صحافة عبريّة
دعا زعيم «المعارضة الإسرائيلية» إسحق هرتزوغ، كلّاً من رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعالون إلى شنّ حرب على الأنفاق الفلسطينية على حدود قطاع غزّة.
وقال هرتزوغ في تصريحات نقلها موقع «واللا» العبري، إنه على نتنياهو ويعالون إعطاء الجيش «الإسرائيلي» الأوامر ببدء تدمير أنفاق غزّة وعدم انتظار الفصائل الفلسطينية حتى تبدأ هجماتها.
وانتقد زعيم «المعسكر الصهيوني» سياسة نتنياهو في التعامل مع أنفاق الفصائل الفلسطينية على حدود قطاع غزّة، وتساءل: «لماذا الانتظار؟ أننتظر حتى يخرج الفلسطينيون ومعهم السلاح على أيّ كيبوتس أو مستوطنة؟».
وأضاف: «على نتنياهو ويعالون إجابة الإسرائيليين على مخاوفهم، ويجب أن يكونوا واضحين معهم، لا بل يجب إعطاء الجيش الأوامر لتدمير تلك الأنفاق، والقضاء على هذا التهديد».
«إسرائيل» تسير نحو الفاشية
كتب إيريس ليعال في صحيفة «هاآرتس» العبرية:
حول سؤال في أيّ نقطة يتم تجاوز الحدود وحينما يتحوّل الأمر المحتمل إلى غير محتمل، هناك إجابات عدّة. حدود الألم تتغيّر من مجتمع إلى مجتمع ومن إنسان إلى إنسان. الشعب اليهودي تعرّض للمعاناة على مدى السنين إلى أن تفاقمت هذه المعاناة في القرن العشرين. ومع ذلك، فقد بقي. ألمانيا قرّرت أنه من قعر البئر التي وصلت إليها، ستخرج أكثر حكمة وأكثر حذراً وأكثر استعداداً. والدليل على ذلك ما كتبه أحد الكتّاب المشهورين فيها، توماس مان: «الشخص الذي يعتقد أنه ولد ألمانياً لا يمكنه القول أنا ألمانيا الجيدة والعادلة كل شيء يوجد في داخلي وكل شيء جربته على جلدي».
هذا هو الكنز الروحاني الذي يعني أنه في كلّ مرحلة يجب مراقبة الحيوان الفاشي العجوز.
الأمر الغريب أنه بالذات في «أرض الشعب اليهودي»، يسمحون لهذا الحيوان برفع رأسه. ولست أنا الذي أنتمي إلى معسكر اليسار أقول ذلك، بل يقوله عضو «الكنيست» بني بيغن الذي هو من ارستقراطية حزب السلطة. وهو يقوله علناً وبطريقة لا تحتمل تفسيرين. فبيغن اعتبر أننا أمام «ذروة جديدة من الفظاعة». وقال بوضوح كلمة «فاشية» وطلب التحقيق في كيفية السماح بذلك.
يمكن القول إن بيغن يعرف أن بداية العملية تتعلق بالكشف عن مفهومين مختلفين: اليساري يساوي الخائن. وأن هذه الهوية بادر إليها وحفظها كلّ من رئيس الحكومة ووزيرة العدل ووزير التعليم ووزيرة الثقافة، بمرافقة جوقة «الكنيست». لذلك، فإن الأمر الوحيد الذي يمكن فعله الآن إنشاء اقتران فعال: وسم جمعيات حقوق الإنسان، تجنيد الفنّ من أجل دعاية السلطة وتخويف المثقفين وتشويش التاريخ في كتاب المدنيات المخصّص للمدارس. والوسائل تلك كلّها فاشية.
ومن أجل تغيير اتجاه السفر قبل الهاوية، يجب الطلب من كلّ عضو «كنيست» لا يتضامن مع هذه الأعمال أن يسمّيها بِاسمها. وبعد ذلك إبداء التحفظ منها. هل تذكرون دعوة «كونوا كحلونيين»؟ على المُشرّعين وأعضاء الحكومة أن يكونوا مثل بني بيغن. ألّا يفقدوا الحكمة. عليهم القول بفم ملآن إنه تم تجاوز الحدود وكفى.
البحث الطبي يشير إلى أن التحمل السلبي خطر كبير. فمعروف أنه إذا بدأ التلوّث في الجسم وأعطيت المضادات الحيوية بكمية غير ملائمة خلال فترة قصيرة، فإنّ الجراثيم تطوّر قدرة على مواجهة الدواء. لهذا، فإن اعتذار «إن شئتم» يشبه وقف العلاج في منتصف الطريق. إن افتتاح فصل الاحتجاجات الصغيرة يشبه العلاج بكمية غير ملائمة. وأسوأ من ذلك، إذا وافقنا على تملص بنيامين نتنياهو وإيليت شاكيد ونفتالي بنيت من «إن شئتم»، فنحن بهذا نسمح للتلوث بالانتشار في جسمنا.
ومن أجل منحهم الدور التاريخي الملائم، يجب علينا أن نأخذ منهم ومن ميري ريغف فرصة إحداث الثورة التشريعية والايديولوجية التي بدأوا فيها وتحويلهم إلى مرحلة في ديناميكية تطوّرنا الأخلاقي كمجتمع. هذه المرحلة تغلّبنا عليها وبفضلها ازدادت قوتنا. لأننا أعلنّا الحرب الشاملة على الحيوان الفاشي حينما استيقظ وبدأ يتثاءب.
مبادرة السلام الفرنسية فخّ لنتنياهو
كتب بن درور يميني في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
منذ سنوات، ومبادرات السلام والمسيرة السلمية مجرّد إضاعة للوقت: خطوات عابثة ترمي إلى إرضاء رغبات المبادرين وصنّاع السلام. والنتيجة معروفة مسبقاً. المحادثات تتفكك. القصة الوحيدة المتبقية في الميدان هي لعبة اللوم «Blame Game».
مبادرة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ليست أكثر من خطوة عابثة أخرى. لقد كان فابيوس رئيس وزراء، ولكن مكانته تآكلت، لا سيما الانعطافة الحادة يساراً في العقد الأخير. فالرئيس فرانسوا هولاند أنقذه من غرق عميق بتعيينه في المنصبة الاعتباري. ويفترض بفابيوس أن يترك منصبه قريباً. فهل تذكّر الآن؟ يخيّل أنه أراد أن يخلّف وراءه شيئاً ما، وهكذا ألقى إلى الهواء بمبادرة مؤتمر السلام. وهو يهدّد بأنه إذا لم يحصل هذا، فإنّ فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية.
ادّعاء اليمين محق: إذا كانت النتيجة معروفة مسبقاً، وفرنسا تعتزم الاستجابة للطلب الفلسطيني، فإن هذه لعبة مباعة. ليس هكذا يتم التقدّم في السلام. هكذا يتم تعزيز الرفض الفلسطيني. وبشكل عام، فإن كل الفكرة التي تقبع في أساس الحملة الفلسطينية للاعتراف بالدولة هي تحصيل حاصل للرفض الفلسطيني للسلام والقائم على أساس الدولتين للشعبين. الفلسطينيون مستعدّون لدولتين، ولكن لا لشعبين. وكان مطلبهم المركزي ولا يزال حق عودة واسع. بتعبير آخر، الحق في تصفية حق الشعب اليهودي في تقرير المصير في دولة خاصة به.
رغم ذلك، ينضمّ ردّ نتنياهو إلى مسيرة السخافة. لأنه عندما يرفض مبادرة سلام ما، فإن «إسرائيل» تتحمل مسؤولية الفشل. وما يتبقى من المبادرة علامة طريق صغيرة أخرى في كتب التاريخ والتي سيكتب فيها: كانت مبادرة، و«إسرائيل» قالت لا، بينما قال أبو مازن نعم. وهذا بالطبع تبسيط يشوّه الصورة، ولكن نتنياهو يعرف، ولا بدّ أنه يفترض أن يعرف، أن هذه ستكون النتيجة. لقد أعدّ له فابيوس فخاً، ربما بالتعاون المسبق مع أبي مازن، ونتنياهو يلعب بالضبط الدور المخصّص له: رافض السلام.
بعد عقدين من المفاوضات وعدد لا حصر له من المبادرات واللقاءات، فإن كل من لديه عينين في رأسه يعرف أنه لا حاجة لمؤتمر سلام آخر. ثمة حاجة لخطة سلام. وهي معروفة مسبقاً. في نهاية المطاف ستكون في مكان ما هناك في منطقة صيغة كلينتون. فالوضع الجغرافي السياسي، وكذا أيضاً حقيقة أن «حماس» تسيطر في القطاع ومن شأنها أن تسيطر في الضفة يستوجب توافقات تمنع سيطرة «الجهاد» وحماس هي جزء من الجهاد . وتتضمّن المبادئ المعروفة إقامة دولة فلسطينية على قدر أكبر بقليل من 90 في المئة من المناطق، إبقاء الكتل الاستيطانية، تقسيم القدس على الأساس الديمغرافي الحالي وحلّ مشكلة اللاجئين من دون حق عودة إلى داخل «إسرائيل».
غير أنه لا أمل في تحقيق هذه الخطة، لأن الفلسطينيين أبعد عنها مما هي «إسرائيل». فقد رفع الخطة للفلسطينيين بيل كلينتون، إيهود أولمرت، باراك أوباما وجون كيري. أما هم، فكانوا دوماً يقولون: لا. تحفّظات «إسرائيل» على صيغة كيري في 2014 كانت أقلّ من الرفض الفلسطيني المطلق.