تظاهرات حاشدة في مولدوفا تطالب بتخلي واشنطن وبروكسيل عن دعم الحكومة
احتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة المولدوفية كيشيناو مطالبين باستقالة الحكومة التي منحها البرلمان ثقته خلال ست دقائق وسط تغيب عدد من الوزراء الجدد.
وتبنت المعارضة المولدوفية في ختام الاعتصام الذي حشد آلاف المواطنين في الساحة المركزية في كيشيناو اليوم بياناً أعلنت فيه تأسيس مجلس إنقاذ وطني للخروج بالبلاد من أزمتها السياسية الخانقة.
وفي مقدمة المطالب التي نادى بها المحتجون، تخلي الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي عن دعم الحكومة المولدوفية الفاسدة.
وقال إيغور دودون، زعيم حزب «الاشتراكيين» في كلمة ألقاها في جموع مناصريه: «أريد في هذه المناسبة مخاطبة شركاء بلادنا الخارجيين، ومناشدتهم الكف عن دعم الأليجارشيين الذين يمسكون بالسلطة، وينهبون أموالنا. شعبنا ومنذ 25 سنة مضت على الاستقلال، استطاع وللمرة الأولى توحيد صفوفه في وجه الفساد واللصوص والسلطة المولدوفية المجرمة. الجميع الآن صاروا يداً بيد من دون أي فرق بين مولدوفي وجورجي وروسي وبلغاري، فنحن أقوياء بوحدتنا».
وتبنى أقطاب المعارضة على اختلاف مشاربها والممثلة بـ»حزب الاشتراكيين»، و»حزبنا» وحزب «الكرامة والحقيقة» بياناً طالبوا فيه بحل البرلمان والانتقال إلى الحكم الرئاسي وإجراء انتخابات رئاسية مباشرة في البلاد.
بدوره، دعا زعيم حركة «حزبنا» المعارضة ريناتو أوساتي إلى تشكيل محكمة خاصة تعمل على مقاضاة أقطاب السلطة الحالية. وأضاف: «نحن احتشدنا اليوم صفاً واحداً، وأفخر بأن أعدادنا هنا وصلت إلى عشرات الآلاف. لقد راجت في الأيام الأخيرة الكثير من الإشاعات حول أننا قررنا القيام بأعمال استفزازية والتحريض، فيما أننا لا نضمر في صدورنا إلا النوايا الحسنة. لا نريد شيئاً سوى إنقاذ بلادنا وخلاص مولدوفا من النظام الحاكم. لا بد من تشكيل محكمة خاصة تقاضي أقطاب السلطة الحالية. بلادنا في خطر».
وفي ختام التظاهرات، توجه آلاف المحتجين عبر الشارع المركزي في المدينة قاصدين مقر النيابة العامة، ومبنى المركز الوطني لمكافحة الفساد، فيما طوقت الشرطة معظم المباني الحكومية، ولم تسجل أي صدامات مع الشرطة، خلافاً ليوم الأربعاء الماضي الذي سجل عشرات الإصابات خلال صدامات بين المتظاهرين والشرطة.
من جهتها، أعلنت الشرطة أن زهاء 11 ألف شخص احتشدوا وسط كيشيناو، فيما يؤكد القائمون على الاحتجاجات أنها جمعت أكثر من 40 ألف شخص.
وناشدت السلطات نشطاء المعارضة والقائمين على تنظيم التظاهرات التقيد بالنظام العام ومنع وقوع أي صدامات لا تحمد عقباها.
وفي خطوة وقائية لتفادي الصدامات، ألغيت تظاهرة أخرى مؤيدة للحكومة الجديدة والبرلمان في واحدة من ساحات المدينة المركزية، كما اتخذت شرطة العاصمة إجراءات أمنية مشددة وسيرت الدوريات الراجلة وفرضت طوقاً أمنياً حول دار الحكومة والساحة المحاذية.
ولا تزال الاحتجاجات تعصف بالعاصمة المولدوفية منذ الأربعاء الماضي، حيث حشدت المعارضة آلاف المؤيدين لها لتعطيل عمل الغالبية البرلمانية التي التفت حول «الحزب الديمقراطي» بما يخدم الحيلولة دون تشكيل الحكومة برئاسة بافل فيليب.
فرغم الاحتجاجات والغضب الشعبي الكبير، منح البرلمان الثقة للحكومة الجديدة في غضون ست دقائق من دون أن يتاح لرئيسها ولو حتى الإعلان عن برنامجه أو خططه لإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية الخانقة.
وأدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية ليلاً وعلى عجل، فيما تغيب بعض أعضائها عن أداء القسم الأمر الذي أدهش المعارضة وأجج غضبها، وحمل حشود الموالين لها على اقتحام البرلمان، ما أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصاً خلال صدامات مع الشرطة التي كانت تطوق المبنى.