الراعي: لرئيس مدعوم من كل الكتل والشعب
أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي «أنّ الرئيس يجب أن يتمتّع بشخصيته وحكمته ودرايته وفهمه وتجرّده ومحبّته للمؤسسات، أمّا إذا لم يدعمه الشعب والكتل السياسية والنيابية فهو لا يستطيع التحرك والقيام بأي دور في مهامّه الدستورية».
كلام الراعي جاء قُبيل مغادرته بيروت إلى روما أمس ، في زيارة تستمر أياماً عدّة، يلتقي خلالها البابا فرنسيس، ويشارك في تدشين مذبح مار مارون في كاتدرائية فولينيو في إيطاليا يوم الأحد المقبل.
ورافق البطريرك راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، والمسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض.
وكان في وداعه في مطار بيروت وفد من المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، وضمّ عضوي المجلس ميشال متى وأنطوان رميا، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد ريشار حلو، إلياس صفير، وشخصيات.
وقال البطريرك الراعي في المطار عن تسارع المستجدات في لبنان بالنسبة للاستحقاق الرئاسي «كنّا وما نزال نطالب باستمرار وفي كل مناسبة ومن خلال اجتماعات المطارنة أو البطاركة بانتخاب رئيس، لأنّ البلد لا يمكن له أن يتابع مسيرته من دون رئيس للجمهورية. كرّرنا هذا المطلب إلى أن أتت مبادرتان على هذا الصعيد، فهلّلنا ونهلّل لهاتين المبادرتين، المبادرة الأولى كانت على صعيد ترشيح النائب سليمان فرنجية، من هنا نحن كنّا نطلب من كل الكتل السياسية والنيابية أن تنطلق من المبادرة بشقّيها، الشقّ المدعوم دولياً بأنّه يجب انتخاب رئيس لأنّه لا يمكن للبلد أن يستمر على ما هو عليه الآن، والشق الثاني يتعلّق بطرح اسم النائب فرنجية، ونحن كنّا دائماً ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى أن تجتمع وتأخذ المبادرة وتنتخب رئيساً، وأن يتداولوا باسم الشخص الذي يمكن الاتفاق عليه، وهذا لم يحصل حتى الآن للأسف».
أضاف «ثمّ أتتْ مبادرة أخرى جيدة تتعلّق بترشيح العماد ميشال عون من قِبل الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية، وكل اللبنانيين هلّلوا للقاء الذي تمّ بين العماد عون والدكتور جعجع، ولهذه المصالحة ولهذا التقارب، ومن جديد طُرح الموضوع، وعلى الكتل السياسية والنيابية أن تلتقي على طاولة لتناول كل هذه المبادرات للوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد، رئيس يجمع اللبنانيين لأنّه لا يصحّ في لبنان رئيس تحدٍّ، لكن يصحّ فيه رئيس مقبول يتمتّع بالحكمة والإدراك، ويحصل على ثقة الشعب به».
وردّاً على سؤال، قال: نحن نصلّي يومياً لذلك، حتى يكون الرئيس من صنع لبنان، ومقبول داخلياً وإقليمياً ودولياً».
وعمّا إذا كان يؤيّد ما قاله الرئيس نبيه برّي إنّه لا يكفي أن يتمّ ترشيح العماد عون من قبل الدكتور جعجع، إنّما هناك أمور أخرى مطلوبة لتأمين الاستحقاق الرئاسي في لبنان، قال الراعي «هذا ما أقوله أنا أيضاً، بمعنى أنّ انتخاب الرئيس هو شأن لبناني، والمسؤول عنه هو المجلس النيابي المؤلف من كل المكوّنات الدينية والسياسية في لبنان، لذلك لا يمكن لأحد فرض الإنسان على غيره».
وعن مدى صحة المعلومات عن لقاء مرتقب له في روما مع كل من الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية؟ وهل تؤكّدون عقد مثل هذه اللقاءات؟ أجاب «لقد التقيت النائب فرنجية منذ يومين، ولم يطلعني على نيّته السفر إلى إيطاليا، ولا علم لي بأنّه سيذهب إلى هناك حتى الآن، أمّا بالنسبة للرئيس الحريري فلا اتصال بيننا منذ حوالى الشهر».
وأكّد أنّه سيتناول موضوع الاستحقاق الرئاسي مع البابا. ورأى أنّ «الرئيس يجب أن يتمتّع بشخصيته وحكمته ودرايته وفهمه وتجرّده ومحبته للمؤسسات، أمّا إذا لم يدعمه الشعب والكتل السياسية والنيابية، فهو لا يستطيع التحرك والقيام بأي دور في مهامّه الدستورية».