صحافة عبريّة

قال الصحافي اليساري «الإسرائيلي» جدعون ليفي إن عمليات القتل اليومية التي تنفّذها القوات «الإسرائيلية» ضد الفلسطينيين، هي عمليات إعدام خارج إطار القانون.

وكتب ليفي مقالاً في صحيفة «هاآرتس» العبرية، عنوانه «نعم إعدامات… وإلا ماذا تكون؟». وقال: علينا تسمية الولد بِاسمه الحقيقي، «إسرائيل» تنفّذ إعدامات خارج القانون بشكل يومي تقريباً، وكل وصف آخر هو كذب، إن كانوا في السابق يناقشون تنفيذ حكم الإعدام بالمخرّبين، الآن ينفّذونه من دون قضاء ومن دون قانون. وإن كان في السابق أجروا نقاشاً حول تعليمات إطلاق النار، اليوم كل شيء بات واضحاً، إطلاق النار من أجل قتل فلسطيني لمجرد الشك فيه.

وأضاف ليفي: وزير الأمن الداخلي قالها علانية، كلّ منفّذ لن ينجو من أيّ عملية خطط لها. وإليه انضم السياسيون جميعاً من يائير إلى نفتالي بنيت، لم يوزّعوا من قبل مثل كلّ هذه القرارات بالقتل، ولم تكن اليد خفيفة على الزناد كما هي اليوم.

ويأتي مقال ليفي تأكيداً على تصريحات وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، التي قالت في أكثر من تصريح إن «إسرائيل» تنفّذ عمليات إعدام ضدّ الفلسطينيين من دون محاكمات، وطالبت بفتح تحقيق دولي في عمليات القتل ضدّ الفلسطينيين.

«تل أبيب»: حزب الله ليس ميليشيا

حذّرت مصادر أمنية، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في «تل أبيب»، من أنّ حزب الله قد لا يكتفي باستهداف «إسرائيل» انطلاقاً من الأراضي اللبنانية كتهديد قائم ومحتمل، إنما أيضاً انطلاقاً من الأراضي السورية، على حدّ تعبيرها.

وبحسب صحيفة «معاريف» العبرية، فإنّ خلاصة التقديرات الأخيرة في «تل أبيب»، التي عبّرت عنها أمس مصادر عسكرية رفيعة المستوى، أنّ كل ما يرد إلى الجيش السوري من سلاحٍ روسي، يصل في نهاية المطاف إلى حزب الله، فيما يتجاهل الروس ما يحصل، على حدّ قول المصادر عينها.

التحذير «الإسرائيلي» صدر أمس عن ضابط رفيع المستوى في البحرية «الإسرائيلية»، كشف عن جزء من التقديرات والمعلومات الاستخبارية التي تلاحق تعاظم القدرة العسكرية لدى حزب الله، انطلاقاً من الأراضي السورية وعبرها.

علاوة على ذلك، أشار الضابط في حديث إلى صحيفة «معاريف»، إلى أنّ صواريخ ياخونت الروسية بر ـ بحر الأكثر تطوراً، انتقلت بالفعل إلى حزب الله، وفرضية العمل لدى الجيش «الإسرائيلي» هي أنّ بإمكان الحزب استخدامها أيضاً من الأراضي السورية.

إضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة «الإسرائيلية» إنّ الضابط «الإسرائيلي» نفسه، شدّدّ على أنّ «إسرائيل» تواجه مروحة واسعة من التهديدات ضدّ ساحتها البحرية، سواء من حزب الله وسورية في الشمال، أو من قبل «داعش» وحركة حماس في الجنوب.

وبحسب الصحيفة، كانت «إسرائيل» في الماضي تخشى من هذه الصواريخ الموجودة في حوزة الجيش السوري، وباتت الآن تخشاها أكثر بعدما انتقلت إلى حزب الله، الذي يدرك جيداً أنّ ضرب الجبهة البحرية «الإسرائيلية» يعدّ إنجازاً كبيراً من ناحيته. وفي تفصيل التهديد، أشار الضابط إلى أنّ حزب الله يملك ترسانة صاروخية مع مروحة واسعة من المديات، وهو قادر على تهديد أي سفينة تخرج وتدخل من الموانئ «الإسرائيلية» وإليها.

