سليمان لـ«فارس»: جبهات حلب وإدلب ستفكّ الطوق عن «كفريا والفوعة» و «نُبُّل والزهراء»
أكّد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري يحيى سليمان أنّ العمليات العسكرية التي يشنّها الجيش السوري في مناطق حلب بالتعاون مع القوات الحليفة هناك، قلبت الموازين الميدانية بشكلٍ واضح لمصلحة الجيش، خاصة في مناطق الريف الجنوبي لحلب، ومناطق الريف الشرقي للمحافظة نفسها.
وأكّد سليمان، أنّ «استعادة خان طومان من قِبل الجيش بالتعاون مع القوى المؤزارة له، سيمكّن من دخول الريف الجنوبي الغربي لمحافظة حلب في معادلة جديدة، تُفضي إلى أمرين أساسيين في المنطقة، الأول تأمين محيط حلب الجنوبي والغربي، والثاني عزل حلب عن إدلب عسكرياً، الأمر الذي يضع في حسابات الميليشيات المسلحة استحالة التواصل والإمداد، وبالتالي تُصبح عمليات الجيش في الريف الشرقي لإدلب متوالية قضم مناطق، بواقع أنّ إدلب باتت أمام مرحلة انعطافة عسكرية ستُغيّر من خارطة العمل الميداني والسياسي بآنٍ معاً».
وأوضح سليمان، أنّ «الميليشيات في إدلب ستنقسم بين عدّة جبهات، الأولى ستحاول من خلالها وقف تقدّم القوات السورية باتجاه العمق الإدلبي من الشرق نحو إسقاط الطوق عن قريتي «كفريا والفوعة»، والثانية من الجهة الغربية بدءاً من أقصى شمال ريف اللاذقية الشرقي، وانتهاءً بأقصى جنوب الريف الشرقي للّاذقية، كما أنّ العمليات في شمال حماة وجنوب إدلب ستأخذ زخماً كبيراً لاستعادة السيطرة على سهل الغاب، ومن ثمّ التقدم نحو جسر الشغور، المدينة التي تشهد الحضور الأكبر للميليشيات المسلحة، وخاصة للميليشيات التي تشكّل العناصر الأجنبية قوامها الأساسي».
وأكّد أنّ «الأكراد قرّروا الدخول في تنسيق مع الدولة السورية من بوّابة موسكو، ليكون الزخم الكبير في المرحلة القادمة لاستعادة السيطرة على طريق «حلب إعزاز الحدود التركية»، وبالتالي فكّ الطوق عن بلدتي نُبُّل والزهراء المحاصَرَتين من قِبل جبهة النصرة لأغراض سياسية تخدم المحور «التركي – القطري» بشكلٍ مباشر».
وختم سليمان حديثه بالإشارة إلى أنّ «جسر الشغور التي كان لها الزخم الإعلامي الكبير لدى الدول المعادية لسورية على اعتبار أنّ دخول الميليشيات إليها جعل العدّ التنازلي لانهيار الدولة السورية، هي نفسها المدينة التي ستكون عملية استعادة السيطرة عليها بداية العدّ التنازلي الحقيقي لنهاية الأزمة السورية».