تلفزيون لبنان
بنود الاتفاق الإيراني الدولي، قيد التنفيذ، بما تضمنته من رفع للعقوبات الأميركية الاقتصادية ضدّ إيران، وبما عناه الاتفاق في صياغته الأميركية التفصيلية، من تشريعٍ لاستيراد الكافيار والسجاد العجميين، وصولاً إلى استيراد الطائرات المدنية الإيرانية، وفق قرار وزارة الخزانة الأميركية.
وأوحت الساعات الأولى من التنفيذ، أنّ إدارة أوباما تعتمد سياسة القطبة قطبة، على غرار الدبلوماسية الإيرانية الطويلة النفس المعروفة. فما أن أقلعت الطائرة السويسرية من طهران التي أقلّت الأميركيين المُفرَج عنهم، حتى أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أحد عشر شركة وشخصاً، لتقديمهم دعماً لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وفي الاستنتاجات، قرأ الرئيس الأميركي بارك أوباما، أنّ المقاطعة الدبلوماسية لإيران لم تخدم مصالح الولايات المتحدة، قائلاً إنّه ما زال يقف بحزم ضدّ تهديدات إيران لـ«إسرائيل» ودول أخرى بالمنطقة.
أمّا الرئيس الإيراني حسن روحاني، فأكّد أنّ الاتفاق النووي الذي أُبرِم بين إيران والقوى العالمية الست، يمكن استخدامه نموذجاً لحل المشاكل الإقليمية. وهو ما ترجمته سلطنة عمان بالإعلان تعقيباً على الاتفاق بأنّ شبح الحروب قد اختفى.
وبانتظار أن تنسحب المصالحات الدولية – الإقليمية على دول المنطقة، بقي الوضع الداخلي أسير تعطيل الانتخاب والتشريع. وعلى المسار الحكومي، محطة للرئيس تمام سلام في سويسرا يوم الأربعاء، على أن تكون هناك بعد ذلك جلسة لمجلس الوزراء، انطلاقاً من التشديد على الجلسات المتلاحقة لما فيه فائدة للناس والبلاد.
واليوم شهدت بيروت اجتماعاً للاتحاد البرلماني العربي في ساحة النجمة، تناول توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب.
وفي الأمن، توالت الاعتصامات احتجاجاً على إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة. وبرز سجال بين عائلة الموقوف النائب السابق حسن يعقوب ومستشار الرئيس برّي، أحمد بعلبكي. فيما أفضى اجتماع مستشاري الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق في سجن رومية، مع لجنة الموقوفين الإسلاميين في المبنى «ب»، إلى الاتفاق على تعليق الإضراب مؤقتاً، إفساحاً في المجال أمام جهود الوزيرين لمعالجة الملف، وفق ما ذكر البيان الصادر عن مكتب الوزير ريفي.
«أن بي أن»
دفع الاتفاق النووي إيران إلى الصدارة. ارتياح في طهران، وقلق في «تل أبيب».
الاتفاق جرّ معه تداعيات إيجابية فورية سياسية واقتصادية، وأعاد للجمهورية الإسلامية حقّها في الريادة على مستوى العالم. ثبّتت إيران انتصار شعبها، ورسّخت نتائج الصمود، وترجمت القدرات الدفاعية والسياسية، وقدّمت نموذجاً دبلوماسياً لحل المشكلات الإقليمية.
إيجابيات الاتفاق تترجمها الأسواق في الجمهورية الإسلامية، التي تستعد لوصول الأموال التي جُمّدت، والاستثمارات التي تعطّلت بفعل العقوبات.
أول الدفعات ستكون ديون طهران في ذمّة الأميركيين، مليارات واستثمارات.
الرئيس الإيراني فتح الباب للشركات الأميركية والصينية، وكشف عن إعلان مئة وخمسين شركة رغبتها في الاستثمار في إيران. من هنا جاء وصف الرئيس روحاني اليوم بالتاريخي والاستثنائي بالنسبة للشعب الإيراني، فمدّ يد الصداقة لشعوب العالم، وأول الواصلين إلى طهران الأسبوع المقبل سيكون الرئيس الصيني، العملاق الاقتصادي العالمي، حاملاً معه مشاريع اقتصادية ضخمة، ومحاولة سياسية لتقريب المسافات بين السعودية وإيران.
في الولايات المتحدة ترحيب بالاتفاق، وتحضير لعقد اتفاقات أوسع مع إيران. والرئيس باراك أوباما قدّم موجزاً عن دبلوماسية أنجزت اتفاقاً بعدما عجزت مقاطعة إيران عن خدمة مصالح الأميركيين.
تطوّرات دولية سريعة تحمل معها أمير قطر إلى موسكو غداً اليوم للقاء الرئيس الروسي، انطلاقاً من وجوب التعاون حول ملفّين: الطاقة أي الغاز، والسياسية.
فماذا ستحمل معها المستجدات الإقليمية من مفاجآت؟ ومتى؟
الأجوبة رهن الأشهر القليلة المقبلة.
«المنار»
على أبواب الذكرى 37 لانتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني قدّس سره، تنشّقت إيران هواء النصر مجدّداً، النصر المجيد الذي يكرّس الجمهورية الإسلامية رقماً صعباً داخل نادي المؤثرين الأصيلين في حركة السياسة والاقتصاد حول العالم.
وعلى طابخي السمّ في المنطقة، جاء الردّ الإيراني السريع، بدأنا منذ اليوم زيادة انتاجنا النفطي، أعلن الرئيس الشيخ حسن روحاني، مطمئناً الإيرانيين إلى أنّهم سيدخلون أسواق العالم ونواديه العلمية والمالية من أبوابها الواسعة وبكل حرية.
تردّدات الاتفاق النووي ستضرب طويلاً في غير مكان من العالم. كيان الاحتلال لا يقدر على لملمة الخيبة وإسكات إعلامه. وبعض الخليج الهابط سياسياً هبطت بورصاته بشكل لافت إنذاراً بمرحلة طويلة من الاهتزاز الذي أسّسته مغامرات طائشة وسياسات خاطئة في المنطقة.
وبعلم المعادلات تتكشّف الحقائق، البعض أراد محاصرة إيران بخفض سعر النفط، واليوم ها هي صناديق إيران تفتح أمام ملياراتها العائدة في نفس تاريخ هروب الشاه البهلوي من قبضة الثوار عام 1979، بعدما هرّب المليارات نفسها إلى مصارف حلفائه الغربيين.
«ام تي في»
خرج ميشال سماحة من السجن، فمن يُخرج القضاء من وراء قضبان المحسوبية التي وضع نفسه فيها؟
السؤال لا تجيب عنه هذه الطبقة من المطبقين على العدالة طبعاً، لذا فإنّ الكرة هي في ملعب بعض النزيهين من مُتعاطي الشأن العام، وفي ملعب كل اللبنانيين. ولمن يعتقد أنّ هناك تجنّياً على سماحة عندما يوصف بالمجرم، فإنّ الـ»أم تي في» ستعرض شريطاً جديداً خلال النشرة يُدلي فيه سماحة باعترافاته وبما ارتكبه بكامل وعيه، وبلا ضغوط.
وفيما لبنان يتخبّط في نفاياته وفي بحثه العقيم عن تسيير عجلة الدولة بلا عجلات ولا سائق، سُجّلت نقطة ضوء تمثّلت في إجراء «التيار الوطني الحر» انتخاباته الحزبية، ما يشكّل حافزاً لإجراء الانتخابات البلدية، بما هي الرابط الوحيد الباقي لجمهوريتنا بالديمقراطية.
إقليمياً، حقّقت إيران حلمها بدخول نادي الدول النووية، ما سيضعها ويضع الشرق الأوسط أمام اختبار خطر عنوانه كيف سيفسر الحلم الإيراني: كابوساً أم سلاماً في المنطقة؟ وأي ارتدادات له على لبنان؟
«او تي في»
اشتاق اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع. نسف حكّامهم حق الشعب، بسرقة صوته تحت حجج واهية، فكاد الشعب ينسى مظاهر الديمقراطية. اليوم أمس ، عاد المشهد بأبهى حلله، إذ قدّم «التيار الوطني الحر» نموذجاً ثلاثيّ الأبعاد: البعد الأول، مرتبط بحق الشعوب بتقرير مصيرها واختيار ممثّليها، وهو حق مشروع مقدّس، عصي على التلاعب فيه.
البعد الثاني وطني بامتياز، فالديمقراطية متاحة في لبنان، ونظام النسبية قابل للتنفيذ الآن بما يضمن حق الجميع في إيصال نوّابهم. أمّا الحجج الأمنية فساقطة، بدليل انتخابات اليوم أمس التي امتدّت من أقصى الشمال إلى الجنوب، وصولاً إلى البقاع، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود التي يتحصّنها الإرهاب «الداعشي»، فكانت أبلغ مقاومة لتكفير «داعش»، الديمقراطية.
أما البعد الثالث، فحزبي، من خلال تجربة فريدة، يشهدها لبنان للمرة الأولى: تنافس راق بين أهل البيت الواحد على مشاريع واضحة، في مشهد قلّ نظيره لبنانياً، فكان الصوت من القاعدة إلى رأس الهرم، لا بقرارات فوقية تُفرض فرضاً على قاعدة المؤيّدين والمحازبين.
«ال بي سي»
ما قبل الاتفاق النووي لن يكون كما بعده، وإيران المطوّقة اقتصادياً وعسكرياً لسنوات، ستخرق اقتصاد العالم عبر إعلانها الحاجة إلى استثمارات أجنبية تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسين مليار دولار، ترفع معدل نمو اقتصادها إلى ثمانية في المئة في العام 2016.
كلمات قليلة لخصّ من خلالها الرئيس حسن روحاني وضع بلاده الاقتصادي، وجعلها قِبلة أعين الدول الغربية التي ستتهافت إلى السوق الإيرانية، فاتحة معها أبواب التفاوض على الشؤون الدولية الكبرى التي تبدأ بسورية والعراق، ولا تنتهي بلبنان ورئاسته المعلقة.
وفيما تلعب إيران على وتر التسابق على سوقها المغلق لسنوات، يتخبّط لبنان تحت وطأة ضغوط غربية على المصارف وتحويلاتها ومعاملاتها، تحت غطاء تبييض الأموال وصولاً إلى مكافحة الإرهاب. ضغوط علمت الـ»أل بي سي آيه» أنّها استدعت لقاءً دعا إليه الرئيس نبيه برّي أمس اليوم ضمّ عدداً من النوّاب، وأدّى إلى تشكيل لجنة تجتمع غداً اليوم لوضع خطة تحرّك لمواجهة الضغوط المقبلة على اقتصاد لبنان ومصارفه.
تزامناً، تصدّر سؤالان كل الملفات، الأول: هل فعلاً كشفت الجهات الأمنية مخططاً لاستهداف طائرة «آير فرانس» في مطار رفيق الحريري الدولي؟ والثاني: ماذا قال ميشال سماحة للمحقّقين عند اعتقاله، وهل ستنعكس هذه الاعترافات على قرار محكمة التمييز العسكرية التي سبق واطّلعت على الشريط الذي سنعرضه الآن؟
«الجديد»
صبر يعقوب انتهى بشكله الحسن، وقرّرت العائلة نقل وجهة المعركة إلى حركة «أمل»، واتّهامها مباشرة بمنع مناصريها من التضامن مع قضية النائب السابق حسن يعقوب. لكن الحركة خرجت عن صمتها عبر إعلان مستشار الرئيس نبيه برّي أحمد بعلبكي، أنّ ما ورد هو افتراء، متحدّثاً عن خطف من أجل مال لا قضية، وهذا ما نفته العائلة.
إلى هنا تشعّب الملف الذي بات يحمل معطيات اقتربت من اللغز، بدءاً من خطف هنيبعل القذافي، ودور سورية في العبور، مروراً بالنساء العابرات على غير خط، وصولاً إلى المال والجهة التي طلبته.
على أنّ خيوط هذه الأسرار تتجمّع لدى شعبة المعلومات، التي لم تكن قد استفاقت بعد من السكتة الدماغية المتسبّب بها إطلاق سراح ميشال سماحة. وملف الوزير السابق الطليق غير الحر، سيتسبّب كما توقّعنا بتخلية سبيل كل من سمير جعجع وسعد الحريري من ترشيحات الأضداد. وطلائع المُخلى سبيلهم سيكون قائد «القوات اللبنانية» الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً بعد ظهر غد، اليوم . ومن المرجّح أن يُعلن في خلاله كلمته الأخيرة حيال ترشيحه العماد ميشال عون، بحيث رجّحت مصادر «القوات» أن يتّجه جعجع إلى صرف النظر عن الفكرة التي لم تتعدَّ المناورة، ليصبّ مؤتمره الصحفي على ملف ترشيح سماحة إلى المحاكمة أمام المجلس العدلي، وهو المجلس نفسه الذي ما وثق به قائد «القوات» عندما أصدر أحكامه ضدّه في التسعينيات من القرن الماضي.
رسول من «القوات» صعد إلى الرابية لإبلاغ عمادها ضرورة استكمال المباحثات من أجل تذليل بعض العراقيل التي برزت أمام الترشيح في الأيام الأخيرة. في وقت كانت الرابية وسائر المشرق البرتقالي، قد بلغت الانتخابات دفعة واحدة، حيث أجرى «التيار الوطني الحر» اليوم عملية ديمقراطية داخلية على أساس النسبية. صناديق وتنافس داخل البيت الواحد، في أرقى صورة مناطقية تعتمد نظاماً متطوراً مع الصوت التفضيلي. لكن شائبة واحدة وقفت أمام توصيف حضارية هذه التجربة، وهي أنّها بدأت بمبايعة رئيس التيار العام الماضي، ما دفع أمير التيار جبران باسيل إلى استنفار كل طاقته واتصالاته لتأمين عملية انتخابية تغسل عيوب تنصيبه على رئاسة الحزب البرتقالي.
ومع ذلك، فالتجربة نظيفة ومطلوبة داخل الأحزاب، علّها تؤسّس لعدوى بلدية على الأقل، في انتخابات أصبحت داهمة هذا الربيع، ولا يبدو على السلطة حتى اليوم، علامات فتح الصناديق.
وفي لبنان، النسبية مكروهة لدى السياسيين لكن الاستنساب عقيدة، فكل الأصوات التي خرجت تعلن رفضها حصار وتجويع مضايا، لم تستفزّها مجازر دير الزور. ما يقرب من ثلاثمئة قتيل بينهم أطفال ونساء، وما يربو على أربعمئة مخطوف، وإعدامات أمام الأهل، كلّه وقع في ساعة واحدة على أيدي تنظيم «داعش» المُضيّق عليه من حلب وضدّ طائفة سنية كريمة.
دموع فؤاد السنيورة لم تهطل في دير الزور، وأي من الناجين لم يطرق على كتفه باكياً. والنّخب المثقفة لم تكتب عن دير الزور. ربما صباح إيران هو من أبكى البكّائين، وسحب رصيد دموعهم، فليس سهلاً أن ينبلج فجر رفع العقوبات وتصبح طهران على خير.