«غريقة بحيرة موريه»… لقاء أدبي للنادي الثقافي العربي
نظّم «النادي الثقافي العربي» لقاءً حول رواية أنطوان الدويهي «غريقة بحيرة موريه» الحائزة جائزة وزارة الثقافة للرواية اللبنانية لعام 2015، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها هذه الجائزة، وذلك بحضور حشد من أهل الفكر والأدب.
بدايةً، أشار الناقد سامي مشاقة إلى أن الدويهي صاغ روايته بروح من شاعرية لغوية عذراء عالية المقام، مع سرد للأماكن شفّاف يتناول التفاصيل كلّها. مبيّناً كيف وظّف الروائي المواقع الجغرافية الحقيقية لبناء درامي شديد الإحكام تتصارع فيه الشخصيات والأفكار والثقافات والحضارات والأخلاق وقواعد السلوك الاجتماعي، التي تتفاوت وتتباين في الزمان والمكان.
وتحدّث مشاقة عن شبكة العلاقات المتردّدة مع الآخر، المختلف نهجاً وثقافةً، واصفاً شخصيات الدويهي بمثابة التجليات الإبداعية.
بدوره، استعاد الأديب كميل داغر مسار الدويهي منذ البدايات، متحدثاً عن اكتمال كتابته الأدبية في شكلها الراهن منذ كان في العشرين من عمره.
وأشار إلى توقفه عن النشر لنحو ربع قرن بسبب هاجس الكتابة المطلقة لديه، ذاهباً إلى تقصّي مسار الدويهي الأدبي، كما كشف عن مدوّنات له على دفترين، تم العثور عليها أخيراً بين كتب وأوراق قديمة لأحد رفاقه تظهر عوالمه الكتابية الفريدة، وهذه المدوّنات موصولة هي أيضاً في جوهرها بكتاباته الحالية.
بدوره، دخل الأديب محمود حيدر إلى رواية الدويهي من باب «جاذب الماء»، كما توغل في تبيان هذا المحور خصوصاً العلاقة السحرية بين العشق والموت.
وأشار إلى أنّ الدويهي في الرواية هو نفسه في الشعر، وسمة اللامتناهي ترافق كتابته كلّها، وهي سمته حيال المكان والزمان مما لا تحتمله إلا الكتابة المطلقة، فيها يستشعر الكون كله والعمر كله.
وتناول علاقة كتابة كهذه بالمقدس، وكيف يلتقي فيها التعبير اللغوي بالتجربة المُعاشة الحية عند صاحبها. وفي سياق التعرف والمعاينة، سيظهر المكان الذي له صفة التقديس، تحيّزاً منفرداً في العالم الأرضي ولكي يفهم القدسي على ما هو عليه في حقيقته، لا بدّ من أن يعاش، ومقتضى عيشه أن تكونه.