وأوضحت المصادر العسكرية في «تل أبيب»، أنّهم في الجيش «الإسرائيلي» يتعاملون بجدّيةٍ مع هذا النوع من التهديدات، بدءاً من إطلاق صواريخ نحو منشأة استراتيجية في عرض البحر، مروراً بالتسلل إلى الأراضي «الإسرائيلية»، وصولاً للتسلل إلى الموانئ من تحت الماء، بهدف السيطرة على قطعة بحرية تابعة لـ«إسرائيل».

في السياق عينه، لفتت القناة الثانية العبرية في «التلفزيون الإسرائيلي» إلى أنّ الوضع قائم على النحو الآتي: كلّ ما يرد إلى الجيش السوري من سلاحٍ روسي، يتسّرب بشكلٍ عامٍ إلى ترسانة حزب الله من الوسائل القتالية، إلا أنّ الأكثر إقلاقاً أنّ الروس يدركون ويعلمون ما يجري، لكنّهم يشيحون بوجههم ويتجاهلون ذلك، على حدّ قول المصادر العسكرية التي تحدثت لـ«التلفزيون الإسرائيلي»، وطلبت عدم الكشف عن اسمها.

وفي سياق متصل، قال الباحث الأميركي مايكل نايتس، في دراسةٍ نشرها في الصحيفة الأميركية «فورين بوليسي»، أنّ حزب الله اللبناني ليس ميليشيا: فهو يملك صواريخ «زلزال 1» التي يصل مداها إلى «تل أبيب»، كما أنّه يملك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الموجّهة المتطورّة المضادّة للدروع والعبوات الناسفة الخارقة القادرة على اختراق أي دبابة «إسرائيلية».

كما أنّ إيران زودّته بصواريخ متطورة مضادّة للسفن من نوع «أس 802»، مع الإشارة إلى أنّ هذه الصواريخ عطّلت سفينة حربية «إسرائيلية» خلال الحرب «الإسرائيلية» على لبنان صيف 2006، كما زوّدته في الآونة الأخيرة بصواريخ مضادّة للسفن أكثر تطوراً بعد من نوع «ياخونت»، على حدّ تعبيره.

إلى ذلك، أكد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، الرئيس الحالي لمركز أبحاث الأمن القومي في «تل أبيب»، اللواء عاموس يدلين، ضرورة فهم تراتبية قائمة التهديدات التي تواجهها «إسرائيل» من قبل أعدائها، واضعاً في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، حزب الله في مقدّمة سلم التهديدات، يليه في المرتبة الثانية إيران، ثمّ حركة حماس، وتنظيم «داعش» في المرتبة الأخيرة.

وبحسب يدلين، لا يقاس التهديد فقط من جهة حجمه، إنما أيضاً من ناحية قدرة العدو على إعادة ترميم قدراته في حال استهدافه، وهذا ما يتحقق في حالة حزب الله الذي يحظى بدعم دولة إقليمية عظمى، هي إيران، فيما يفتقر «داعش» إلى دعم مماثل، على حدّ قوله.

واعتبر ضابط «إسرائيلي» كبير أمس الإثنين، أن حزب الله حسّن قدراته العسكرية، خصوصاً الهجومية، بفضل التدخل الروسي المتزايد في الحرب الدائرة في سورية.

وقال القائد السابق لفرقة الجليل العسكرية في الجيش «الإسرائيلي» موني كاتس، في مقال كتبه مع الباحث نداف بولك، إنه للمرّة الأولى في تاريخ حزب الله، يقوم الحزب بتنفيذ اجتياح هجومي في إطار القتال الذي يخوضه في سورية.

وأضاف الكاتبان، اللذان نشر مقالهما في موقع «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط» الإلكتروني، أن الوجود العسكري الروسي المتزايد، سيعزّز خبرة حزب الله ويمنحه القدرة على استخلاص دروس ذات قيمة عالية للمواجهات العسكرية المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى