مؤتمر حول «الهزّات الأرضية ومدى جاهزية الدولة»

عقد رئيس شبكة سلامة المباني يوسف عزام مؤتمراً صحافياً مشتركا مع رئيس «يازا» زياد عقل حول «الهزّات الارضية ومدى جاهزية الدولة ومقاومة المباني لها»، في مقر «يازا» ـ الحازمية.

بدايةً قال عزام: «يتعرض لبنان خلال السنة الواحدة إلى ستمئة هزّة خفيفة بمقياس 3 درجات وما دون، فهو بلد مصنف في «الزون 2» أي انه يتعرض بشكل متوسط للهزّات ولدينا إحصاءات تشير إلى المباني وتوزيعها الجغرافي، وتقدّر عمر المبني السكني ما بين السبعين والستين سنة، وهي لم ترمم ولم تخضع لأيّ صيانة منذ تاريخ البناء».

وتابع: «إن الهزّات الارضية حدث طبيعي لا يمكن إيقافه، لكن يمكن اتخاذ تدابير وقائية للحماية من مخاطره، وفي هذا الاطار تقع المسؤولية على الدولة في اتخاذ المناسب، ولبنان مصنف في الدرجة الثانية، في العالم تقسم المناطق وفق «زون ـ 1» و«زون ـ 2» و«زون ـ 3»، فالاول هو الاقل خطورة والثاني متوسط الخطورة والثالث كبير الخطورة، ففي لبنان من الممكن أن يضربنا زلزال بقوة 6 أو 7 درجات والتأثير الاكبر يأتي في المباني التي تتعرض للانهيارات وتحدث الاضرار والوفيات والاصابات».

وسأل: «ما هو واقع حال المباني في لبنان؟» وقال: «الاجابة على هذا الموضوع تنقسم إلى قسمين المباني قيد الانشاء وهي المباني الحديثة والمباني القديمة والجدير ذكره انه صدر عن نقابة المهندسين ووزارة الاشغال مرسوم يتعلق بالسلامة العامة والوقاية من الزلازل ومعظم الرخص التي تمر في نقابة المهندسين يتم إخضاعها لهذا المرسوم ولكن الاهم تبقى الرقابة، ومن يتأكد من سلامة مواصفات المباني الحديثة ومدى مطابقتها للخرائط وهناك اشارة استفهام على نوعية الباطون وكمية الحديد المستعمل وغيرها وغيرها وهل مواد البناء المستخدمة مقاومة للزلازل ام لا؟ اما الشق الثاني فيتعلق بالمباني القديمة وهي مبنية منذ الستينات والسبعينات، فهي قديمة لأن قانون البناء وقتئذ لم يكن يراعي السلامة العامة من ناحية الزلازل وقد مر عليها حرب طويلة كما زيد عليها عدد من الطوابق المخالفة، اي اننا امام إرث من المباني القديمة يوازي 80 في المئة من المباني القائمة، وهي إذا ضربنا زلزال يفوق 6 أو 7 درجات معرضة حتما للانهيار، وهذه المباني تضم القسم الاكبر من الشعب اللبناني الذي يقطنون فيها منذ سنين».

وسأل: «لماذا لا تقوم الدولة بواجباتها ووضع لجان لمراقبة واقعها الانشائي؟ ولماذا لا تكون هناك تدريبات للمواطن في المدارس والجامعات والمؤسسات لمعرفة كيفية التصرف خلال حدوث الزلازل؟ وهل هذه المباني ستصمد امام واقع الزلازل؟ كلها اسئلة مطروحة امام المعنيين، خصوصاً أننا نواجه مشكلة كبيرة وعلى البلديات ان تفعل عملها لانشاء وحدات هندسية لمراقبة المباني واجراء مسح ميداني لها ضروري في هذه الحالة».

ثم تحدث عقل فقال: «ان المباني والمنشآت والطرقات معرضة كلها للكوارث في حال حصول زلازل في لبنان، وكما هو معلوم في العالم تؤخذ اكثر الاجراءات الوقائية في المباني الحكومية، المستشفيات، الدفاع المدني وعلى الطرقات المزدحمة للتمكن من الاسراع في الاسعاف».

وتابع: «صيانة المباني في لبنان غير موجودة للأسف، ففي الدول يتم التأكد سنوياً عبر لجان مسح من سلامة المباني وصلاحيتها للسكن، ولكن في لبنان تأتي التحقيقات في المرحلة الاولى والحصول على رخص بناء للطرقات وللمباني ولا تتم الرقابة خلال عملية الانشاء وحتى بعدها وكون البلد معرضاً بشكل جدي لوقوع الهزّات والزلازل فأخذ الحيطة والحذر أمر غير مقبول فقد مررنا بكارثة فسوح، والسؤال هل نحن على استعداد لإدارة كارثة بحجم زلزال؟ وهل تم التدريب المدني ما يكفي من اعتمادات واهتمام ليتمكن من القيام بواجبه في حال سقوط المباني وغيرها، ولكن للأسف فإن معدّات الدفاع المدني وتجهيزاته غير كافية، وإمكانية عناصره غير كافية، ولهذا نحن امام مشكلة كبرى، وبكل بساطة ستتعقد الامور لأننا غير محضرين لحماية المباني من الانهيار، وعدم القدرة عل ادارة الكارثة في حال وقوعها نتيجة عدم التدريب والتخطيط لذلك ولا ننكر الجهود المبذولة في هذا الاطار، إذ يوجد نحو 16 ألفاً و260 مبنى في دائرة التهديد بالسقوط في الوقت نفسه في حال حصول أيّ هزّة قوية».

ثم دار حوار مع الصحافيين تطرق إلى افتتاح وزارة الصحة مركزاً لإدارة الكوارث، وطلب إقامة مناورة كبيرة لأحداث متعددة وكيفية تعاون كل المؤسسات العامة والخاصة في احتواء هذا الامر واستيعابه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى