تقرير

كتب يوسي ملمان في صحيفة «معاريف» العبرية: «لا أريد عرفاتيين صغاراً»، قال فهد عبد العزيز بن سعود، ملك السعودية، وأجبر زوجته السرّية على الإجهاض ثلاث مرّات. وكان الملك فهد قد توفّي عن عمر يناهز 82 سنة عام 2005. حصل هذا في السبعينات، وتروي عن ذلك اليوم من كانت زوجته سابقاً. جنان حرب، هي فلسطينية من أصل مسيحي، ابنة 68 سنة تسكن في لندن. وقريباً، ستصدر سيرتها الذاتية وفيلماً يوثق لحياتها وحياة الفساد والجنس والمخدّرات والقمار وجرائم القتل في الأسرة المالكة السعودية، التي من يقف على رأسها اليوم الشقيق الصغير لفهد.

وكانت حرب قد كسبت قبل شهرين الدعوى التي رفعتها إلى المحكمة في لندن بمبلغ 12 مليون جنيه استرليني، مطالبةً بأن يُشترى لها منزلان في حيّ تشلسي الفاخر. وقبلت المحكمة ادّعاءها بأن هذا المبلغ المالي والشقتين وعدها بها زوجها، الملك فهد، قبل سنتين من وفاته.

ويتوجب على الدين أن يدفعه ابنه، عبد العزيز بن فهد الذي تقدّر ممتلكاته بمليار دولار وتستثمر في ممتلكات عقارية في نيويورك. ونشر الموقع الإخباري لشؤون الشرق الاوسط «ميدل إيست آي» الذي يعمل في بريطانيا، تفاصيل مشوّقة عن القضية وكشف النقاب عن تفاصيل قد تحرج الأسرة المالكة.

هذه ليست بالطبع المرّة الأولى التي تنشر فيها تفاصيل عن نمط الحياة الفاسدة والمبذرة لأبناء آل السعود، التي تحكم الدولة منذ تأسيس المملكة السعودية رسمياً في 1932.

وتروي حرب أنها تزوجت فهد سرّاً عام 1967، بعدما أسلمت. وكانت شابة جميلة في العشرين من عمرها، فيما كان فهد ابن 47 ويتبوّأ في حينه منصب نائب رئيس الوزراء ووليّ العهد.

وعلى حدّ قولها، كان فهد «جنتلمان»، مهذّباً وأديباً. ولكنّ عائلته، لا سيما أخوه سلمان، كانوا يكرهونه ويتعاملون معه بفظاظة. واضطرت بعد نحو أربع سنوات من ذلك إلى الهرب من السعودية في غضون ساعتين، خوفاً على حياتها وذلك بعدما ضغط سلمان على أخيه للتخلّص منها ومن عائلتها.

وكما أسلفنا، وعندما كانت زوجته السرّية ـ واحدة من عدّة نساء ـ شهدت كيف كان فهد يتعاطى المخدّرات. كما تدّعي أنه أجبرها على أن تجهض ثلاث مرّات لأنه لم يرغب في أن يدخل إلى دم العائلة المالكة السعودية أنسال فلسطينيون و«عرفاتيون» صغار يتراكضون في القصر.

وكانت حرب قد باعت حقوق الطبع الأدبية لرجل علاقات عامة بريطاني، الذي جنّد التمويل لإنتاج الفيلم وإصدار الكتاب الذي سينشر بالانكليزية والعربية. وكانت حرب قد زوّدت منتجي الفيلم بصوَر يظهر فيها فهد وهو يحقن نفسه بالمخدّرات ويقامر في كازينو فاخر في لندن. ورغم كل ما مرت به، تدّعي حرب أنها غير نادمة على زواجها من فهد وعيشها معه.

تولّى فهد العرش لـ23 سنة، وهو محبوب في المملكة حتى اليوم، وتحمل اسمه مبادرة السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين والتي كانت حكومات «إسرائيل» رفضتها. وتدّعي حرب أنه ساعدها على الهرب من السعودية بدلاً من قتلها كما أوصاه أخوه سلمان.

ويتّخذ الملك سلمان في قصة جنان حرب هذه صورة الشرير الرئيس. وتقول عنه إنه «الجزار من الرياض»، تذكير للعهد الذي تولّى فيه منصب حاكم العاصمة في المملكة. وتقول: «صحيح أنه رجل وسيم جدّاً، ولكن كانت له سمعة سيئة، عدواني جداً، وهو دكتاتور في واقع الأمر، مسؤول عن إعدام كثيرين من الناس».

ولا بدّ أنهم في السعودية وفي الأسرة المالكة بالذات لن يستطيبوا منشورات حرب ويرفضون التعقيب عليها. وكان مراسل «ميدل إيست آي» قد اتصل بجمال خاشقجي وهو أحد الصحافيين المعروفين في المملكة، وكان أيضاً مستشاراً للأسرة المالكة. ولكن خاشقجي رفض التعقيب على «قصة الثرثرة هذه». أما حرب نفسها فقالت إنها لا تخاف أن يمسوا بها. وقالت بافتخار: «أنا فلسطينية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى