إبادة جماعية
معن بشوّر
بين دير الزور وديالى، وبين مضايا والفوعة وكفريا، وصولاً إلى اليمن وليبيا، مروراً بشمال سيناء، ترتسم معالم حرب إبادة تتعدّد أسبابها والموت واحد. هل يمكن ان يجد المرء مبرّراً واحداً لما يجري هنا وهناك؟
حين حذّرنا قبيل الحرب على العراق من أنّ فتنة كبرى تحاك ضدّ البلد الغالي، وعلى كلّ أبناء الأمة، أساء فهم موقفنا كثيرون، وحين حذرنا في بداية الحرب على سورية وفيها، ونبّهنا إلى أجندات مشبوهة تريد استغلال مطالب مشروعة أساء فهمنا آخرون، وحين حذرنا من مخاطر الناتو في ليبيا والتدخل الخارجي في اليمن انزعج البعض هنا والبعض هناك. وحين رفضنا استهداف الجيش والشرطة في مصر كمدخل لاستهداف الأمن القومي لمصر والأمة واجهنا البعض بأقسى التهم.
وفي لبنان، حين نبّهنا إلى مخاطر اصطفاف مذهبي وطائفي يلغي مبرّر وجود لبنان ذاته، انزعجت رؤوس حامية من هذا الفريق أو ذاك، حتى بتنا نرى أعداء الأمس حلفاء، فمتى نقتنع انّ أحداً لا يمكن أن يلغي مكوّناً سياسياً او اجتماعياً في الوطن، ومتى تبرد الرؤوس الحامية قبل أن تحترق البلاد وتباد العباد؟
دفء الشعر
قلما يجتمع شعراء وروائيون كعصام العبد الله، ومحمد علي شمس الدين، وشوقي بزيع، وعباس بيضون، وحسن داود، وجودت فخرالدين، وغسان مراد، وحسن العبد الله، وعلي العبد الله، ورشيد الضعيف، ورلى سبيتي، والعشرات غيرهم حول الشاعر الكبير محمد العبد الله، في دار الندوة يقرأون بعضاً من إبداعه الشعري والنثري لدقيقتين، مما جعل من إحدى أبرد أمسيات بيروت أكثرها دفئاً.
من قال إنّ الكلمات أقلّ اشتعالاً من الحطب، ومن قال إنّ الإبداع أقلّ دفئاً من كلّ وسائل التدفئة الحديثة، تلك تأتي إليك من الخارج فيما دفء الإبداع ينبعث من الداخل.