نجوم ورجوم
العمري مقلاتي
إنّ متتبّع الأحداث في سورية على مدار خمس سنوات من الفوضى والتخريب وإزهاق الأرواح البريئة، بدعوى الحرية والديمقراطية المزعومة، يلاحظ جلياً وبوضوح حجم التآمر المفضوح على محور المقاومة، والتي تشكل سورية الضلع الأهمّ والأساس في هذا المحور المقاوم الشريف والمعتدل في الشرق الأوسط. هذا الدور الريادي في المنطقة أزعج الكيان الصهيوني وأنصاره من بعض ممالك الخليج الذين باعوا أنفسهم وسلّموا مفاتيح أوطانهم للغرب طمعاً في حمايتهم من شعوبهم المقهورة، حيث كرّسوا بذلك هيمنة هذه القوى على مقدّرات الشعوب العربية، مستعملين بذلك كلّ الوسائل والشعارات البرّاقة، مرّة بِاسم «الربيع العربي»، ومرّة أخرى بدعوى حماية المنطقة من الفتنة الطائفية وغيرها من الدسائس والمؤامرات التي تصبّ في مجملها في قضية الإطاحة بالأنظمة الثورية، والتنازل عن القضية الفلسطينية.
ما يؤكد ذلك اندلاع شرارة زعزعة استقرار الأنظمة المناهضة للاستعمار، والداعمة للمقاومة. وما قضية الربيع المزعوم إلا دليل على ذلك. إن الاستنجاد بالغرب لا خير فيه أبداً، فهذا ما يسمّى بمصطلح الانبطاح والذي يجب التصدّي له من قبل جميع شرفاء الأمة الذين اكتووا بنار الاستعمار اللعين. إنّ محور الشرّ الذي تكالب على هذه الأمة ما هو إلا نتيجة التخلّف الفكري والعلمي، والتبعية العمياء للغرب والتي أضحت تشكّل السمة البارزة للعالم الإسلامي. فما معنى أن نرى هذا المحور يدلي بثقله وبكل قوة في الشأن السوري؟ أوليست سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي رفضت كلّ اتفاقيات التسوية، والتنازل، وكذا التطبيع مع الكيان الصهيوني العدو الأول للأمة العربية؟ هذا فضلاً عن دعمها المتواصل واللامحدود لفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة. كيف يعقل الآن أن يتّفق بعض العرب على إدانة إيران وحزب الله مع التضييق على مصالحه في المنطقة؟ ألا يُعتبر هذا تعاوناً وثيقاً مع «إسرائيل» ودليلاً لا يقبل الشك عن العمالة مع الغرب وأعوانه في المنطقة؟
كلّ هذا الكمّ من التآمر لن يثني عزيمة المقاومة، بل سيكون دافعاً قوياً للاستمرار والنضال حتّى تحقيق النصر الاستراتيجي الذي سيرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد. شرق أوسط مقاوم لا مكان فيه للمتخاذلين والمنبطحين.
صحافي وكاتب جزائري