ألمانيا: العثور على عائلة لاجئين متجمِّدة داخل شاحنة

قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس إنها واثقة جداً من أن الاتحاد سيسلم تركيا ثلاثة مليارات يورو تعهد بها في مقابل أن تكبح أنقرة تدفق المهاجرين على أوروبا.

وأضافت موغيريني في مؤتمر صحافي في أنقرة بعد اجتماعات مع مسؤولين أتراك «أنا واثقة تماما من أن المبلغ المقرر سيكون متاحاً في وقت مناسب جداً».

جاء ذلك في وقت قال يوهانس هان المفوض المسؤول عن توسعة الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يتابع عن كثب ما إذا كانت الإجراءات التركية تؤثر في التدفق القياسي للاجئين على أوروبا بعد التوصل لاتفاق حجمه ثلاثة مليارات دولار مع أنقرة لكبح التدفق.

وأضاف المسؤول الأوروبي في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع المسؤولين الأتراك إن تركيبة اللاجئين الذين يفرون عبر تركيا تغيرت حيث يمثل الآن السوريون الفارون من الحرب الأهلية أقل من 40 في المئة، بعد أن كان السوريون يمثلون أكبر مجموعة من المهاجرين في عام 2015.

وأشار هان الى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر حرية التعبير نقطة أساسية في مساعي تركيا للانضمام إلى الكتلة الأوروبية مع تزايد الانتقادات بأن الحكومة تكبح الانتقادات، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع تركيا في ما يتعلق بعملية سلام مع المقاتلين الأكراد بعد تأجج أعمال العنف في تموز.

في غضون ذلك، عثرت الشرطة الألمانية، على 10 لاجئين متجمدين من البرد بعد أن وضعهم مهربون في ثلاجة شاحنة كانت تنقل بضاعة من فرنسا إلى ألمانيا.

واستغل مهربون في العاصمة الفرنسية باريس غفلة سائق شاحنة ووضعوا عائلة لاجئين داخل ثلاجة شاحنة متجهة إلى ألمانيا، ما أدى إلى تجمدهم بعد بقائهم ساعات عدة داخل الثلاجة في درجة حرارة لم تزد عن ثلاث درجات مئوية.

ولم يتم اكتشاف أمر اللاجئين العشرة، وبينهم 5 أطفال تراوحت أعمارهم بين 8 أشهر و15 عاماً، إلا عند تفريغ محتويات الثلاجة بعد رحلة استغرقت 8 ساعات في مدينة كيمبن غربي ألمانيا.

وقالت الشرطة الألمانية إن اللاجئين العشرة كانوا متجمدين تماماً، مضيفة أن بينهم عراقي، ولكنها لم تكشف عن جنسيات الآخرين فيما من المتوقع أن يكونوا سوريين.

الى ذلك، أعلنت السلطات البريطانية، أنها ستستقبل أطفال المهاجرين الذين فروا من الحرب الدائرة في سورية، ولكن من دون ذويهم.

وقالت وزيرة التنمية الدولية، جاستين جرينينج، إن «الحكومة تدرس ما إذا كان بإمكانها بذل المزيد لمساعدة نحو ثلاثة آلاف طفل فروا من الصراع، من دون أسرهم، وهم الآن في أوروبا».

وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة أوشكت على الموافقة على دعوة من جماعات الإغاثة إلى استقبال الأطفال، قالت جرينينج «هذا ما نقوم به، وأعتقد هذا هو التصرف الصحيح».

وكان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قال في وقت سابق إن «بريطانيا ستقبل 20 ألف لاجئ على مدى السنوات الخمس المقبلة من مخيمات في الشرق الأوسط».

ويقول المنتقدون إن استجابة بريطانيا لأزمة المهاجرين كانت ضعيفة مقارنة مع ألمانيا التي استقبلت 1.1 مليون شخص من طالبي اللجوء العام الماضي، وكان ناشطون وأكثر من 80 أسقفا بالكنيسة البريطانية قد دعوا كاميرون لبذل مزيد من الجهد في هذا المجال.

وفي سياق متصل، اقترحت مسؤولة كبيرة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إقامة مراكز حدودية على حدود البلاد مع النمسا.

وحرصت جوليا كلوكنر زعيمة الحزب في ولاية راينلاند بلاتنيت على وصف اقتراحها «بالخطة إيه 2» وليس «الخطة بي» مضيفة أن مساعي المستشارة الألمانية للتوصل لحل أوروبي للتدفق الكبير لطالبي اللجوء على القارة الأوروبية لا تزال صحيحة.

ويسلط الاقتراح الذي يدعمه الأمين العام للحزب، الضوء على الاحباط في حزب ميركل إزاء بطء التقدم في التوصل لحل على نطاق الاتحاد الأوروبي لأزمة اللاجئين، التي تثقل كاهل البنية التحتية في كثير من البلديات بألمانيا.

وتدفق 1.1 مليون من طالبي اللجوء على ألمانيا العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى دعوات من مختلف الاتجاهات السياسية في البلاد لتغيير في تعامل ألمانيا مع عدد اللاجئين، الذين يتدفقون على أوروبا فراراً من الحرب والفقر في سوريا وأفغانستان وأماكن أخرى.

ويؤثر القلق المتزايد إزاء قدرة ألمانيا على التعامل مع تدفق اللاجئين والقلق إزاء الجريمة والأوضاع الأمنية بعد الاعتداءات، التي تعرضت لها نساء في رأس السنة في كولونيا، على التأييد لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشريكه في الائتلاف حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجرته صحيفة «فيلت ام زونتاج» تراجع التأييد لحزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي نقطتين مئويتين ليبلغ 36 في المئة في حين تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني نقطة مئوية ليبلغ 10 بالمئة، كما اكتسب الحزب الديمقراطي الاشتراكي شريك حزب ميركل في الائتلاف نقطة مئوية ليبلغ 25 في المئة.

وتقاوم ميركل الضغط من بعض المحافظين لكبح تدفق اللاجئين أو إغلاق حدود ألمانيا وتحاول بدلا من ذلك اقناع دول أوروبية أخرى بأخذ حصص من اللاجئين، وحثت على بناء مراكز استقبال على الحدود الخارجية لأوروبا وقادت حملة للاتحاد الأوروبي لإقناع تركيا بالحيلولة دون تدفق اللاجئين على أوروبا، إلا أن التقدم كان بطيئاً.

وقالت النمسا المجاورة الأسبوع الماضي إنها ستضع حداً لعدد اللاجئين الذين ستسمح بدخولهم هذا العام عند 37500، وقد تواجه زيادة هذا العدد خلال أشهر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى