أزهري: نستطيع مضاعفة إمكاناتنا إذا توفّر الاستقرار السياسي
أكد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك لبنان والمهجر سعد أزهري «أنّ القطاع المصرفي يلعب دوراً محورياً في حياتنا الاقتصادية، فهو المموّل الأول وأحياناً الوحيد للقطاعين الخاص والعام ويعمل باستمرار على توفير أحدث وأسهل الخدمات المصرفية والمالية لعملائه».
وقال أزهري خلال حفل الغداء السنوي الذي أقامته إدارة المصرف على شرف الإعلاميين في فندق «فور سيزن»: «برغم الظروف التشغيلية الحادة التي يمرّ بها، ما زال القطاع المصرفي يتمتع بمعدلات نمو معقولة وبأرباح معتدلة نتيجة خبرته ومهنيته الرفيعة، كما يساهم القطاع في تفعيل عجلة النمو الاقتصادي من خلال مشاركته في الرزمات التحفيزية التي أطلقها مصرف لبنان في السنوات الأربع الأخيرة والتي فاقت الـ 5 مليارات دولار ومن خلال مشاركته في دعم «اقتصاد المعرفة» عبر التزامات استثمارية في شركات التكنولوجيا الحديثة قاربت الـ 200 مليون دولار. ويراعي القطاع كل المعايير والقوانين الدولية، كما يتماشى مع الممارسات العالمية الفضلى كان آخرها تلك التي تتعلق بالتعميم الرقم 134 حول الشفافية في شروط التسليف، والتي تفرض على المصارف تثقيف العملاء وتزويدهم بالمعلومات المناسبة حول خصائص المنتجات ومنافعها والمخاطر المتأتية عنها».
وأضاف: «إنّ بنك لبنان والمهجر كان وسيبقى في طليعة المصارف اللبنانية ويجسّد بكل تواضع أبرز أداءات وإنجازات القطاع المصرفي. فثابر البنك في نموّه المتزن وربحيته المستدامة، حيث بلغت موجودات البنك حتى نهاية أيلول 2015 ما يقارب الـ 29 مليار دولار بزيادة 5.2 في المئة عن الفترة نفسها من العام 2014 ، وارتفعت الأرباح في الأشهر التسعة الأولى إلى 290 مليون دولار بزيادة 7.6 في المئة . كما حافظ البنك على موقع مالي متين تمثل بنسبة كفاية رأس المال بحسب معايير بازل 3 بلغت 17.8 في المئة ونسبة تغطية القروض المتعثرة بالمؤونات والضمانات العينية فاقت الـ 160 في المئة. وحقق البنك هذا الأداء الجيّد نتيجة أسباب عدة، أهمها كفاءة إدارته وموظفيه وصواب سياساته المحافظة والمتأنية ونجاح استراتيجيته في التوسع الخارجي والداخلي. ويعكس هذا الأداء الإجمالي للبنك خطوات حثيثة في مجال الشمولية المالية وتوصيل خدماته إلى مختلف شرائح المجتمع اللبناني. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد عملائه من المقترضين في صيرفة التجزئة في السنوات العشر الأخيرة من نحو 30 ألف عميل إلى 159 ألفاً، وارتفعت قروضه السكنية من 86 مليون دولار إلى أكثر من 1500 مليون، وقروضه للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من نحو 258 مليون دولار إلى 982 مليوناً، كما ازدادت قروضه المدعومة من 76 مليون دولار إلى ما يقارب الـ 1250 مليوناً. وعُزّزت هذه الخطوات بمبادرات مميّزة في مجالات المسؤولية الإجتماعية والإنسانية تضمنت البطاقة الرائدة «عطاء» التي ساهمت في نزع الألغام من أكثر من 228 ألف متر مربع من الأراضي اللبنانية، وبرنامج «بلوم شباب» الذي قام بالتوجيه التعليمي لأكثر من 200 ألف طالب وطالبة. وفي موازاة ذلك، لم ينسَ البنك تطوير ممارساته في حقل الحوكمة والإدارة الرشيدة من خلال قانون عصري ومتجدّد للحوكمة، كان من آخر نتائجه اختيار بنك لبنان والمهجر كأفضل الشركات المُدرجة على بورصة بيروت من حيث الشفافية المالية والإدارة الرشيدة بحسب الدراسة التي قامت بها مؤسسةCapital Concept «.
ولفت إلى أنّ بنك لبنان والمهجر «واظب كعادته على تحديث خدماته ومنتجاته السباقة في كل المجالات المصرفية والمالية. ونذكر من هذه الخدمات التي أطلقت حديثاً الصندوق الإستثماري في السوق العقاري الأوروبي بالتعاون مع المؤسسة العالمية «Quilvest» . كما أطلق البنك بطاقة دفع مُسبق مع شركة UBER للنقل والتكاسي وهي الأولى من نوعها في العالم. وعلى صعيد الخدمات الإلكترونية، أضاف البنك خدمة «Instant Check Cashing» التي تخو ل العميل إيداع وصرف الشكات عن طريق الـ ATM بسرعة وسلامة متناهية. كل هذا عزّز من الموقع الطليعي لبنك لبنان والمهجر بين المصارف اللبنانية ومن إنجازاته في نشر خدماته إلى عملائه من كل أطياف لبنان».
وختم أزهري: «إنني على يقين بأنّ هذه القدرات وغيرها في شتى القطاعات، يمكنها أن تضاعف إمكاناتها بمرات عديدة إذا توفّر الاستقرار السياسي أو إذا أعطي الاقتصاد الاهتمام الكافي في قرارات السياسيين، وأخذ في الحسبان التداعيات السلبية للسياسة على الإقتصاد. فكلنا نعاني من الضعف في النمو الاقتصادي ومن التدهور في مستويات المعيشة بسبب الانقسام السياسي، والذي نتمنى أن ينتهي في أسرع وقت ممكن حتى يستعيد الإقتصاد عافيته وديمومته. كما نتمنى على الصحافة أن تبرز باستمرار وموضوعية وبعيداً من كل الانتماءات الحزبية والمذهبية والمناطقية، أهمية الشأن الاقتصادي وما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في مختلف القطاعات نتيجة الخلافات السياسية في لبنان والمنطقة، والتأكيد على الحاجة الماسة للوفاق بين الأفرقاء اللبنانيين. وما هذا الدور إلا تعزيزاً للدور المحوري الذي تلعبه الصحافة دائماً كحامٍ ومسائل لمصالح الوطن ومستقبله».