الشيخ لـ«سبوتنيك»: مخاوف السعودية من علاقة واشنطن وطهران دفعتها لإنشاء «لوبي» داخل أميركا

أوضحت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نور الشيخ، أنّ جماعات الضغط «اللوبي» في الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى قاعدة اجتماعية ضاغطة ومؤثّرة، مشيرةً إلى أنّ الجالية اليهودية في الولايات المتحدة هي أكبر جالية في المجتمع، وبالتالي فاللوبي اليهودي يستند إلى قاعدة مجتمعية عريضة إلى جانب أنّها قاعدة مؤثّرة، خصوصاً أنّها تعمل منذ أربعينيات القرن الماضي، ولها نفوذ اقتصادي وإعلامي وتقوم بتمويل الحملات الانتخابية سواء المتعلقة بالكونغرس أو بالرئاسة، وبالتالي فإنّ له تأثيراً مباشراً في عملية صنع القرار، مشيرةً إلى أنّ له أذرعاً في كل مؤسسات صنع القرار حتى في «البنتاغون».

ووصفت محاولات إنشاء «لوبي سعودي» بـ«الخطوة الجيدة»، معبّرةً عن اعتقادها بأنّها لن يكون لها نفس التأثير الذي يمارسه اللوبي اليهودي في صناعة القرار الأميركي، مشيرةً إلى أنّ نقطة الضعف الرئيسية تكمن في عدم وجود قاعدة مجتمعية.

وقالت: «يمكن التواصل مع بعض الشخصيات داخل المؤسسات الفكرية أو بعض أعضاء الكونغرس، ولكنه لن يكون فعّالاً بدرجة أن يكون للسعودية تأثير على غرار ما لـ«إسرائيل» من تأثير على صناعة القرار الأميركي»، مشيرةً إلى ما قاله مستشار الأمن القومي السابق، بريجنسكي «العرب ليس لديهم ما لدى «إسرائيل» من نفوذ، وإنّ العلاقات الأميركية الإسرائيلية شديدة الخصوصية بحكم التاريخ والتداخل المجتمعي والثقافي والفكري».

وفي ما يتعلّق بالأسباب التي دفعت السعودية إلى تشكيل «لوبي»، أوضحت أنّ «المملكة عبّرت في أكثر من مناسبة عن قلق من تغيّر السياسة الأميركية، وهناك شعور سائد بأنّ هناك تفاهمات حقيقية بين واشنطن وطهران، وأنّ الولايات المتحدة لسبب أو لآخر، أو لاعتبارات خاصة باستراتيجيتها في المنطقة بدأت في تنفيذ فكرة إدماج إيران في المنطقة، وهذا يُثير قلق السعودية التي لم تُخفِ هذا الشعور».

أضافت: «أنّ العلاقات السعودية ـ الأميركية تمرّ بأزمة، وأنّ القنوات التي كانت مفتوحة على قمة السلطة بين البلدين لم تعد كذلك، فضلاً عن الشكوك التي تنتاب السعودية من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة».

وفي ما يتعلّق بأسباب ارتباط قرار عدد من دول المنطقة بسياسة الولايات المتحدة، عبّرت عن الآسف من عدم استقلالية القرار في دول عربية، مشيرةً إلى أنّ هناك هاجس لدى هذه الدول بأنّ من يُبدي استقلاله ستكون نهايته مؤسفة ومؤلمة، كما حدث للملك فيصل الذي اعتبر اغتياله درساً أو رسالة بأنّ التوجّهات المستقلة لن تتحقّق، ومن هناك فإنّ سياسة الكثير من القادة العرب تتّسم بالبراغماتية لحماية مصالحهم بشكل أكبر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى