صدمة وذهول في كيان العدو… ومشعل يناشد العرب

شكل رد المقاومة الفلسطينية على العدوان «الإسرائيلي» مفاجأة تلامس حدود الذهول والصدمة في كيان العدو، خصوصاً من العمق الذي بلغته صواريخ المقاومة، من منطقة غوش دان إلى الخضيرة، وتل ابيب ومفاعل ديمونا، وهي مفاجأة تجاوزت كل توقعات العدو إزاء قدرات المقاومة، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».

إذاً، من تل أبيب إلى الخضيرة والقدس وإلى بئر السبع رسمت المقاومة الفلسطينية خريطة الرد على العدوان «الإسرائيلي»، هذا بلغة الصواريخ. أما بلغة المواجهة المباشرة، فقد سجلت المقاومة خرقاً أمنياً عسكرياً عبر عملية كومندوس بحرية خاصة نفذتها كتائب القسام بهجومها على قاعدة زيكيم البحرية على شواطئ عسقلان.

وهكذا فـ»التوالي السريع للمفاجآت التي أعدتها المقاومة الفلسطينية يشير الى أن وسط «إسرائيل» دخل إلى معادلة الردع، وأنه رغم تهديدات قادة العدو وأوامره بتصعيد العدوان، فإن المقاومة الفلسطينية وفقاً لتقديرات مسؤولين أمنيين «إسرائيليين»، «ماضية في إعداد المزيد من المفاجآت للجيش «الإسرائيلي» وقادته».

المقاومة تقصف ديمونا

وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أعلنت أمس، عن قصف مدينة «تل أبيب» بصاروخي براق 70، وقاعدة هلافيم العسكرية قرب الخليل بصاروخ من النوع نفسه، في إطار معركة «البنيان المرصوص» التي أطلقتها رداً على العدوان الصهيوني.

وقالت سرايا القدس ان الوحدة الصاروخية التابعة لها تمكنت عصر الأربعاء من قصف مدينة «تل أبيب» المحتلة بصاروخ براق 70، ودوت صفارات الإنذار بالمدينة وهرب المستوطنون إلى الملاجئ، واعترفت المصادر الصهيونية بسقوط الصاروخ بجوار مبنى سكني داخل مدينة «حولون» قرب مدينة «تل أبيب» ، وأسفر ذلك عن وقوع 12 اصابة في صفوف الصهاينة.

وعاودت سرايا القدس مساء أمس قصف مدينة تل أبيب المحتلة بصاروخ براق 70، وقاعدة هلافيم قرب مدينة الخليل بالضفة المحتلة بصاروخ من الطراز نفسه. وقد أجبرت صواريخُ المقاومة واشنطن على اقفالِ سفارتِها في تل ابيب. خصوصاً وقد اعترف العدو بأن صواريخ غزة إيرانية وسورية الصنع.

وجاء رد المقاومة الصاروخي بعدما فاق عدد الشهداء الفلسطينيين جراء 53 شهيداً، والجرحى بالمئات، في حين واصلت «إسرائيل» غاراتها على قطاع غزة مستهدفة منازل المواطنين ومواقع المقاومة وسط صمت عربي. وأعلنت أنها ألقت أكثر من 400 طن من المتفجرات فيما لوحت باجتياح بري هو اليوم محط داخلي بشأن جدواه وأثمانه.

مواقف

وفي المواقف، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل جميع الفصائل الفلسطينية ان تنسق جهودها وتكون معاً في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان. واعتبر أن المقاومة الفلسطينية لديها عقل مبدع وارادة حديدية طالباً «الصمود في وجه العدوان الذي يتحمل مسؤوليته العدو الصهيوني».

وقال في خطاب تلفزيوني: «الشعب الفلسطيني اعطى فرص عديدة للمبادرات الدولية والعربية ولم يبق امامنا الا الدفاع عن انفسنا». وأضاف: «اقول للاسرائيليين اجبروا قيادتكم على وقف العدوان… من يتحمل مسؤولية اختبائكم في الملاجئ هو نتنياهو وحكومته… نحن لم نسع للتصعيد وهذا عدوان فرضه نتنياهو علينا فليوقف عدوانه اولاً». وتابع: «من يطالبنا بالتهدئة مقابل التهدئة نقول له يجب العودة الى الاساس والضغط على نتنياهو لوقف العدوان».

مشعل اعتبر أنه كان لا بد للمقاومة ان ترد على العدوان «الاسرائيلي» والتصعيد، مشيراً إلى أن نتنياهو صعد عدوانه على غزة بعد الضفة وبعد التنكيل بابناء اراضي الثمانية والاربعين.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وأن خطف المستوطنين الثلاثة هو بعض الغضب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الاسرى في سجون الاحتلال انتفضوا ضد سياسة القمع ونتنياهو تجاهل انتفاضتهم ايضاً.

واعتبر أن «نتنياهو أعلن الحرب على حكومة المصالحة وشدد الحصار على غزة واستمر في سياسة تجويع غزة واهلها، وأنه أدار ظهره للعالم ولم يكترث إلا لحكومته، حكومة المستوطنين، وهو يرتكب جرائم وارهاب بحق الشعب الفلسطيني».

وارتكبت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، سلسلة جرائم لعل أبرزها قصف منزل آل كوارع في خان يونس، الذي أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص وجرح 25 آخرين.

فيما سقط خمسة شهداء بينهم قائد وحدة الكومندوس في كتائب القسام في غارة استهدفت سيارتهم على دوار الشعبية وسط مدينة غزة.

وأعلن الجيش «الإسرائيلي» مهاجمة 160 هدفاً في قطاع غزة خلال الليل.

فشل القبة الحديدية

في المقابل، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن «إحصائية إطلاق الصواريخ من غزة في اليوم الأول من حملة الجرف الصلب وصلت إلى 117 صاروخاً». وأشار إلى أن القبة الحديدية تمكنت فقط من اعتراض 29 صاروخاً. فيما نفذ الجيش «الإسرائيلي» 234 هجوماً. ولفت الموقع إلى أن الصاروخ الذي اكتشفت الشرطة «الإسرائيلية» آثاره في الخضيرة مثَّل مفاجأة تجاوزت كل التوقعات «الإسرائيلية» إزاء قدرات حماس، وبخاصة أنه سقط على مسافة 110 كيلومترات عن قطاع غزة، ولم يسبق سقوطه إطلاق أي صفارة إنذار.

العدو لا يملك خطة

ويقول أحد المحللين «الإسرائيليين»: «إن لدى حماس خطة واستراتيجية، في حين أن «إسرائيل» لا تملك ذلك. هذا ما يحصل تحديداً. «إسرائيل» لا تعرف حقاً إلى أين هي ذاهبة في هذه العملية وهنا تكمن المشكلة».

وقبل أن يتمكن الجيش «الاسرائيلي» من تحقيق أوامر نتنياهو بتصعيد العدوان على قطاع غزة، جاء الرد الصاروخي للمقاومة الفلسطينية ما استدعى عقد جلسة أخرى للمجلس الوزاري المصغر. وبحسب محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة فإن قدرات «إسرائيل» على سلب حماس قدراتها الجوهرية محدودة» مضيفاً: «ما نراه هنا تصعيد آخذ بالتفاقم».

وكما وصفت «هآرتس» فإن سلسلة مفاجآت للمقاومة الفلسطينية، «لم تتوقف عند هذا الحد، فمن تفجير النفق في كرم أبو سالم الى الهجوم على على شاطئ زيكيم، يبدو أن المقاومة ترمي إلى تشويش العمليات «الإسرائيلية»، وتسجيل إنجازات معنوية.

وتوقع معلق آخر «أن تتسلل حماس عبر البر والبحر» مضيفاً: «لقد رأينا التسلل عبر البر من طريق تفجير نفق تحت مستوطنة كرم أبو سالم، وهذا كان خيار دخول أول، وهناك خيار آخر عبر البحر وقد استخدمته حماس عبر تنفيذ عملية في زيكيم».

أما «انهمار الصورايخ على منطقة تل أبيب وغوش دان فجعل قرابة ثلاثة ملايين «إسرائيلي» يختبرون الركض السريع الى الملاجئ والأماكن المحصنة مع كل صفارة إنذار كانت تطلق هناك»، والتعبير لصحيفة «هآرتس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى