كرامي: اشتهى لو كان شابّاً ليقاتل «إسرائيل» على الجبهة ولن ننسى ولن نسامح قتلة الرشيد
أحيا الوزير السابق فيصل كرامي الذكرى الأولى لرحيل والده الرئيس عمر كرامي بحفل في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، حضره النائب أسطفان الدويهي ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الوزير محمد المشنوق ممثّلاً رئيس الحكومة تمام سلام، النائب السابق إميل إميل لحود ممثّلاً الرئيس إميل لحود، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ، عميد القضاء عصام بيطار وعميد التربية والشباب عبد الباسط عباس والمندوب السياسي في الشمال زهير الحكم، وعضو المجلس القومي وليد العازار. الوزيرة أليس شبطيني ممثّلة الرئيس ميشال سليمان، النائب سامر سعادة ممثّلاً الرئيس أمين الجميّل، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب قاسم عبد العزيز ممثّلاً الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، رفعت بدوي ممثّلاً الرئيس سليم الحص، النائب العام لأبرشية طرابلس المارونية الخورأسقف بطرس جبور ممثّلاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، مُفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الوزيران بطرس حرب وجبران باسيل، طوني فرنجية ممثّلاً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، النائب السابق لرئيس مجلس النوّاب إيلي الفرزلي ونوّاب حاليون وسابقون، ووزراء سابقون.
وممثّلون عن الأحزاب والفصائل الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، ونقباء المهن الحرة، وحشد من أهالي طرابلس والشمال.
بعد آيٍ من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ألقى الفنان سمير شمص قصيدة بالمناسبة، ثم كانت كلمة لعريف الاحتفال المحامي عادل حلو.
بدوره، قال كرامي: « يا أهل عمر كرامي، يا أصدقاء ومحبّي عمر كرامي، يا مدينة عمر كرامي، يا وطن عمر كرامي، من كان مثل عمر كرامي يفارقنا جسداً، وهذا قضاء الله المحتوم، لكنّه وكما ترون بعد مضيّ عام على الغياب، يزداد حضوراً، يملأ المكان والزمان».
وتابع: «وصيّتك يا عمر، عروبتي عقيدتي، هكذا رباك عبد الحميد، ومن ثمّ الرشيد، وهكذا ربّيتموني أنت ورشيد وعبد الحميد، وإذا جاء زمان، وقد جاء، وصارت العروبة عقوبة، قلت هو غيم أسود، وبعد الغيم شمس لا تشيب. وصيّتك يا عمر، لبنان لبنان لبنان حتى النفس الأخير، هو الوطن الذي افتداه رشيد كرامي بحياته، فكافأته دولة هذا الوطن في الزمن الأسود بالعفو عن قاتله. وهو الوطن الذي ارتضى عمر كرامي لأجله كل المواجع والتضحيات. إنّه لبنان العربي الواحد الموحّد السيد المستقل، لبنان الكريم العزيز المنيع، لبنان الرّقيّ والحداثة، لبنان التسامح والتكافل، لبنان الحصانة والعقل والذكاء والعدالة، لبنان الأخلاق، وبلا هذا اللبنان، لا قيمة لشهادة ولا قيمة لتضحيات، ولا قيمة لوطن».
وأردف: « وصيّتك يا عمر، دم الرشيد. ودماؤنا ليست أغلى من دماء باقي الشهداء، لكن رشيد كرامي الذي قاوم العنف والدم والاقتتال الأهلي بسلاح الموقف وبهيبة الشرعية والوطنية، اغتالوه غدراً وقصدهم اغتيال لبنان، ثم اغتالوه مرة ثانية حين فرّطوا بدمه وأخرجوا قاتله من السجن بعفو غير دستوري يضرب هيبة القضاء والدولة والمؤسسات. ونحن، وكما أوصيتنا يا عمر، لم نسامح ولن ننسى. ولن يستقيم إنقاذ لبنان إلّا بإعادة الاعتبار للقضاء والعدالة، ودماء الشهداء».
وخاطب كرامي الحضور قائلاً: «دعوني أصارحكم، أنا الذي رافقت عمر كرامي كظلّه طوال مسيرته السياسية، لم أره يوماً متفائلاً منشرح الصدر مرفوع الرأس تقفز الفرحة من عينيه، سوى في محطات انتصارات المقاومة على «إسرائيل»، سواء في لبنان أو في فلسطين. لقد منحته إنجازات المقاومة في وجه العدو الأوحد للعرب الكثير من العزاء والأمل، ولم يعد خافياً على أحد أنّه اشتهى يوماً لو كان شابّاً لكي يذهب إلى حيث يجب أن يكون، على جبهة القتال ضدّ إسرائيل».
وتابع: «لقد كان رجل دولة يؤمن بلبنان القانون والمؤسسات، وسعى خلال حكومته الأولى إلى انتشال لبنان من رذائل وذيول الحروب الأهلية، ووضع الأسس السليمة لبناء دولة العدالة والحداثة، ولكن التيار الإقليمي والدولي لم يكن ضمن مشاريعه إنشاء دولة في لبنان، بل تأسيس شركة مذهبية لم تجلب لنا سوى الويلات، حتى أنّنا صرنا نترحّم على أيام الحرب».
وأكّد أنّ كرامي «كان ضنيناً بالتفريط بنقطة دم واحدة في الحروب العبثية، ولكن ما تمّ رسمه للبنان هو هدر دماء الناس وأرزاقهم وأحلامهم في أكثر الحروب الداخلية عبثية ومجانية. وكان رجل حوار بامتياز، ومن سخرية الأقدار أنّه رأى بعينيه قبل الرحيل، كيف صار الحوار ليس لحفظ الوطن، بل لحفظ مصالح القابضين على الوطن»، مشدّداً على أنّه لم يستسلم إلى اليأس، وأوصانا بأنّ النضال كان قضية نبيلة، واليوم صار قضية مقدسة، لأنّ على الأجيال أن تستعيد الدور والمكانة والكرامة».