يوم الميلاد
سلام للياسمين الذي يحتدق
إنه يحتدق تحت شموع المذلّة
إنهم يتوسّدون الياسمين راحةً
عطاءً
أما أنا فأنتظره يحتدق لماذا؟
للذلّ
من ينتظر الياسمين يحتدق!!
الناس كلّهم أبرياء
أعياد الميلاد أصبحت خوذة مبتلّة لليالي السكر المزمن
وكلّ يوم يلائمه الميلاد
لكنّ يومي ضائع
أسود بعتمته
وأبيض بسروره
وسروري هو أنت
أنت يا أيها الذي لا أستطيع أن أنطق اسمك اليوم
أما غداً
فالسعف يذبل
العيون تدمع
ودواليب الموت تذوب
ومن يبقى؟
هو الضائع الضائع أنا
للخبز
لجسور النائمين من السكر
إلى الشموع التي سلّمت وقتها للإضاءة
ونامت هي الأخرى
لريحانة الياسمين التي احتدقت
إلى الكؤوس التي فرغت
إلى لوحة يختطّ عليها اسمي من دون جدوى
وتبقى «وحيدة خليل» على الحلبة تلوح بسطور سماوية
دمية للدنيا
ابتذال حقاً وما يلاحقه
خضرة لعصير اللوز
وجبال الأمة العالية
لعاقلات العصر وما يستحقنّ
لذات للآه لا تسوّى والأمنيات الصعبة
للوم الناس للبكاء ليوم الزفاف
والحزن الممزّق
لشمعتي الأخيرة التي لا تنطفئ
وأنا الذي تحمّلت وميضها
لا على الدفء فقط
إنما ليوم النزهة
ليوم الدهشة
إنها الأيام الأخيرة والنبات أبيض كالثلج
أخذو يطوفون الكعبة
فأين كعبتي أنا
أرجلي تحوي كعوباً فإذا الصبر ابتلاها أهجرها
ولكن وحشة الغربة تسرّ المغتربين وتلوّح لهم
أمّا من يحسّ الوحشة فهو غريب ينادي
جرس يدقّ في كنيسةٍ مهجورة
حارس يحرس الثرى
يضرب النوم ويبتعد
يجيبه الأحباب
إن للتراب ثواباً من يحبه ينتاب ويذهل
عندما أطلب منه الترقيع لجوارحي وأموت
ومَن يضعني في قبري؟
لا أعتقد أنّ أحداً قريب
إنّ الأقارب كلهم هم التراب الممزّق
رغم عجينته التي اتصفت بروح القرابة
ورهنة الواقع
مازن الحميد