خلافات حول تركيبة وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف
أعلنت الأمم المتحدة أنها لن توجه دعوة لحضور مفاوضات بين الحكومة السورية و«معارضات» الخارج المقررة في الـ25 من الشهر الحالي، لحين توصل الدول الكبرى إلى اتفاق بشأن تركيبة وفد المعارضة.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحافيين: «في هذه المرحلة… حين تصل الدول التي تقود عملية المجموعة الدولية لدعم سورية لتفاهم لتحديد من توجه لهم دعوات من المعارضة ستوجه الأمم المتحدة دعوات».
ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة: إن الأرجح على ما يبدو هو تأجيل المفاوضات التي ترعاها المنظمة الدولية.
بدوره أشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى وجود خلافات كبيرة حول تشكيلة وفد المعارضة.
وبحسب خريطة طريق اتفق عليها في فيينا في تشرين الثاني الماضي بمشاركة 17 دولة، بينها القوى الكبرى ودول أخرى مثل السعودية وإيران، فإن العملية السياسية ستبدأ بالاتفاق على وقف لإطلاق النار، ثم يجب تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت موافقتها المبدئية على المشاركة في مفاوضات جنيف، إلا أنها أعلنت أنها تريد قبل ذلك الاطلاع على تركيبة وفد المعارضة.
وفي السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن لا حديث في المحافل الدولية إرسال قوات برية أجنبية إلى سورية.
وفي مقابلة مع قناة «روسيا-24» أمس ذكر تشوركين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بنفسه يقول إنه «لا ينبغي أن تكون هناك أحذية على الأرض». أما بشأن وجود عناصر القوات الخاصة الأميركية فقال الدبلوماسي الروسي إن الحديث يدور عن عدد محدود من العسكريين المدربين، معرباً عن اعتقاده بعدم رغبة أي دولة غربية أو غيرها في إرسال قوات برية إلى سورية.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن تسوية الأزمة السورية ما زالت هدفاً بعيد المنال بالنسبة للمجتمع الدولي، وحذر من تداعيات الأزمة الأخيرة بين إيران والسعودية على التسوية السورية.
وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي عقده أمس: «قلت بوضوح إننا ما زلنا بعيدين عن الحل في سورية». وأردف قائلاً: «علينا أن نتحلى بحذر لكي لا تدفعنا أزمة العلاقات بين إيران والسعودية إلى الوراء».
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الهيئة العليا للمفاوضات السورية هي التي تحدد من سيمثل المعارضة في المفاوضات مع الحكومة السورية بحسب قوله.
وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض أمس إنه «لا يمكن لأي طرف أن يفرض على المعارضة من سيمثلها في المفاوضات مع الرئيس بشار الأسد».
وأضاف أن المحادثات السعودية الفرنسية تركزت على محاربة الإرهاب في المنطقة والعالم، وتناولت أيضاً التحالف الإسلامي العسكري الذي تم تشكيله أخيراً بقيادة الرياض.
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي ضرورة احترام ما خرج عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، معرباً عن أمله أن تُمثل أطياف ما يسمى بـ «المعارضة المعتدلة» كافة في مفاوضات جنيف، وأن تؤدي إلى «سورية حرة ذات سيادة يعيش فيها كل شخص بأمان».
كما تطرق فابيوس إلى المسألة الإيرانية، معرباً عن أمله بتنفيذ الاتفاق مع طهران، ومنعها من الحصول على السلاح النووي.
ميدانياً، دمر الطيران الحربي السوري آليات لـ «داعش» في قرية عياش في ريف دير الزور ومقرات وخطوط إمداد لهم في ريف حلب، فيما نفذت وحدات من الجيش عمليات دقيقة أسفرت عن تدمير 4 آليات ومقتل 16 إرهابيا على الأقل خلال عمليات نوعية في ريفي حماة وإدلب، وتدمير سيارة وتجمعات للتنظيمات الإرهابية في داعل ودرعا المحطة.
وفي التفاصيل، دمر سلاح الجو في الجيش العربي السوري اليوم أوكاراً ومقار لتنظيمي «داعش» و«النصرة» المدرجين على لائحة الإرهـاب الدوليـة فـي ريـف حمص.
وقال مصدر عسكري بأن «الطيران الحربي نفذ طلعات جوية على أوكار وتحركات إرهابيي تنظيم «داعش» شرق بلدة مهين وفي القريتين» الواقعة على أطراف البادية السورية جنوب شرق مدينة حمص بنحو 85كم.
وأكد المصدر أن الغارات أسفرت عن تدمير أسلحة وعتاد حربي للتنظيم التكفيري وآليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة.
وأضاف المصدر أن «الطيران الحربي دمر أوكاراً ومقار لإرهابيي تنظيم «النصرة» والمجموعات التكفيرية المنضوية تحت زعامته في تير معلة وغرب تلبيسة وأم شرشوح» شمال مدينة حمص بنحو 18كم.
وينتشر في ريف حمص الشمالي تنظيمات تكفيرية تنضوي تحت زعامة تنظيم «النصرة» الإرهابي منها «فيلق حمص» و«أحرار الشام» و«لواء خالد بن الوليد» و«كتائب الفاروق» وغيرها من التنظيمات الممولة من النظامين السعودي والقطري.