شريعة قتل الأغيار مبادئ عامة للتسلية
بلال شرارة
الأسبوع الراهن محطة ترقب في الشرق الأوسط على وقع عمليات ميدانية في دير الزور وأرياف حلب واللاذقية سورياً وأطراف الأنبار عراقياً، وعمليات قنص جوي لأهداف داعشية في ليبيا.
إلا أنّ الوقائع تشير إلى أنّ تحالف الراغبين الجوي بقيادة الولايات المتحدة سيُعيد النظر في استراتيجية عمله العسكري في سورية والعراق على خلفية اجتماع باريس العسكري هذا الأسبوع الأربعاء لوزراء دفاع الولايات المتحدة، بريطانيا، استراليا، المانيا، هولندا، إيطاليا، وبالتأكيد فرنسا، في وقت بادرت فيه واشنطن إلى إرسال المزيد من الخبراء والقوات البرية إلى منطقة الحدود العراقية السورية وشنّ عمليات إبرار جوية. في هذا الوقت ورغم الإعلان الروسي عن تحرير 270 قرية سورية نحو 1000 كيلو متر مربع خلال 100 يوم من التدخل العسكري الروسي في سورية، إلا أنّ هذا الإعلان ترافق مع هجوم إغاثي لمساعدة السكان في المناطق المحرّرة.
وهكذا بين انعقاد أو عدم انعقاد اجتماع جنيف للمكونات السورية في 25 كانون الثاني، وبين إمكانية انعقاد أو استبعاد انعقاد اجتماع جنيف للمكوّنات اليمنية وتفجير المجموعات الإرهابية لأحد خطوط نقل النفط نحو ميناء عدن، وبين عجز الحكومة الليبية الانتقالية التي تكوّنت بعد اتفاق المكوّنات الليبية الرسمية عن وضع اليد على الأرض، وعملياً انتقال «داعش» إلى حالة الهجوم في المثلث النفطي الليبي. تمضي الأطراف المحلية والإقليمية والدولية في تجميع أوراقها استعداداً للمرحلة المقبلة، وبانتظار – ربما – المرحلة التطبيقية لاتفاق إيران مع دول 5 + 1 ونتائج المسعى الصيني للتهدئة بين الرياض وطهران على خلفية زيارة الرئيس الصيني للبلدين، ابتداء من أول من أمس الأربعاء 20/1 ، بانتظار ذلك يستمرّ الموت العربي الراهن خلال هذا الأسبوع، بل بقية الشهر الحالي في ثلاجة الانتظار؟
يبقى أنّ للموت طعماً آخر في فلسطين، حيث تستمرّ القيامة الشعبية من دون ترخيص رسمي من السلطة ومعارضتها وهناك في فلسطين استحدثت «إسرائيل» وسائل جديدة للموت تتجاوز القتل على الشبهة المقتول ربما يحمل سكيناً وإطلاق النار على راشقي الحجارة إلى القتل من أجل التسلية عبر قنص الجنود «الإسرائيليين» للمدنيين الفلسطينيين، وصولاً إلى آخر اختراعات رئيس حكومة العدو نتنياهو ضدّ صوت الأذان.
الدراسات «الإسرائيلية» نفسها تعترف أنّ الشبان الفلسطينيين الذين اعتقلوا على خلفية عمليات الدهس والطعن نفذوا عملياتهم ضدّ الجنود «الإسرائيليين» الذين يرمزون للاحتلال.
لا أحد يعرف أو يمكن أن يعرف أو يتكهّن متى ستحدث عملية الطعن أو الدهس أو الرشق الفلسطينية المقبلة للاحتلال، ولكن يمكننا أن نتكهّن بأنّ عمليات القتل بواسطة القنص الجوي أو البري والنسف والتجريف والاستيطان «الإسرائيلية» ستقع كلّ لحظة، وهي ربما وقعت أثناء كتابة أو قراءة هذا المقال.
ما أعرفه أنّ فلسطين في وادٍ ونحن بقية العرب في وادٍ آخر
تُرى متى نعود إلى أنفسنا؟