الشيخ لـ«فارس»: دمشق هي الطرف المرتاح ميدانياً وسياسياً بالذهاب إلى جنيف 3
أكّد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري محمد الشيخ أنّ العمليات العسكرية السورية بريف اللاذقية الشمالي تأخذ ملف إغلاق الحدود من الجهة الشمالية للّاذقية نحو الحسم، الأمر الذي دفع النظام التركي للتصريح على لسان رئيس حكومته أحمد داوود أوغلو بأنّ أنقرة تقبل بأي تسوية سياسية للأزمة السورية.
الشيخ أوضح أنّ المسار التصاعدي لمنجزات الجيش السوري ميدانياً، عزّز كثيراً من موقف الحكومة السورية على طاولة السياسة، وسيكون لجنيف 3 صبغة سياسية واضحة وإلّا لن يكون ثمّة أي حل سياسي في سورية، وأنّ محاولات النظام السعودي لعرقلة مسار جنيف 3 من خلال تسمية محمد علوش كبيراً للمفاوضين في الفريق، الخارج من رحم مؤتمر الرياض، يُتيح للحكومة السعودية تحقيق أحد هدفين أساسيين للنظام السعودي ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح الشيخ، أنّ الزج باسم المسؤول السياسي لميليشيا جيش الإسلام في جنيف 3، جاء بظنّ الرياض أنّها تحرج الحكومة السورية من خلال وضعها أمام خيارين، الأول يتمثّل بالقبول بوجود علوش على طاولة الحوار، وبالتالي تكون دمشق قد وافقت على رفع صفة الإرهاب عن ميليشيا جيش الإسلام، أو رفض هذا الأمر وبالتالي ستُتّهم دمشق بعرقلة المسار السياسي بما يُتيح للسعوديين أن يأخذ مسار تسليح الميليشيات العاملة في سورية نحو مرحلة تصعيدية.
وبيّن الباحث السوري، أنّ «دمشق تمتلك مفاتيح الميدان، وبالتالي سيخضع العالم لشروطها على طاولة السياسة، «فالمنطق يقول، إنّ القوي هو من يفرض شروطه، وبالتالي فإنّ دمشق المعزّزة بالمنجزات الميدانية، والوعي السياسي الواقعي من قِبل الحكومات الروسية والإيرانية والصينية بضرورات المرحلة القادمة في الشرق الأوسط عموماً، سيكون لديها الهامش الأكبر لطرح المشاريع السياسية انطلاقاً من الوطنية السورية، وليس من مراعاة المصالح الأميركية الهدامة للمنطقة».
وختم الشيخ حديثه بالتأكيد على أنّ «الحكومة السورية هي الطرف المرتاح في المرحلة الحالية، فمن جهة تقوم القوات العسكرية بإنهاء الوجود المسلح في الكثير من المناطق، ومن جهةٍ أخرى تعمل عبر الأقنية الدبلوماسية على هيكلة جنيف بما يتوافق مع الرؤية السورية الوطنية لحل الأزمة».