الجيش اليمني يبدأ عمليات استعادة «الحزم» في الجوف
بعد زيارة عاصمة العدوان الرياض حل المبعوثُ الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد بالعاصمة صنعاء في محاولةٍ جديدة لدفع أطراف النزاع للعودة إلى محادثات السلام. جهود تأتي بالتزامن مع اتهامات متبادلة بين الجانبين بعدم الالتزام ببنود اتفاق بناء الثقة التي تمخض عنها آخر اللقاءات في جنيف أواخر الشهر الماضي، ففيما يتهم أنصار الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي أنصار الله وجماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتشديدِ الحصار وتجويع المدنيين في تعز وتوظيفِ المعتقلين السياسين كورقة تفاوضية، يصرُ الطرف الثاني على وقفِ العدوان الخارجي قبل أي حوار، ما يعقد العملية السلمية ويقف عقبة أمام توافق اليمنيين.
إلى ذلك، بدأت قوات جيش اليمن واللجان الشعبية، عمليات التقدم الميداني باتجاه «الحزم» عاصمة محافظة الجوف شمال البلاد، بعد أن كانت قد أحكمت سيطرتها على أهم التلال والمواقع المطلة عليها.
في غضون ذلك أقدم المسلحون الموالون لتحالف العدوان السعودي على إغلاق منافذ المدينة، مانعين خروج العائلات التي قررت النزوح، وإرغامها على البقاء.
ونقلت مواقع عن مصادر يمنية أن تقدماً كبيراً أحرزته قوات الجيش واللجان، يوم أمس الاثنين بعد معارك خلّفت 10 قتلى وعدداً من الجرحى، في منطقة السلمات.
وقال مصدر قبلي إن وحدات الجيش اليمني واللجان تقدمت في 4 مواقع في منطقة السلمات الواقعة بين مديريتي الغيل والحزم، وسقط خلال المعارك 7 قتلى من حلفاء التحالف، وعدد من الجرحى، فيما استشهد 3 من الجيش واللجان الشعبية.
وبالتوازي مع هذا التقدم، نفذ طيران تحالف العدوان السعودي غارات عدة مساندة للقوات الموالية للسعودية، على السلمات وجبل شيحاط والعقبة.
وأشار المصدر، إلى أن «غارتين استهدفتا منزل الشيخ الشريف بن سرور في مديرية الغيل، ما أدّى إلى تدميره بالكامل، إضافة إلى منزلين آخرين بجواره.
وتعتبر المصانع والجسور والمستشفيات والمخازن في اليمن باتت أهدافاً لقوات العدوان السعودي، بعد أن استكملت قصف ما تقوله المعسكرات والمواقع، التي يعتقد أنها مخازن للأسلحة.
فبعد ثلاثة أشهر على بدء عمليات التحالف، قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي، إن «قوات التحالف تمكنت من تدمير 80 في المائة من القوة الصاروخية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين»، قبل أن يتراجع مؤخراً ويقول إن «المعلومات لم تكن دقيقة»، لكن الأهداف المنتقاة لطائرات التحالف خلال الأسبوعين الماضيين بدت وكأنها عملية انتقامية لا علاقة لها بالأهداف العسكرية.
بنك الأهداف الأخيرة لقوات التحالف كان عبارة عن مصانع للمشروبات الغازية في صنعاء والحديدة ومصانع لإنتاج الألبان ومزارع أبقار ومدارس، وأخيراً مستشفيات في صعده والبيضاء ومدارس في تعز وعمران.
ويرى متابعون، أن السعودية لم تكن تدرك حجم القوة، التي يمتلكها خصمها الجديد وحليفها السابق علي عبد الله صالح، ولذلك توقعت ألا تستمر العمليات العسكرية أكثر من ستة أشهر على أبعد تقدير، لكنها اليوم وبعد مضي عشرة أشهر، تفاجأت بأن الرئيس السابق لا يزال يتحداها بل ويجيد استفزازها، فهي، كما يؤكد مراقبون، لم تتمكن من الوصول إليه لقتله، وفي المقابل خرج هو يهددها ويقول إن «الحرب لم تبدأ بعد».
وفي سياق أمني آخر، اغتال مسلحون مجهولون أمس ضابط من أمن هادي في مطار محافظة عدن جنوب اليمن.
وأعلنت مصادر محلية أن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الرصاص على أمين شايف ضابط أمن تحريات في مطار عدن الدولي فأردوه قتيلاً ولاذوا بالفرار، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الواقعة حتى الآن.
وهذه العملية هي الثانية التي تستهدف ضباطاً في مطار عدن الدولي، حيث اغتال مجهولون الأحد الماضي عقيد المخابرات في أمن مطار عدن عبدالله الناخبي.
ونفذت تلك العمليات رغم استمرار حظر التجوال الذي تفرضه اللجنة الأمنية من الساعة الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحاً منذ مطلع الشهر الجاري، نتيجة الاختلالات الأمنية التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية.