التحريض ضدّ بوتين مستمر بغية إجهاض السلام في سورية
السلام في سورية ممنوع، أما المسموح، فاستمرار دعم التنظيمات الإرهابية لتقتل وتذبح وتسرق وتنهب وتفعل ما تمليه عليها رجعيّتها وظلاميتها، كي تبقى المنطقة كتلة نار مشتعلة. هذا باختصار ما يريده الغرب. فما إن تتقدّم المحادثات في شأن السلام قيد أنملة، حتّى تظهر العراقيل من هنا وهناك. تارةً عبر الإعلام الغربي المشحون شرّاً، وطوراً عبر السعوديين المملوئين حقداً.
أما الجديد ـ القديم، فالتحريض ضدّ روسيا، وهذه المرة جاء على لسان الصحافة البريطانية، وتحديداً صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، التي قالت في مقالها الافتتاحي أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إلقاء القنابل في سورية وإجراء المحادثات في جنيف. وأضافت أن روسيا تستعمل قمة السلام في سويسرا غطاءً لحربها في سورية. وأشارت إلى أنه بينما كان يُجرى التحضير لاستقبال الوفود المشاركة في محادثات جنيف، أغارت المقاتلات الروسية على منطقة الشيخ مسكين في سورية، فقتلت المئات من المدنيين ومن عناصر «المعارضة المسلّحة» التي يدعمها الغرب. وقالت أيضاً إنه منذ أن بدأ بوتين غاراته على سورية، كان حريصاً على إبادة جميع الفصائل المسلّحة باستثناء تنظيم «داعش»، والميليشيا الموالية للنظام السوري. وأضافت أن روسيا ليست المفسد الوحيد في سورية.
وفي سياق الحديث عن المنطقة، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الأوضاع في المنطقة العربية بعد «الربيع العربي»، مشيرة إلى أن هذا سبقه زرع القيم الغربية في العراق بالقوّة. وقالت الصحيفة إنّ «الربيع العربي» بدأ قبل خمس سنوات من تظاهرات عفوية في ميدان التحرير في القاهرة، ولكن يجب ألا ننسى أنّ الحملة الأميركية في العراق التي أطاحت بنظام صدّام حسين سبقت «الربيع العربي» وكسرت الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة. وهذا بالذات تسبّب في تدفق اللاجئين من هذه المنطقة إلى أوروبا. واعتبرت الصحيفة أنّ مشكلات الهجرة، من أكبر الأزمات التي واجهتها أوروبا حدّة وتضع على المحك فكرة أوروبا الموحدة.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: الديمقراطية لا تؤدّي دائماً إلى التهدئة
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الأوضاع في المنطقة العربية بعد «الربيع العربي»، مشيرة إلى أن هذا سبقه زرع القيم الغربية في العراق بالقوّة.
وجاء في المقال: بدأ «الربيع العربي» قبل خمس سنوات من تظاهرات عفوية في ميدان التحرير في القاهرة، ولكن يجب ألا ننسى أنّ الحملة الأميركية في العراق التي أطاحت بنظام صدّام حسين سبقت «الربيع العربي» وكسرت الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة. وهذا بالذات تسبّب في تدفق اللاجئين من هذه المنطقة إلى أوروبا.
يمكن اعتبار مشكلات الهجرة أكبر الأزمات التي واجهتها أوروبا حدّة وتضع على المحك فكرة أوروبا الموحدة. ومع أن مشكلة السياسة الأوروبية في شأن الهجرة قد صيغت في معاهدة أمستردام عام 1999 ، إلا أن النظرية أمر والتطبيق أمر آخر.
زعماء أوروبا يميلون إلى تسوية المشكلات الآنية لا إلى التعمق في دراسة أسباب الأزمة لمنع تكرارها مستقبلاً، إذ يعتبرون أن سببها أعمال بشار الأسد ومسلّحي «داعش»، لأنهما تسببا في هجرة أكثر من ثلاثة مليون مواطن سوري إلى تركيا. كما يجب أن نضيف إلى هذا الرقم 2.8 مليون مواطن أفغاني تركوا بلادهم بسبب استمرار الحرب الأهلية. كما يوجد بين المهاجرين مواطنون من ليبيا حيث نشبت الحرب الأهلية أيضاً. يضاف إلى هؤلاء مهاجرون من منطقة البلقان وشمال أفريقيا.
وكان زيغمار غابرييل نائب مستشارة ألمانيا آنجيلا ميركل قد أعلن في مؤتمر ماينز المكرّس لوضع استراتيجية العمل للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أن ألمانيا استقبلت عام 2015 أكثر من مليون لاجئ وأن هذا العدد لن ينخفض في عام 2016. كما أن الملياردير الأميركي جورج سورس، نصح بوضع خطة مارشال جديدة لإنقاذ أوروبا.
يمكننا أن نتساءل: هل ستساعد هذه الخطة أوروبا وأن تتحوّل إلى ما يشبه مكافحة طواحين الهواء؟ لأننا لا نعلم أين ومتى ستبدأ أزمة سياسية، تسبب موجة هجرة جديدة إلى بلدان المناطق المزدهرة.
بحسب وسائل الاعلام الألمانية، أسباب الهجرة إلى أوروبا يمكن تلخيصها بالتالي: أولاً، الناس يهربون من البلدان التي يسود فيها حكم القوة والتسلط، لذلك فقط الديمقراطية يمكنها إعادة هذه البلدان إلى حظيرة البلدان المتحضرة ثانياً، محاولة فرض النموذج الغربي للديمقراطية تسبب في هذه الفوضى وملايين اللاجئين.
تشير صحيفة «Tagesspiegel» الألمانية في موضوع مكرّس لهجمات باريس التي وقعت في تشرين الثاني 2015 إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن أعلن قبل عدّة أسابيع من صدور الأوامر بغزو العراق عام 2003، أن العراق سيتحوّل إلى «منارة للديمقراطية في الشرق الأوسط» ما إن تتم الاطاحة بصدّام.
سؤال آخر يطرح نفسه: هل هذه سذاجة عند زعماء الغرب أم هي ببساطة خطة عمل؟
تبيّن أن الاثنين معاً. فاستناداً إلى هذا تثير الاهتمام نتائج الدراسة التي أجراها علماء جامعة أوهايو الأميركية المنشورة في أيلول 2015 والمتضمنة تحليل أسباب النزاعات الدولية خلال 50 سنة 1948 2000 . فقد استنتجوا أن مفهوم «العالم الديمقراطي» غير موجود في الطبيعة. وأنّ هذا المفهوم ما هو إلا نظرية منتشرة حول ضعف احتمال قيام نزاعات عسكرية بين الديمقراطيات.
بدأت الدراسة من فكرة الفيلسوف كانط التي كان قد طرحها عام 1795 حين قال: يمكن للعالم أن يتمتع بالسلام الأبدي، إذا ما ارتبطت بلدان العالم بثلاثة عناصر: دول ديمقراطية، تبادل اقتصادي وعضوية في المنظمات الحكومية والدولية. وقد تبين ان العلاقات التجارية والعضوية في المنظمات الدولية تلعب دوراً مهماً في تدعيم السلام بين البلدان. ولكن ليس الديمقراطية. لأن «العالم الديمقراطي» لا يمكنه أبداً منع نشوب نزاعات دولية، على رغم أنّ رؤساء الولايات المتحدة أكدوا أنّ «العالم الديمقراطي» بالذات مهم لمساندة «السلام العالمي».
«فايننشال تايمز»: بوتين يريد الحرب في سورية والمحادثات في جنيف
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، في مقالها الافتتاحي، تقول إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد إلقاء القنابل في سورية وإجراء المحادثات في جنيف.
وأضافت أن روسيا تستعمل قمة السلام في سويسرا غطاءً لحربها في سورية. وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أنه بينما كان يُجرى التحضير لاستقبال الوفود المشاركة في محادثات جنيف، أغارت المقاتلات الروسية على منطقة الشيخ مسكين في سورية، فقتلت المئات من المدنيين ومن عناصر «المعارضة المسلّحة» التي يدعمها الغرب.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن بدأ بوتين غاراته على سورية، كان حريصاً على إبادة جميع الفصائل المسلّحة باستثناء تنظيم «داعش»، والميليشيا الموالية للنظام السوري. وأضافت أن روسيا ليست المفسد الوحيد في سورية.
وأشارت إلى أن تركيا قلقة أكثر من تقدم الميليشيا الكردية نحو شمال سورية، وقد اعترضت على حضورها في قمة جنيف. وما يشغل بال السعودية، بحسب «فايننشال تايمز»، هو تحرّك الميليشيا الشيعية أكثر من خطر تنظيم «داعش».
وختمت الصحيفة بالقول إن بوتين يستعمل جنيف غطاءً لمواصلة هجماته، وإنه على الولايات المتحدة، بدل تخويف «المعارضة»، أن تدعم مطالبها بوقف الحكومة والقوّات الروسية الغارات على الشعب السوري.
«نيويورك تايمز»: الاستخبارات الأميركية تضلّل حتّى موظفيها
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلاً عن مسؤولين، أن كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» ظلّوا لسنوات يتعمّدون خداع شرائح من العاملين فيها عبر بثّ مذكّرات داخلية تحتوي على معلومات مضلّلة عن عملياتها ومصادرها في الخارج.
وزعم عملاء قدامى في الوكالة، أنّ هذه الحيلة كانت نادراً ما تحدث، ووصفوها بأنها إجراء أمني مهمّ ووسيلة لحماية أسرار حيوية عن طريق بثّ رسائل كاذبة في شبكة الاتصالات الداخلية، بينما تستخدم قنوات منفصلة لتمرير المعلومات الصحيحة لمستقبليها المصرّح لهم بالاطلاع عليها.
غير أن آخرين من قدامى العملاء رأوا أن الحيلة ـ التي يُطلق عليها اسم «غسل العيون» ـ تنطوي على خطر كبير ينجم عن إساءة استخدامها.
ويقول هؤلاء إن الوكالة ـ بعيداً عمّا قد يترتب على هذه العملية من فقدان ثقة العاملين ـ تفتقر إلى آلية واضحة لتصنيف رسائل «غسل العيون» أو تمييزها عن السجلات الرسمية التي تخضع لتمحيص المفتش العام للوكالة قبل إحالتها إلى الكونغرس أو رفع صفة السرّية عنها حتى يطّلع عليها المؤرّخون.
وأماط محقّقون من مجلس الشيوخ اللثام عن حالات فاقعة لعمليات «غسل عيون» في إطار تحرّيات استغرقت سنوات عدّة في برنامج الاستجوابات التي تضطلع بها وكالة الاستخبارات المركزية.
ونسبت «نيويورك تايمز» إلى مسؤولين قولهم إن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وقفت على تناقضات صارخة في رسائل «CIA» في شأن عملياتها السرّية، من بينها الهجمات بطائرات من دون طيار.
وأورد التقرير النهائي في نسخته المحظورة حالتين على الأقل من حالات «غسل العيون» أو التضليل التي مارستها الوكالة على بعض العاملين بها.
ووفق مسؤولين اطلعوا على التقرير، فإن إحدى الحالات تشير إلى أن المديرين في مقر «CIA» أرسلوا برقية إلى مكتبها في باكستان تفيد بأن العملاء هناك غير مخوّلين بتتبّع عملية تنطوي على خطورة بالغة ضدّ أحد قادة تنظيم «القاعدة» ويُدعى أبو زبيدة.
غير أن الوكالة أرسلت في حالة أخرى تعليمات إلى دائرة مصغّرة من عملائها أبلغتهم فيها بتجاهل البرقية الأولى، وبأنه يمكنهم المضيّ قدماً في تنفيذ المهمة المطلوبة.
وتقول الصحيفة إن المهام التي توكلها «CIA» لعملائها تتضمّن عادة القيام بعمليات تهدف إلى خداع الحكومات الأجنبية وأعدائها الآخرين. بيد أن مسؤولين أفادوا بأن «غسل العيون» عملية مختلفة في جوهرها إذ إنها تستهدف متلقّين من داخل الوكالة عبر بثّ معلومات مضلّلة لصغار الموظفين.
«كريستيان ساينس مونيتور»: المرشحون مبغوضون والناخبون حائرون!
هل الولايات المتحدة مقبلة على أزمة زعامة لم تشهد مثيلاً لها في تاريخها الحديث؟ سؤال بدأت الصحافة الأميركية تسعى إلى الإجابة عنه مع دخول حملات الانتخابات التمهيدية للحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري لاختيار مرشحيهما لخوض انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني المقبل.
تقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إنه من المحتمل، لا بل من المرجح أن تشهد انتخابات الرئاسة المقبلة تنافساً بين اثنين أو ثلاثة من أكثر المرشحين «بُغضاً» طوال نصف القرن الماضي على الأقل. ولعله من الجائز، لا بل ربما من المرجح، ألا يكون ذلك قد حدث مجرّد صدفة.
فقد أظهر استطلاع لـ«معهد غالوب» نُشرت نتائجه السبت الماضي أن مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية دونالد ترامب نال أعلى الأصوات 60 في المئة باعتباره أكثر شخصية غير مرغوبة من أيّ مرشح رئاسي منذ أن بدأت هذه المؤسسة في تتبع الموضوع في 1992. واحتلت المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون المركز الثالث 52 في المئة بعد جورج دبليو بوش ـ في عام 1992 ـ الذي حلّ ثانياً.
بعبارة أخرى، فإن انتخابات 2016 الرئاسية قد تخوضها شخصيتان غير محبوبتين سياسياً من غالبية الشعب الأميركي، حسبما نقلت «كريستيان ساينس مونيتور» عن «غالوب».
أما لماذا يمكن لهذا السيناريو أن يتحقق؟ فالإجابة عند الصحيفة أنّ تنافساً من هذا القبيل يتفق تماماً مع العصر السياسي الراهن.
ففي وقت اتخذت فيه الحزبية في الولايات المتحدة أشكالاً جديدة أكثر صرامة، بدا الأميركيون أكثر نزوعاً نحو التصويت ضدّ المرشحين بدلاً من التصويت لصالحهم. وترى الصحيفة أن كلّاً من ترامب وكلينتون يرمز إلى هذا التحوّل بطرق مختلفة، لكنهما يوجّهان خطابهما إلى الشريحة المعتدلة المتناقصة في السياسة الأميركية.
ونظراً إلى أنه لا قواسم مشتركة كثيرة بين الحزبين الكبيرين، فإن الحال نفسها تنطبق على مرشحيهما، ما يجعل الناخبين أمام خيار صارخ، فإما معارضة توجّهاتهما وإما القبول بها.