استفتاء البرزاني.. و«نينوى» النجيفي!
نظام مارديني
ما إن علت بعض الأصوات تدعو إلى تشكيل «إقليم نينوى» تحت يافطة «دستورية» المطلب، كما يقول الثنائي النجيفي، حتى أطلق البرزاني نفيره الاستفتائي لاستقلال إقليم كردستان، وهو ما يطرح السؤال عما يجري الإعداد لطبخه من القوى الإقليمية في هذه اللحظة؟!
تكشف دعوة البرزاني إلى الاستفتاء بأنه مشروعهُ وحده، وغاب عنهُ.. حالياً على الأقلّ، تأييدُ بقية الفرقاء في الإقليم، كما تكشف عن عمق أزمة الملف الرئاسي في الإقليم، خصوصاً وقد فتحت هذه الدعوة أبواباً أخرى لملفاتٍ كان مسكوتاً عنها، ومنها بابُ النفط وعائداته. حيثُ يعاني المواطنون في الإقليم، ظروفاً معيشية واقتصادية صعبة، بسبب احتكار الثروات الطبيعية من قبل زُمرة من السياسيين والتجار، أستُخدمت في إنشاء مبانٍ وقصور فارهة في الإقليم وأوروبا على حساب قوت المواطنين، الأمر الذي يشير الى أنّ صبر الناس في الإقليم قد نفد.
في هذه اللحظة المفصلية تأتي دعوة البرزاني للاستفتاء كتكملة لتصريحاته عن ضرورة تجديد سايكس بيكو، الذي يعطي الوعود لإنشاء دولة كردية كما ودولة سنية على حساب دِماء العراقيين، وقد دعا البرزاني، بحسب صحيفة الغارديان العالم للاعتراف بإخفاق سايكس بيكو التي رسمت الحدود في الشرق الأوسط، وطالب باتفاق جديد يمهد الطريق لدولة كردية. وقال لصحيفة الحياة «إن الحدود الجديدة في المنطقة تُرسَم بالدم داخل الدول أو بينها».
لا شك في أن المراقب للمشهد السياسي العراقي بعامة والإقليم بخاصة يحار حقاً ويُصاب بالدهشة نظراً لما يمور فيه من احداث وتطورات خطيرة سببها سياسيون امتهنوا لعبة المتاجرة بالعراق وآلام شعبه، ولكن اللاعبين ليس همهم بلاد ما بين النهرين وانما تحقيق مصالحهم ومشاريعهم، كما كشفته بعض الوقائع، وهذا ما يُعيدنا إلى اشتراطات العاهل السعودي سلمان على برزاني مساعدته بمبلغ قيمتة 8 مليارات دولار مقابل مساعدة الأخير القوى السنية العربية في إنشاء إقليمهم، وقد جاءت لقاءات أربيل السرية لقوى طائفية سنية، وبرعاية سعودية بهدف تنفيذ مخطط جديد لتقسيم العراق. ولكن هل يدرك البرزاني أن الغاية السعودية الأساسية من الاتفاق معه ليس للقضاء على «داعش»، وإنما زجّ قوات البيشمركة أيضاً في صراع دموي وخطير مع الحشد الشعبي؟
كل العبارات الساخرة التي ستُقال لتبرير هذا الواقع الذي يعيش فيه إقليم العراق الشمالي يعني أن اللغة نفسها قد تتحوّل أداة غير نافعة، لأنها تريد أن تتحوّل أداة غير اجتماعية. وهو يشير إلى تشابهنا مع «هاملت» في سخريته ورغبته في الانتقام التي كانت تدمر روحه.