تحت لافتة «المساعدات الإنسانية» «معارضون» في خدمة «إسرائيل»
جاك يوسف خزمو
مع كل يوم يمرّ وكل أسبوع، تتعرّى «المعارضة السورية» الموالية للخارج أكثر فأكثر، إذ تُكشف روايات وقصص حول اتصالاتها وعلاقاتها بقادة «إسرائيل». هذه الروايات تؤكد أن «المعارضة» ليست وطنية، وأن أهدافها خطيرة وخبيثة، وأن «إسرائيل» متورطة في التآمر ضدّ سورية عبر هذه «المعارضة» وهي الجسر التي تدوس عليه «إسرائيل» لمحاولة الوصول إلى بعض أهدافها داخل سورية.
وأبرز تلك الروايات المعلنة تهريب عائلة يهودية من سورية، وقد وصل اثنان من أفراد هذه العائلة الى «إسرائيل»، ولحقت بهما بقية أفرادها. وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن منظمة «موتي كهانا» التي يتزعمها رجل أعمال أميركي اهتمت بتقديم مساعدات إلى النازحين السوريين، ومن خلال هذه المساعدات الإنسانية أقامت علاقات مع «معارضين» ساعدوا في ضمان توجه العائلة إلى الخارج، متجاوزة العديد من الحواجز الأمنية. وثمن تذاكر السفر الى «إسرائيل» لأفراد العائلة أمنته منظمة غير حكومية تترأسها جال لاسكي، وهذه المنظمة تقدم مساعدات إنسانية من «إسرائيل» لشعوب دول تعرّضت للكوارث ولا تقيم حكوماتها علاقات مع «إسرائيل». وكان نتنياهو التقى لاسكي ومنظمة الكشافة «الإسرائيلية» لشكرهم على جَمعهم الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية وتوزيعها على النازحين السوريين في الأردن وفي جنوب تركيا.
ثمة رواية ثانية معيبة حول إرسال رئيس حزب اليسار الكردي محسوم فيصل بكر سيمو رسالة تهنئة الى روفين ريفلين لمناسبة انتخابه رئيساً لدولة «إسرائيل»، جاء فيها: «أن «إسرائيل» ليست عدونا، بل الرئيس الأسد ومعاونوه، وإن حزبه يطلب من «إسرائيل»، حكومة وشعباً، الوقوف الى جانب الشعب السوري أكثر من السابق»، زاعماً في رسالته أن حزبه يرفض التطرف والإرهاب من أي جهة في سورية.
أما أمير عابدي، رئيس العلاقات الخارجية في هذا الحزب الكردي الموالي للغرب، فادعى أن لا مشكلة مع «إسرائيل»، وأن مهماته الأساسية هي التعاون معها، وهو مستعد لإقامة سلام معها! ولا يخجل من اتصالاته مع قادة «إسرائيل». وقال في مقابلته مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة باللغة الانكليزية يوم 25/6/2014. «إن الاكراد يقفون الى جانب «إسرائيل» أكثر مما يقفون اليوم الى جانب العرب»!
من الروايتين السابقتين يمكن الاستنتاج أن «إسرائيل» تستغل ما يسمى بالمساعدات الإنسانية للوصول الى بعض الأشخاص، ولكسب «معارضين» الى جانبها يوفرون لها معلومات ويؤدون خدمات أكثر مما قد يقدمه إليها عملاء ومخبرون لها فوق الأراضي السورية، وتستغل هؤلاء لتنفيذ مخططاتها وللحصول على معلومات «خاصة» عن الوضع الداخلي في سورية. كما يمكن الاستنتاج بسهولة تامة أن المنظمات غير الحكومية الغربية التي توزع مساعدات إنسانية على النازحين السوريين هي منظمات موالية لـ»إسرائيل» إذ توفر لها ما تريده من معلومات وتشارك بصورة غير مباشرة في إبقاء نار الدمار مشتعلة لسنوات طويلة.
اللافتة المرفوعة هي «مساعدات إنسانية»، أما الهدف الحقيقي منها فهو التدخل في الشأن السوري لدعم المؤامرة… لكن الشعب السوري الشقيق أفشل هذه المؤامرة وأسقطها، وها هو في المراحل النهائية من القضاء على الإرهاب وأركانه… ومن حق سورية أن تقف دوماً ضد اقتراح «الممرات الآمنة» بحجة توفير مساعدات إنسانية، لأن هذه المساعدات ليست فعلياً سوى وقود لإطالة أمد الأزمة ودعم الإرهاب.
رئيس تحرير مجلة البيادر ـ القدس الشريف