أنا الأقوى
أنت الذي كلّما هربت منه أهرب إليه، لم يعد لي سبيل للرجوع، فالطرق كلّها توصلني إليك… صرت الداء والدواء.
لم أخل يوماً أن الوصول إلى اللاأنت صعب إلى هذا الحد، ولم أعرف قط أنك أنت وأنني أنا، أننا ههنا نقاوم من دون جدوى.
أقاوم حباً لا أريد منه تعباً، وتقاوم أنت تعباً لا تريد منه حباً. لست أدري كيف أهرب من واقع لطالما صفعني، ولست أدري إن استطعت الهروب أيّ قدَر سألقى. تائهة أنا في بحر أنت من أرساني إلى شاطئه.
لم أكن يوماً أنتظر منك حبّاً، أنت الذي لطالما انتظر، أنت الذي لطالما سأل، أنت الذي اهتم.
أما اليوم، وبعدما فتحت لك باباً لطالما قرعته، صرت قوياً وفي الاستفزاز ضليعاً، صرت أنت الذي كنت أشكوه إليك، صرت العلّة التي لطالما قلت لك إنني أخافها.
ما عاد يعنيك ما بحت لك به، ما عدتَ أنت الذي كنت أشكو له همّ البشر. ما عدت أنت بعدما نلت المنتظر.
نلت قلباً لطالما تقرّب إليك، نلتَ منه بعد نيله.
نلت حباً كان حلماً ما ظننت أنت أنك ستعيشه يوماً.
واليوم، لا أعرف التاريخ لهذا اليوم، لا أريد أن يذكر التاريخ هذا اليوم، كلّ ما أريده، ممحاة تلغي كلّ ما مرّ، وقلماً يلوّن سواداً خيّم، ودماً يضخّ في داخلك أكثر، علّ دمك إن فار ووصل حدّ خديك، أرى احمراراً أفسّره أنا خجلاً.
أؤكد لقلبي أنك خجلت منه حين حاولت إبعاده بعدما متّ لتكون قريباً حدّ القلب.
لست أعلم إن كنت تعرف أنّني متأكدة من حبّك حتى إن نكرت. وأنك كلما نكرت، كلما زدتُ يقيناً أنك الأضعف وأنّني في حلبة الحبّ أنا الأقوى.
زلفا أبو قيس