طاغوت داعش ويهوه

نظام مارديني

من جديد غزة تحت مرمى النيران والقتل والتدمير، مثلما سورية والعراق تحت حدّ السيف والذبح، فبين جرائم اليهود في فلسطيننا المحتلة، وجرائم داعش ضد أبناء شعبنا في كل من سورية والعراق، وحدة إرهاب وإجرام.

ففي وقت يمارس داعش وأخواته، الذبح باسم الله وبتغطية خليجية وقحة وعاهرة، يستمر أبناء يهوه بهلوساتهم في الوعد الخرافي، مدعومين من المجتمع الدولي «الإنساني» بأن كيان العدو إنما يدافع عن نفسه أمام «إرهاب» المنظمات الفلسطينية، وإلا ما معنى هذا الصمت عن مذابح داعش وأخواته في كل من سورية والعراق، وجرائم الاحتلال في فلسطيننا الغالية؟

هذه الحرب الجديدة في فلسطيننا الحبيبة، لا تشكل رداً على فعل، كما تدعي حكومة العدو الإرهابية، بل هي جزء من عدوان شامل بدأ منذ أربعينات القرن الماضي ضد فلسطين من النهر إلى البحر، وها هي في عدوانها الشامل والجديد، الذي بدأ ضد الضفة الغربية، عندما استباحتها قوات الاحتلال بذريعة اختفاء ثلاثة مستوطنين ادعت أنهم خطفوا، وتوسعت في هجمتها المسعورة ضد قطاع غزة، متجاوزة كل ما له علاقة بحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي توفر الحماية للمدنيين إبان الحروب وتحت الاحتلال.

وعلى رغم همجية الاحتلال ووحشية نيرانه العمياء، إلا أن الحرب الجديدة تظهر مدى قلق هذا الكيان الاستيطاني من تداعيات ما يحدث في المنطقة والعالم من تطورات وتبدلات في موازين القوى الإقليمية والدولية، وتريد توجيه رسائل دفاعية أكثر منها هجومية… فالحرب على قطاع غزة هي جزء من حرب على شعبنا في فلسطين لكسر إرادته ومحاولة إجباره على مزيد من التنازلات.

كل ذلك والعالم بدوله ومنظماته «الديمقراطية» و«الإنسانية»، يغط في نوم عميق وتجاهل مقيت، إذ لم نسمع أي رد فعل يمكن أن يؤثر في مجرى الأحداث نحو وقف المجزرة اليهودية في قطاع غزة، وردود القول لا الفعل الباهتة من شأنها تشجيع الاحتلال على مزيد من الفظائع، بل ومنحه تأييداً ضمنياً للاستمرار في سلوكه الوحشي.

هذا عدوان يستهدف شعبنا الفلسطيني بكامله، وليس حركة أو فصيلاً بعينه، ويتطلب من كل القوى الفلسطينية أن تتوحد على المستويين السياسي والميداني اليوم، وليس غداً. فهذه هي اللحظة التي يجب أن تكون فاصلة بين مرحلة الخلافات الترفية والرؤى الضيقة، وبين ما يلزم تحقيقه في «سياق الوطنية الفلسطينية» لمواجهة حرب عدوانية كهذه، وأن تبدأ السلطة الفلسطينية خطوات عملية لقطع حوارها العقيم مع الاحتلال، وأن تتحرك لإطلاق القوى المقاومة من جهة، ولوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، من خلال الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية الداعمة لحقوقنا، من أجل وقف همجية الاحتلال وإنهاء العدوان.

شعبنا مدعو اليوم للوحدة لمواجهة طاغوت داعش ويهوه، في العراق وسورية وفلسطين المحتلة، خصوصاً أن هذا الطاغوت يلاقي دعماً من قوى دولية وإقليمية، والدعم الأكبر هو العربي ـ الخليجي لتمكين عناصر هذا الطاغوت من السيطرة على كل سورية الطبيعية، وما وقاحة رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل في مغازلة كيان العدو وإعلان استعداده للتوجه إلى مطار تل أبيب، إلا أنموذجاً صارخاً وواضحاً في معركتنا التي نخوضها ضد قوى الشر، وعلى رأسها الكيان الاستيطاني السرطاني في فلسطين المحتلة من جهة، ونظام آل سعود الذي أصبح وجوده ليس خطراً على بلادنا السورية فحسب، بل أيضاً على العالم، ومن يعش يرَ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى