسالة وهو: «إننا نرى في السلوك الإسرائيلي خطوة غير مقبولة. المسّ بالإجراء الدبلوماسي يبدو مقصوداً. نحن ندعم موقف حكومة البرازيل ونأمل بأن تنتهي هذه المسألة عاجلاً…».
في المقابل، نشرت «جبهة البرلمانيين الإنجيليين» في البرازيل رسالة دعم لـ«إسرائيل» ولتعيين ديان، علماً أنّ «الإنجيليين» في البرازيل معروفون بنسبة دعم عالية لـ«إسرائيل». وجاء في الرسالة: «إن داني ديان انتخب وعُين من قبل حكومة شرعية في دولة ديمقراطية وصديقة، تربطها بالبرازيل اتفاقيات ومعاهدات». وفي «إسرائيل» يتزايد التكهن في وزارة الخارجية بأن تعيين ديان لن يتم، وسيكون عليها أن تقرّر ما إذا ستردّ بشدّة على ذلك أو تتقبل القرار البرازيلي بهدوء وتعين سفير آخر.
«إسرائيل» تتخبّط بين سيناريو انهيار السلطة وخطر توجّهها إلى المحافل الدولية
رأى محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة «هاآرتس» العبرية، عاموس هارئيل، أنّ سبب الاعتقاد «الإسرائيلي» الأخير بأنّ انهيار السلطة الفلسطينية ليس قريباً إلى هذا الحدّ، لا يعود إلى الخوف من تبدد الرؤية الوطنية لحركة «فتح»، إنما خوف من يتمتعون بامتيازات اقتصادية كثيرة فيها.
ونتيجة ذلك، فإنّ انهيار السلطة سيؤدّي إلى مصيبة اقتصادية للقيادة الفلسطينية، إلى جانب الخوف من أن يكشف الحكم الجديد كل فساد الحكم السابق. وأضاف إن الخطر الأساس لانهيار السلطة، وحتى بنيامين نتنياهو يصف هذا السيناريو بأنه خطير، يكمن في اليوم التالي لما بعد عباس، إذ إنّ نقل الحكم إذا ما حدث في المستقبل سيصطدم بمعارضة قاطعة من مسؤولين كبار آخرين، الأمر الذي سيؤدّي إلى اهتزاز استقرار السلطة، مضيفاً أنّ رام الله حالياً كفقاعة سياسية واقتصادية منقطعة عن الواقع اليومي الصعب الذي يعيشه السكان في مناطق أخرى من الضفة، فضلاً عن قطاع غزة.
وأضاف هارئيل أنّه عملياً من الصعب تصديق أن تجري انتخابات ديمقراطية برقابة دولية قريباً، في ضوء الانشقاق الجغرافي بين الضفة والقطاع والعداء الشديد بين السلطة و«حماس». لكن عباس الذي حلّ محل عرفات عام 2004، يشعر منذ الآن بتآكل مكانته في المؤسسات الفلسطينية وأوساط الجمهور، في أعقاب غياب الانتخابات، وهذه هي العقبة التي ستصير أكثر علواً وملموسة أكثر في المستقبل، عندما يدخل خلفاء عباس إلى الصورة.
ونقل هارئيل عن مصادر أمنية في «تل أبيب»، وصفها بالمطلعّة جداً قولها إنّه تبلورت إمكانية نشوب توتر معين بين القيادة السياسية والعسكرية، لكون أذرع الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» شخّصت في الشهر الأخير تغييراً إيجابياً مهماً في أداء السلطة الفلسطينية في المجال الأمني. فقد تراجع التحريض في وسائل الإعلام في المناطق الفلسطينية، والتنسيق الأمني مع «إسرائيل» تحسّن كثيراً، ورجال «التنظيم» من «فتح» لا يشاركون في التظاهرات، ونشطاء الأجهزة الأمنية عادوا بأزيائهم إلى مراكز الاحتكاك كي يمنعوا المواجهات بين المتظاهرين والجيش «الإسرائيلي» ونفّذوا حملات اعتقالات لخلايا «حماس» في نابلس والخليل. ولكن مع ذلك، فإنّ كلّ هذا النشاط الإيجابي بعينه بعيونٍ «إسرائيليةٍ»، لم يؤدّ حتى الآن إلى أيّ انخفاض في شدّة الإرهاب، الأمر الذي يعني أنّ الخطوات التي تنفّذها السلطة لا تؤثر ببساطة في منفّذي عمليات الطعن والدهس، وإن كان يبدو لها أهمية، فتكمن في منع الانتقال الذي تخطط له «حماس» من انتفاضة بالسلاح الأبيض إلى انتفاضة مسلحة. وعلى خلفية التحسّن في سلوك السلطة، وفق المنظور «الإسرائيلي»، وإلى جانب الخوف من تحقق سيناريو انهيارها، يتعاظم التأييد في الجيش «الإسرائيلي» والاستخبارات، لخيار تقديم مبادرات وتسهيلات إلى السلطة، رغم استمرار موجة العمليات. هنا يدخل الجيش بوعي إلى مستنقع يؤدي إلى الغرق. فنتنياهو لا يؤمن واقعاً باستئناف العملية السياسية، وهو حساس جداً لكل تنازل من شأنه أن يسجل عليه كضعف أو استسلام إزاء استمرار الإرهاب، على حدّ تعبير المصادر. أمّا يعالون، الشريك في الشكوك إزاء احتمالات التقدم في القناة السياسية، فهو مستعد للمخاطرة مع ذلك بمبادرات طيبة. وفي كل الأحوال لم يتخذ أي قرار حتى الآن في شأن هذه المبادرات.
وشدّدّ هارئيل على أنّ الجيش اكتسب خبرة في إغضاب السياسيين، عندما تجرأ على التلميح إلى أنّ المطلوب عنصر سياسي لإخماد النار. وقال مصدر سياسي «إسرائيلي» رفيع لصحيفة «هاآرتس» إنّ الحكومة ناقشت بشكلٍ مكثّفٍ سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة الضغط العسكري «الإسرائيلي»، وتراجع شرعية الرئيس محمود عباس، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة. وتابع قائلاً إنّ نتنياهو دعا إلى الجلسات بعد معلومات بلغته عن نيّة الفلسطينيين اتخاذ خطوات جديدة ضدّ «إسرائيل» على الحلبة الدولية في أعقاب فشل جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري ببلورة رزمة إجراءات «إسرائيلية» لتهدئة الأوضاع.